ربما يكون الفنان جمال سليمان قد قبل تجسيد شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وهو يعلم أنه سيوضع فى مقارنة من جانبين فالجانب الأول يتمثل فى مقارنته بالشخصية الحقيقية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى مازالت خطاباته وكلماته وحركاته وصورته بالكامل عالقة فى أذهان محبيه ولذلك فقد دخل سليمان فى تحد كبير.
أما الجانب الثانى فيتمثل فى مقارنته بعدد من الفنانين الذين جسدوا شخصية عبدالناصر فى أعمال فنية سابقة ما بين المسلسل والفيلم ويأتى على رأسهم الفنان العبقرى أحمد ذكى فى فيلم ( ناصر 56 ) للمخرج محمد فاضل الذى كما يقال بلغة الممثلين ( قفل الشخصية ) فقد جسد ذكى كل تفاصيل عبد الناصر من نبرة صوت وحركة يد ورقبة ومشية وبرع فى تجسيد روح وشكل الشخصية بشكل لا يقارن وحتى خالد الصاوى حينما قدم الشخصية فى فيلم سينمائى مع المخرج أنور القوادرى فقد ساعده الشبه الواضح بينه وبين جمال عبد الناصر واجتهد كثيرا فى الأداء ولم يكن أداؤه منفرا ونجح أيضا مجدى كامل فى تجسيد الدور فى مسلسل ( ناصر ) للكاتب يسرى الجندى .
وبناء على ما سبق فقد كان أمام الفنان جمال سليمان تحد كبير جدا فى تجسيد الشخصية ولكنه خيب الآمال منذ الحلقة الأولى من مسلسل ( صديق العمر ) فقد ظهر متلعثما ما بين لهجته السورية واللهجة المصرية ولم يتمكن من التحكم فى مخارج الألفاظ التى يخرجها من فمه وظهر صوته مرتعشا فى تجسيد شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذى كانت له نبرة صوت مميزة لم يتمكن سليمان من الوصول إليها هذا على مستوى الصوت وعلى مستوى الشكل الخارجى لم ينجح الماكيير الذى صنع لسليمان ماكياجه فى الوصول للشكل الأقرب للرئيس الراحل والزعيم جمال عبد الناصر وحتى روح الزعيم جمال عبد الناصر المصرية لم تصل عبر أداء سليمان ولا اللغة الإخراجية للمخرج عثمان أبو لبن .
ربما يكون الفنان باسم السمرة قد ساعده غموض شخصية المشير عبدالحكيم عامر دراميا وفنيا فلم يتم تقديمها من قبل ولم يركز أى عمل فنى على تفاصيل حياته فى كل ما قدم عن ثورة يوليو وتلك الفترة الزمنية من حكم مصر ولذلك كان أمامه المجال مفتوحا ليرى الشخصية من وجهة نظره ويكون له السبق فى تقديم أبعادها النفسية وطريقة أدائها وحركاتها ومشيتها ونظرتها وكل التفاصيل التى من الممكن أن تخدم على تجسيده للشخصية وبالفعل نجح حتى الآن باسم فى تقديم روح الشخصية باستثناء بعض المشاهد التى يرتفع فيها صوته أكثر من اللازم لإظهار غضب المشير من تحديد إقامته والواقع التاريخى يؤكد أن المشير كانت حالته النفسية سيئة جدا وكانت انفعالاته داخلية بمعنى أنه يكتمها طوال الوقت ودخل فى مرحلة اكتئاب وكان لا يحدث أحد إلا فيما ندر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة