رغم ظهور العديد من الوجوه الجديدة والنجوم الذين استطاعوا أن يثبتوا نجوميتهم يوما بعد يوم خلال دراما رمضان التى تعرض هذا العام، لكن هناك عددا من الفنانين لا يعلم أحد لماذا يستمرون ويتمسكون بالتمثيل، فهم لم يمثلوا أى إضافة لأى عمل فنى يشاركون به، بل كانوا بمثابة حمل ثقيل على المسلسل وقللوا من قيمة العمل الفنى.
ومن هؤلاء الفنان شادى شامل الذى سبق أن قام ببطولة مسلسل «العندليب»، ولاقى فشلا ذريعا رغم أنه كان يحكى قصة حياة الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، وبعد فشل المسلسل تفرغ شادى شامل للذهاب إلى «الجيم» وتقوية عضلاته بدلا من أن يأخذ كورسات تمثيل أو يشارك فى ورشات تمثيل، معتقدا أن التمثيل بـ«العضلات فقط»، وكان من الممكن أن تشفع له موهبته لكن هذا لم يحدث، حيث أطل علينا فى رمضان هذا العام من خلال مسلسل «المرافعة» والذى يجسد من خلاله شخصية «مروان» ابن «جمال أبوالوفا» الذى يجسده باسم ياخور والمرتبط عاطفيا بـ«سالى» التى تجسدها نيرمين ماهر الذى اكتشف خيانتها له، من خلال مشاهدة فيديو فاضح مصور لها أعطاه إياه والده باسم ياخور، وقام بالذهاب إليها وضربها وقطع علاقته معها، لكن كل ذلك بأداء أقل ما يقال عنه إنه باهت وبارد، ولا يوجد به أى أداء تمثيلى يتناسب مع الشخصية أو مساحة الدور وطبيعته.
ومن الممثلين أيضا الذين ظهروا فى رمضان هذا العام دون معرفة سبب ظهورهم على الشاشة هو المطرب إيساف مطرب «ستار ميكر» الذى ظهر منذ أكثر من 15 عاما، ولم يذكر له الجمهور أغنية واحدة كمطرب حتى الآن، كما عندما قرر الاتجاه إلى التمثيل لم يذكر أيضا الجمهور له أى عمل فنى، رغم أنه جاءته أكثر من فرصة، حيث قدم من قبل بطولة فيلم «بنت اسمها منة» مع الفنانة بشرى، لكنه لم يحقق أى نجاح يذكر، ويطل علينا إيساف هذا العام من خلال مسلسل «جبل الحلال» للنجم محمود عبدالعزيز، ورغم أن المسلسل حقق نجاحا كبيرا وأركانه الفنية مكتملة، فإن وجود إيساف به أصابه بخلل كبير فهو لا يصلح للدور، ولم يستطع إيصال الشخصية للجمهور أو إقناعهم بأدائه رغم أن دوره ليس كبيرا فهو يجسد دور زميل ابنة أبوهيبة فى الجامعة وتربطه بها قصة حب، لكنه ظهر أقل من باهت بل المستفز أيضا فى طريقة الكلام و«تون» الصوت والأداء.
ومع وجود أداء باهت لبعض الفنانين، فهناك أداء مبالغ فيه بشكل كبير ولا يتناسب تماما مع طبيعة الدور أو الشخصية، مثل أداء الفنان باسم ياخور فى مسلسل «المرافعة» الذى يجسد من خلاله شخصية «جمال أبوالوفا»، حيث إنه يصرخ بصوت عال طوال الوقت دون مبرر حتى، وهو جالس مع حبيبته ليطلب منها الزواج وعندما قالت له أعطنى فرصة أفكر من الطبيعى أن يرد عليها ويقول لها إنها لا تحتاج إلى تفكير أو أنه لا يستطيع الصبر أو مثل تلك الأشياء، إلا أنه صرخ فيها وكأنه سيقتلها كأن بينهما ثأر، فهو أداء لا يتناسب مطلقا مع المشهد، بالإضافة إلى استخدامه هذا الأداء فى كل المشاهد الأخرى فهو يبرق عينيه ويشير طوال الوقت بيديه.
يأتى أداء باسم ياخور المبالغ به فى المسلسل على النقيض تماما من الأدوار التى سبق أن قدمها وأجاد بها فى أعمال أخرى مصرية وسورية، وأبرزها مسلسلات «ربيع قرطبة» و«خالد بن الوليد» و«فنجان الدم» و«زهرة وأزواجها الخمسة» و«حرب الجواسيس»، وكلها أعمال ساهمت فى نجاح وشهرة باسم ياخور.
وأيضا فى مسلسل «سجن النسا» الذى يلقى إشادة بالغة من النقاد قبل الجمهور منذ بداية عرضه والنجوم أيضا الذين لم يشاركوا بالعمل أشادوا به كثيرا وبالنجوم المشاركين به، لكن كان هناك فنانة «ميس كاست» تماما فى الدور الذى اختارتها به المخرجة كاملة أبوذكرى، وهى الفنانة الشابة سمر يسرى، ورغم صغر حجم الدور حيث لم يتعد دورها الحلقتين، فإنه كان مؤثرا جدا، لأنه ارتبط بظهور النجمة روبى فى الحلقات، لكن سمر لم تجسد الدور بشكل جيد مطلقا، فكانت تصرخ طوال المشاهد دون مبرر وتتحدث بطريقة غريبة لإثبات أنها سيدة ثرية ومدللة، وهو ما أظهر شكل هذه الطبقة بصورة غريبة، فظهروا كأنهم كائنات فضائية، رغم أن هذه غير حقيقى تماما، فلم تجسد الشخصية بطبيعية وانسيابية فى الأداء مثل باقى فريق عمل المسلسل، فمن أصغر ممثل لأكبر نجم فى العمل أبهر الجمهور بأدائه حتى أصدقاء سمر الذين ظهروا معها فى الحفلة للحظات أيضا جسدوا شخصياتهم بشكل جيد للغاية.
وفى مسلسل «ابن حلال» فرغم تألق جميع نجومه فإن الفنان الشاب إسلام جمال لم يستطع مجاراة باقى الفنانين فى أدائهم، فلم يستطع إتقان تجسيد شخصية «سميح» زوج الفنانة سهام والتى تجسد دورها وفاء عامر، رغم أن تلك الشخصية المفترض أن بها مشاعر غريبة وغير عادية لشاب يحب امرأة تكبره فى السن كثيرا، واكتفى إسلام جمال بتجسيد الشخصية من الخارج فقط دون انفعالات حقيقية وبشكل اجتهادى فقط دون أن يظهر موهبة حقيقية فى التمثيل قادرة على أن تضعه فى منافسة مع باقى الفنانين الشباب الذين ظهروا فى دراما رمضان.
