السادسة مساء، باقى من الزمن ساعة واحدة على لحظة الإفطار المرتقبة التى يستعد لاستقبالها الجميع بطقوس مختلفة على الموائد وفى البيوت والمطاعم، وتبقى الساعة التى تسبق الإفطار هى ساعة الكواليس التى تحتفظ بطقوسها الخاصة ما بين الزحام على محلات العصير والحلويات، والمطاعم، وسيارات الأكل المتنقلة، وحتى موائد الرحمن والمواصلات العامة فى محاولة للحاق بالموعد وكأنه لم يكن محدد مسبقاً، أو الاستعداد للإفطار فى المنزل ما بين تحضير الإفطار أو مشاهدة البرامج التى حفظ موعدها المصريون كل عام قبل الإفطار من الشيخ الشعراوى، أو الابتهالات والتلاوة، وبرامج الأطفال، وحتى برنامج مرتضى منصور الذى انضم حديثاً هذا العام لطقوس الساعة التى تسبق الإفطار.
زحمة ساعة قبل الفطار شر لابد منه..
مئات الأصوات المتداخلة والطلبات تنهال على رأس البائع الذى وضعته لقمة عيشه خلف الطاولة الخشبية التى رص فوقها أكياس وزجاجات العصير، هكذا هو حاله قبل الإفطار بساعة، وهو الحال الذى اعتاده كل من سبقه إلى المهنة ذاتها، سواء فى محلات العصير أو خلف الكاشير فى إحدى المحلات، وكأن الساعة التى تسبق الإفطار هى الساعة الوحيدة التى يمكن أثناءها الحصول على ما يلزم البيوت المصرية.
الكنافة والقطايف والبسبوسة.. والعيش والسوبيا.. ما يجوش غير قبل الفطار بساعة
لا يختلف الحال كثيراً عند محلات الحلويات، بكل أنواعها من الكنافة إلى صوانى البسبوسة والقطايف وغيرها من حلويات رمضان التى لا تجد طريقك إليها سوى قبل لحظة الإفطار بساعة أو أقل، ولم يعرف المصريون لشرائها موعداً آخر، تقف الطوابير الطويلة تسد الشوارع أمام محلات الحلويات، والأكل بمختلف أنواعها فى محاولة للحصول على "نص كيلو كنافة"، أو وجبة إفطار، أو حجز قد يمتد إلى ما بعد الإفطار بسبب الزحام.
المواصلات والزحمة علامة على اقتراب المدفع..
ميكروبصات وأتوبيسات مكتظة بالركاب، عشرات الركاب فى انتظار مواصلة لا تأتى كلما اقترب الموعد، محاولات عابسة للحصول على سيارة أجرة يوافق سائقها على التحرك من مكانه، هكذا هو مشهد الشوارع قبل الإفطار بساعة، وهو المشهد اليومى الذى يتجدد منذ سنوات لا يتذكر عددها سائقو المواصلات العامة، فى أزمة "مواصلات ما قبل الإفطار"، وكأنما الموعد لم يكن معروفاً لأحد، وهى الرحلة التى غالباً ما تتحول إلى مشاجرة حامية لا تخلو من عصبية وتوتر لحظات الإفطار الأخيرة، أو صداقة بين الركاب والسائق إذا ما اضطروا لقضاء لحظة انطلاق المدفع سوياً فى الطريق، وتحولت عصبيتهم جميعاً إلى الاستسلام للأمر الواقع وتوزيع العصائر والتمر على بعضهم البعض فى لحظة إفطار اضطرارية تحكم فيها الزحام.
برامج رمضان قبل الفطار من الشيخ الشعراوى لمرتضى منصور..
موعد مقدس لا تقل أهميته عن مواعيد عرض برامج ومسلسلات ما بعد الإفطار، هى الساعة التى تسبق الإفطار والتى احتل فيها مجموعة من النجوم ومشاهير الشهر الكريم القنوات التليفزيونية لسنوات طويلة، حفظ خلالها المصريون موعد برنامج الشيخ الشعراوى، بصوته المحبب وتتر برنامجه الذى لا تخطئه أذن مصرية، وتفسيره للقرآن الذى اعتاد الجميع الاستماع إليه أو تركه كخلفية أثناء الانشغال بتحضير الإفطار، نفس الحال هو حال برنامج "عمو فؤاد" الذى استقر موعده قبل الإفطار بساعة واحدة طوال سنوات طويلة استغل فيها عمو فؤاد هذا الموعد ليتحول إلى أشهر البرامج الرمضانية التى استقرت فى أذهان المصريين، وبقت واحدة من علامات الشهر الكريم، برنامج آخر كان له الموعد نفسه هو برنامج قصص الأنبياء الذى احتل الموعد الأكثر زحاماً فى أيام الصيام ولكنه بقى مؤثراً فى حياة المصريين، كما احتفظت تفاصيله وطريقة عرضه بشكل مميز ارتبط برمضان طوال سنوات طويلة.
مرتضى منصور كان آخر المنضمين للساعة الأصعب فى خريطة برامج رمضان، واختار الخروج على المشاهدين قبل الإفطار بساعة واحدة فى برنامج لا يخلو من طابع دينى، وهو ما استقبله الجماهير بالسخرية من المادة التى لا تتناسب مع شخصية مقدم البرنامج، وخلفيته السياسية والإعلامية التى استقرت فى خيال المشاهد، بينما بقى هذا الموعد هو الأكثر صعوبة فى المتابعة التليفزيونية، وهو ما يعطى البرامج الناجحة ذات الشهرة الواسعة التى اعتدنا رؤيتها فى مثل هذه الساعة نجاحاً مميزاً وعلامة ثابتة على اقتراب موعد الإفطار.
الشيخ رفعت والنقشبندى وإسماعيل وعبد الباسط.. أصوات رمضانية على دقة الساعة
يقترب موعد الإفطار، يرتفع صوت الراديو والتليفزيون بتلاوة الشيخ محمد رفعت، أو مصطفى إسماعيل، عبد الباسط عبد الصمد، الطبلاوى، أو تواشيح النقشبندى، ونصر الدين طوبار، وغيرها من الأصوات الرمضانية التى احتفظت لنفسها بموعد ثابت لم يتغير عبر السنوات، ولم تختلف طقوسه أو تفاصيله أو نجومه مهما اختلفت الظروف، تلاوة قرآنية عطرة وابتهالات رمضانية هكذا يعلن المذيع بل أن تبدأ الساعة الأكثر شهرة، والتى لا تغيب عن بيت مصرى قبل مدفع الإفطار فى الراديو وقبل الآذان، بأصوات ذهبية اعتاد المصريون وضعها فى خلفية تحضيرهم للمائدة أو انتظار الإفطار فى الساعة الأصعب بعد صيام طويل، وغيرها من الطقوس المصرية التى احتفظت بنجومها وتفاصيلها قبل الإفطار بساعة.
موضوعات متعلقة..
بالصور.. أغرب طقوس الإيرانيين فى إحياء العشر الأواخر من رمضان
قبل الفطار بساعة مصر شكل تانى.. الزحمة على محلات العصير والكنافة والمواصلات.. الشيخ الشعراوى وعمو فؤاد والنقشبندى ومحمد رفعت.. طقوس مصرية رمضانية قبل المدفع
السبت، 19 يوليو 2014 02:41 م