جدتى تجلس على الكرسى الخشبى
بجوار نافذتنا التى تطل على زهرة الجورى
مرتدية نظارتها
...وتخيط كعادتها
قطع القماش المخملى
وجهت لى سؤالا دون أن تنظر إلى
تعجبك مدينة ليل
أجبتها بالطبع
اتكأت
وانتهت
من عمل التريكو
ووضعت قطعة القماش على الكوميدينو
ونظرت من أسفل نظارتها إلى
لأنك لم تر سواها
ماذا تعرف عن ضيعتنا
وسط أشجار الزيتون
وأغصان الزعتر والليمون
وشجر الكافور
وعناقيد العنب تدلى كقطع البلور
أتدرى
هناك ولدت
بجوار غدير الماء نبَتْ
هناك اعتدنا
أن نراقب سرب العصافير
يطير فوق كوخنا العتيق
هناك كان جدك دائما أنيق
هناك عَرَفَتْ الرجولة معنى الرجال
ومعنى النضال
وكيف نحيا عندما نموت
وكيف الصبح يولد مع كل شهيد يدخل التابوت
وكيف تطأ أقدام الصغار
سجلات التاريخ قبل الكبار
وكيف نفتش وسط القهر
عن معنى الأمان
هناك يولد الفنان
فيكتب قصيدة
يرفض فيها فكرة الإذعان
هناك الكل له معنى
له دور
حتى الصخر
صار رمزا من رموز الفخر
نعرفه ويعرفنا
حتى أبرمنا معه عقدا
سيستمر أبد الدهر
وطول العمر
حتى يرحل الغرباء عن ضيعتنا
وقتها سيبكى الصخر
لأنه قد علم أنه
عاد بلى معنى
كباقى الصخر
مدينة القدس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة