هناك سؤال شائع على ألسنة الناس منذ القدم وحتى عصرنا الحالى، هل للفلسفة أهمية فى حياة الشعوب؟ بمعنى آخر هل للفلسفة كعلم نظرى دور ممكن أن تلعبه فى المجتمع؟ الإجابة نعم لها دور حيوى وهام فى حياة المجتمعات وذلك لأن الفيلسوف هو ضمير عصره، وابن بيئته الاجتماعية، يؤثر فيها ويتأثر بها وهذا ليس كلاما مرسلا، بل يؤيده الواقع التاريخى، فى العصر اليونانى لعب سقراط دورا هاما فى تغيير المجتمع وأفكاره ومعتقداته، وحرك المياه الراكدة فى المجتمع الأثينى، وأحدث ثورة فكرية وتنويرية من خلال أرائه الفلسفية .
كذلك " أفلاطون " فى محاوراته الشهيرة " الجمهورية " كانت أراؤه الفلسفية بمثابة قوة الدفع فى تغيير كثير من الأراء السياسية والاجتماعية، أما إذا رجعنا إلى العصر الوسيط الإسلامى نجد الفيلسوف الإسلامى " الكندى " من خلال رسائله إلى المعتصم وكيف كان لها التأثير البالغ فى توجيه نظر المعتصم لما يصلح أحوال البلاد والعباد، كذلك فى العصر الوسيط الأوروبى نجد " ميكيافيلى " فى كتابه الشهير " الأمير " الذى لعب دوراً هاماً فى تغيير الأفكار السياسية والحياة الاجتماعية فى إيطاليا فى ذلك الوقت .
أما فى العصر الحديث فإننا نرى أراء وأفكار " فولتير، روسو، مونتسيكيو " كانت بمثابة الإرهاصات الأولى للثورة الفرنسية بمبادئها فى الحرية، الإخاء، والمساواة . كما أن أفكار " كانط، هيجل " فى ألمانيا كانت السبب الأساسى الذى أوحى إلى " بسمارك " بتوحيد ألمانيا، أيضا أفكار " وليام جيمس، جون ديوى" فى أمريكا صبغت المجتمع الأمريكى بالصبغة العملية النفعية " البراجماتية "
من هنا نرى أن للفلسفة دورا هاما فى تغيير حياة الشعوب . فالفيلسوف لا يسكن برجًا، بل يختلط بالمجتمع ويعيش هموم ومشاكل عصره ، ويثبت هذا مقولة هيجل الفيلسوف الألمانى العظيم ( الفلسفة هى عصرها معبرًا عنه بالأفكار) .
د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب.. تحريك المياه الراكدة
الجمعة، 18 يوليو 2014 02:10 م
الفيلسوف الإسلامى " الكندى "
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة