مطالب عالمية بتحقيق دولى عقب إسقاط طائرة ركاب ماليزية فوق أوكرانيا

طالب زعماء العالم بإجراء تحقيق دولى فى إسقاط طائرة الركاب الماليزية فوق شرق أوكرانيا وعلى متنها 298 شخصا فيما تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشأن هذه المأساة التى أدت لتصعيد حالة التوتر بين روسيا والغرب.

وقال مسئول أمريكى إن لدى الولايات المتحدة شكوكا قوية فى أن الطائرة وهى بوينج 777 أسقطت بصاروخ متطور سطح-جو أطلقه انفصاليون أوكرانيون تساندهم موسكو.

ولم ينج أحد من حادث إسقاط الطائرة أمس الخميس فيما تناثر الحطام والأشلاء لمسافة أميال فى مناطق يسيطر عليها المتمردون.

وربما يمثل مدى هول الكارثة نقطة تحول بالنسبة للضغوط الدولية لحل الأزمة فى أوكرانيا التى راح ضحيتها المئات منذ أطاحت الاحتجاجات بالرئيس الأوكرانى الذى تسانده موسكو فى كييف فى فبراير شباط ثم ضمت روسيا منطقة القرم إلى أراضيها بعد ذلك بشهر.

وطالبت الولايات المتحدة بوقف إطلاق النار فورا للسماح بسهولة الوصول الى موقع الكارثة فيما قال الانفصاليون المؤيدون لروسيا لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا إنهم سيكفلون دخولا آمنا للخبراء الدوليين الذين سيزورون مسرح الحادث.

وتحطمت الطائرة على مسافة 40 كيلومترا تقريبا من الحدود مع روسيا قرب العاصمة الإقليمية دونيتسك وهى منطقة تعد معقلا للمتمردين الذين يقاتلون القوات الحكومية الأوكرانية.

ونفى زعماء متمردى جمهورية دونيتسك الشعبية ضلوعهم فى الحادث وقالوا إن مقاتلة تابعة لسلاح الجو الأوكرانى أسقطت طائرة الركاب خلال رحلتها الدولية.

وشاهد مراسلو رويترز الحطام المحترق والمتفحم للطائرة التى تحمل اللونين الأحمر والأزرق لإشارة شركة الخطوط الجوية الماليزية فيما تناثرت الجثث و الأشلاء فى حقول قريبة من قرية هرابوف.

وقال جوش ارنست أرنست المتحدث باسم البيت الابيض فى بيان "فيما لم تتجمع لدينا بعد جميع الحقائق فاننا ندرك ان هذا الحادث وقع فى إطار أزمة فى أوكرانيا أججها التأييد الروسى للانفصاليين بما فى ذلك تقديم الاسلحة والعتاد والتدريب."

وقال جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى إنه يبدو ان إسقاط الطائرة لم يقع على نحو عارض.

وبدا ان رئيس الوزراء الاسترالى تونى ابوت قد تجاوز الزعماء الغربيين الآخرين فى إلقاء اللوم إذ طالب اليوم بان تجيب موسكو على أسئلة عن "متمردين تساندهم روسيا" قال إنهم وراء الكارثة.

وكان أكثر من 20 استراليا بين عدد من الجنسيات على متن الطائرة خلال رحلتها رقم إم.اتش 17 . وكانت هولندا من أسوا المتضررين حيث كان هناك 173 هولنديا بين ركاب الطائرة المنكوبة.

وكان عدد ممن كانوا على متن الطائرة فى طريقهم لحضور مؤتمر دولى عن مرض أعراض نقص المناعة المكتسب (الايدز) فى ملبورن ومنهم يوب لانجه وهو خبير هولندى بارز.

وقال أحد عمال الطواريء إنه عثر على نحو 100 جثة حتى الآن وان الحطام تناثر على مسافة 15 كيلومترا. وقالت شركة الطيران الماليزية إن الطائرة كانت تقل 283 راكبا وطاقما من 15 فردا.

وإسقاط الطائرة هو ثانى انتكاسة مدمرة لشركة الخطوط الجوية الماليزية هذا العام فى اعقاب لغز اختفاء طائرة ركاب فى رحلتها رقم ام.اتش 370 فى مارس آذار التى اختفت وعلى متنها 239 من الركاب وافراد الطاقم عندما كانت فى طريقها من كوالامبور الى بكين.

وطالب رئيس الوزراء الماليزى نجيب عبد الرزاق فى مؤتمر صحفى قبل الفجر فى كوالالمبور بضرورة مثول مرتكبى الحادث امام العدالة فى اقرب وقت مشيرا الى انه يوم مأساوى وعام مأساوى لماليزيا.

وفى مطار كولالمبور تجمع اقارب من كانوا على متن الطائرة.

واتهمت اوكرانيا متشددين مؤيدين لموسكو يساعدهم ضباط المخابرات الحربية لروسيا باطلاق صاروخ طويل المدى ارض-جو من طراز اس.ايه 1 الذى يرجع صنعه الى الحقبة السوفيتية.