"ذى جارديان": كارثة الطائرة الماليزية وضعت بوتين فى "ورطة"

السبت، 19 يوليو 2014 12:50 م
"ذى جارديان": كارثة الطائرة الماليزية وضعت بوتين فى "ورطة" الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
لندن (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن حادث إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية فى شرق أوكرانيا وتحطمها ومقتل جميع من كانوا على متنها وضع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى ورطة بسبب دعمه للانفصاليين فى هذه الجمهورية السوفيتية السابقة.

واعتبرت الصحيفة -فى تعليق لها اليوم السبت- تزويد روسيا للانفصاليين فى شرق أوكرانيا بالسلاح تهديدا خطيرا للامن العالمي.

وقالت إن الورطة التى وجد بوتين نفسه غارقا بها طالما حاول تجنبها، وإنه كان يواجه أمرين إما مواصلة دعم الانفصاليين المتمردين فى شرق أوكرانيا رغم صيحات الاستهجان الدولية، أو التخلى عنهم ما يعنى هزيمتهم أمام حكومة كييف خصمه اللدود.

وأضافت أنه حتى ضرب الطائرة بصاروخ مضاد للطائرات أمس الاول الخميس ومقتل 298 شخصا على متنها كان الرئيس بوتين يلعب بأوراقه على حسب الظروف فى ساحة المعركة وضغط الغرب وحرك قواته ودباباته بعيدا عن الحدود بعد الانتخابات الرئاسية الأوكرانية فى شهر مايو لكنه أعادها فى الأسابيع الأخيرة.

ومضت الصحيفة تقول انه فى بداية الامر ظل بوتين ينأى بنفسه عن المتمردين إلى أن أحرزت القوات الاوكرانية تحت قيادة الرئيس المنتخب الجديد بيترو بوروشينكو مكاسب قوية فى الشرق ومنذ ذلك الحين حدث تدفق جديد من الاسلحة الروسية عبر الحدود بما فى ذلك الصواريخ المضادة للطائرات.

وأوضحت أن كارثة الطائرة الماليزية تقيد يدى بوتين فأى شيء سيفعله الآن سوف يجلب المزيد من التدقيق فشحن اسلحة إلى الحدود الاوكرانية المهلهة للغاية والتى كانت حتى وقت قريب يشكل تهديدا إلى القوات المسلحة الاوكرانية سوف ينظر إليه الان على أنه يشكل تهديدا للمجتمع الدولى بأكمله وليس أوكرانيا فحسب، وإن رفع بوتين يده عن الانفصاليين فى شرق اوكرانيا يعنى تركهم دون حماية للقوات الاوكرانية التى من المتوقع أن تستغل الحادث لتسحقهم منزلة هزيمة استراتيجية ببوتين.
وقالت الصحيفة إن المؤشرات الأولية تشير إلى تردد بوتين بين هذين الاختيارين، وفى الوقت الذى سارعت فيه وسائل الاعلام الروسية إلى اتهام أوكرانيا بإسقاط الطائرة، وإثارة نظرية أن كييف كانت تعتقد انها طائرة بوتين الخاصة، لم يخرج الرئيس الروسى او احد من كبار مسؤوليه للتعبير عن هذا النهج صراحة.

ومضت الصحيفة تقول إن أكثر ما عبر عن موقف الدولة الروسية جاء متأخرا ليل الجمعة عندما ألقى السفير فيتالى تشوركين مبعوث روسيا الدائم فى الامم المتحدة باللوم على الصراع فى أوكرانيا بوجه عام وعلى كييف وحلفائها الغربيين الذى أذكوا الصراع، وتساءل تشوركين أيضا لماذا سمحت سلطات الطيران الأوكرانية للطائرة الماليزية بالتحليق فوق المجال الجوى لشرق أوكرانيا ولكنه لم يتناول فى حديثه على نحو التحديد من الذى أسقط الطائرة.
ونقلت "ذى جارديان" عن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف قوله لقناة "روسيا 24" إن المأساة ستوقظ هؤلاء الذين تخلوا عن التزاماتهم بشأن العملية السياسية، ورجحت الصحيفة أن يكون الهدف من هذا النهج الجديد هو شراء وقت يمكن من خلاله قياس رد الفعل الدولى قبل قيام بوتين باتخاذ قرار استراتيجي.

وقالت الصحيفة إنه واضح بالفعل من اجتماع مجلس الأمن الدولى أمس الجمعة أنه حال ثبوت استخدام المتمردين فى الهجوم سلاحا روسيا فسوف تجد موسكو نفسها اكثر عزلة من اى وقت مضى فى التاريخ الحديث. فلم ينل حديث تشوركين استحسان احد فى الجلسة.
واستطلعت "ذى جارديان" آراء عدد من خبراء السياسة الدولية، فقال بن يهودا مؤلف كتاب "الامبراطورية الهشة.. كيف وقعت روسيا فى غرام فلاديمير بوتين" إنه إذا اثبتت نتائج التحقيق الدولى الشكوك الأولية فإن أحد احتمالات الغرب وهو الاقرب سيكون إعلان "جمهورية دونتسك الشعبية" منظمة إرهابية.

وأضاف يهودا "قلق بوتين الأكبر هو أن يعلن الكونجرس الأمريكى جمهورية دونتسك الشعبية منظمة إرهابية مسؤولة عن أسوأ هجوم على طائرة ركاب مدنية منذ 11 سبتمبر وهو ما سيجعل روسيا دولة راعية للإرهاب"، موضحا أن بوتين سيبذل قصارى جهده من أجل تجنب هذا الأمر.
وأكد يهودا أن هذا فشل كبير للمخابرات العسكرية الروسية وجهاز المخابرات الروسية والقوات الخاصة، وتساءل أى نوع من الناس هؤلاء الذين لا يستطيعون تمييز طائرة ركاب ماليزية فى السماء؟ لا استبعد أن يكون المتورطين فى الحادث سكارى .

بينما قال ستيفن سيستانوفيتش السفير الأمريكى السابق فى موسكو والمحاضر فى جامعة كولومبيا، إن سلوك بوتين الماضى يجعل من الصعب التنبؤ أى طريق سيسلكه، مشيرا إلى أنه يصعب قراءة عقل بوتين فتصرفاته تتأرجح بين الحصافة والتهور .

وأضاف سيستانوفيتش أنه حتى قبل حادث إسقاط الطائرة كانت هناك بعض العلامات على تراجع التحمس الروسى للمشروع ككل وحتى الرأى العام الروسى تراجع كما أن تأييد الانفصاليين داخل اوكرانيا اقل مما كان معتقدا فى الاساس لكن روسيا واصلت شحن الاسلحة.

وقال سيستانوفيتش "قد تتوقع أن هذه النتيجة الكارثية قد تفيق المسؤولين الروس وتجعلهم يرون انهم الخاسرون اكثر مما اعتقدوا لكن بوتين ليس مرجحا أن يحاصر فى هذه الزاوية فاهم شيء عنده هى عدم ظهور فى وضع مذل ولن يحب أن يشعر انه هزم".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

attia sabbagh

Validity

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة