أخيرا قالها وزير الخارجية سامح شكرى، أخيرا نطق بها بعدما فاض الكيل بالمصريين من هذا الصمت الذى كبل الألسنة، قال إن هناك محورا ثلاثيا بين حماس وقطر وتركيا يحاول إفشال الدور المصرى الذى يعد بمثابة حائط الصد ضد المخطط الرامى لتفتيت المنطقة إلى دويلات متحاربة، وأن هذا المحور يستهدف أن ينزع عن مصر وضعها كطرف فاعل قادر على التأثير على الموقف الإسرائيلى الذى يدرك جيدا دور مصر وأهمية دورها بالمنطقة.
قالها الوزير بعد تلميحات هنا وهناك حملتها بعض البيانات الصادرة عن الخارجية منذ بدء أزمة العدوان الإسرائيلى على غزة، البيانات تحدثت عن تعنت وعناد تجاه تنفيذ أو قبول المبادرة المصرية، تحدث عن تعنت لكن لم يقل من الذى تعنت، كل المصريين كانوا يعلمون الطرف المتعنت ولماذا، لكن الخارجية ووزيرها كانوا مكسوفين من أن يقولوها جهارا، خافوا التصريح بأن حماس متعنتة لأنها لا تريد إغضاب أسيادهم وداعميهم فى قطر وتركيا. تأخر وزير الخارجية فى هذا التصريح وهذا التأخير دفع البعض للتشكيك فى الدور المصرى المتعاطى مع الأزمة الفلسطينية.. ربما لم تكن المعلومات متوفرة لديه، لكن هنا قدر من المعلوم كان على الوزير أن يكشفه للمصريين بل للعالم كله، خاصة أن هذا المحور الذى تحدث عنه ليس وليد اليوم، وإنما نما وكبر خلال الشهور الماضية وتحديدا بعد ثورة 30 يونيو، لذلك فإنه لم يكن منطقيا أن يبقى الوزير صامتا ويتخلى عن مهمته الأساسية وهى كشف كل ما يحاك بمصر خارجيا.
يبدو أن وزير الخارجية الذى ما أن تولى المسؤولية قبل شهر تقريبا كبلته الأزمات الإقليمية المتلاحقة فمن العراق إلى ليبيا ثم غزة، لكن هذا ليس مبررا لأن الخارجية دائما ما واجهت هذه الصعاب لكن لم تتأخر فى الكشف عن الحقائق والدفاع عن مصر ضد من يحاولون النيل منها سواء كانوا دولا أو حركات سياسية أو تنظيمات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة