د. محمد ممدوح عبد المجيد يكتب: أمة واحدة

السبت، 19 يوليو 2014 08:18 م
د. محمد ممدوح عبد المجيد يكتب: أمة واحدة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الباحث فى أجندات الإسلام السياسى، خاصة تلك التى ظهرت فى أفغانستان على يد بن لادن، واكتمل تحريفها وضلالها وزيفها فى العراق على يد أبو بكر البغدادى الخليفة المزعوم، يجد هؤلاء الدعاة إما مرضى نفسيين وإما محرفين مضللين بالمقام الأول.

لقد صنف هؤلاء الغزاة الجدد الناس إلى معسكرين اثنين لا ثالث لهما إما مؤمن وإما كافر، وللمؤمن شرط واحد لا يتعداه، وهو أن يكون معهم وإلا أصبح كافراً وجب قتاله من الفئة المؤمنه الرشيدة الذين هم على الحق وبه يعدلون، قاصدين بذلك أنفسهم بالطبع.

والإشكالية الكبرى الناتجة عن هذا الفهم أنه لا دليل ولاسند على ما يقولون أو يفكرون لا فى قرآن ولا فى سنة، بل بالعكس، كل الأدلة ضدهم، حيث فرقوا الأمة وصنفوها تبعاً لأهوائهم، فى حين يطالعنا القرآن الكريم بقوله تعالى "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم".

فالنبى لم يُبعث مفرقاً، بل بُعث رحمة ، بُعث هاديا ً، لقد أُرسل صلى الله عليه وسلم فى مجتمع يئد النبات ويستبيح المحارم كلها ، ومع ذلك، لم يؤمر بقتال لأجل علاج الأخلاق ، وإنما أُمر بالدعوة إلى الله بالحسنى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن"، ثم هاجر إلى مدينة يقطر الدم من جدرانها جراء معارك لا تنتهى بين الأوس والخزرج، فما كان منه إلا أن صالحهم ووأد الفتنة وجعلهم إخوة متحابين.

إن هؤلاء الدعاة إلى التفرقة والتمزيق، تمزيق أمة تُحتضر، هم أبعد ما يكونون عن الإسلام الذى دعا إلى الأمة الواحدة "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"، ودعا إلى الاعتصام حول المبادئ الرئيسية التى لا يختلف عليها أحد "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" ثم قال سبحانه "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".. أين هؤلاء من نصوص القرآن، وأين هم من جمعية الأمر والنهى التى يمتلكها الله وحده، لا أحد سواه "بل لله الأمر جميعا"، أليس الأولى بهم لو كانوا صادقى النية، أن يوحدوا هذه الأمة التى مزقوها، ألم يكن الأولى بهم أن يقووا شوكة هذه الأمة لا أن يستبيحوها، إنهم بحق الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وياليتهم يفهمون مقصود الإسلام الحقيقى ويلتفوا حول جوهره.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة