تشهد عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم السبت، ميلاد "مجلس حكماء المسلمين"، وهو أحد أهم توصيات منتدى "تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة"، الذى جرت فعالياته فى شهر مارس الماضى، بالعاصمة أبو ظبى، ليكون بذلك أهم مجمع دينى يضم كبار علماء الإسلام ذوى المنهج المعتدل، ويترأسه شرفيا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ويترأسه العالم الموريتانى عبد الله بن بيه.
ويرى مراقبون أن تلك الخطوة تأتى عقب تراجع الدور الدعوى لاتحاد العلماء المسلمين الذى يترأسه الدكتور يوسف القرضاوى، والذى يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا له، حيث دأب الاتحاد خلال الأعوام السابقة على تأجيج الفتن بين شعوب الدول العربية وعمل على التدخل السافر فى شئونها وتحريض الشعوب ضد أنظمتها، بالإضافة إلى دعمه لجماعة الإخوان الإرهابية.
وأوضح المراقبون أن الدكتور عبد الله بن بيه، رئيس مجلس الحكماء، كان نائبا للقرضاوى فى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، قبل أن يتقدم باستقالته آواخر العام الماضى، فى خطوة وصفت حينها بأنها تشكك فى شرعية ذلك الاتحاد، واعتراضا على خطاب الاتحاد الذى وصف بأنه يدعو للفتن، حيث ذكر بن بيه ذلك فى خطاب استقالته الذى حمل عنوان "سبيل الإصلاح والمصالحة يقتضى خطابًا لا يتلاءم مع موقعى فى الاتحاد".
وندد بن بيه بالجماعات التى حاولت خطف الإسلام وتشويهه والبعد عن سماحته ووسطيته، منوها إلى أن مجلس الحكماء الذى تستضيفه الإمارات اليوم السبت سيتولى بيان الحقائق وتفكيك المنظمات المشبوهة التى أضرت بالإسلام وحولته من دين ينتهج السلام والمحبة وينشر السماحة بين الناس إلى دين للقتل والخراب والتطرف.
ومن المتوقع أن يتخذ "مجلس حكماء المسلمين" الخطاب الإسلامى الوسطى منهجا له، وذلك بعد أن تم تسيس اتحاد علماء المسلمين وابتعاده عن الأهداف التى أنشئ من خلالها.
ويضم مجلس الحكماء 250 عالمًا ومفكرًا إسلاميًا، استقال عدد منهم من عضويتهم بالاتحاد العالمى للعلماء المسلمين لينضموا للمجلس، وذلك للإسهام فى إطفاء حرائق الأمة قولا وفعلا وسيتم وضع لوائحه التنظيمية فى اجتماع اليوم، وسيقوم أعضاء المجلس المرتقب ببذل جهود مضاعفة، من أجل لم شمل الأمة ومواجهة الأيديولوجيات المتطرفة، التى تخالف القيم الإنسانية ومبادئ الإسلام السمحة، وسيعملون على وضع خريطة طريق تسهم فى إطفاء الحرائق، التى تجتاح جسد الأمة والتصدى لشرور الطائفية والعنف التى تعصف بالعالم الإسلامى منذ عقود.
كما سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات والخطوات، التى تسهم فى ترسيخ ثقافة السلم فى المجتمعات المسلمة حتى تكون مقدمة لتحويل مقاصد الدين وقيمه وقواعده إلى ثقافة، يعيش فى ظلها المسلمون، ويلتمس فيها غيرهم حلولاً لنيران انقسام المجتمع وصدامه واقتتاله، التى لا تكاد تخبو فى منطقة من العالم حتى تشتعل فى أخرى.
أبوظبى تشهد اليوم ميلاد "مجلس حكماء المسلمين" برئاسة شرفية لشيخ الأزهر..المجلس يترأسه عبد الله بن بيه ويضم 250 عالما ومفكرا إسلاميا..ويهدف إلى إطفاء نار الفتن والطائفية التى أشعلها اتحاد "القرضاوى"
السبت، 19 يوليو 2014 01:45 ص