تعلم الفنون وغرس القيم الحضارية منذ الصغر يجنب طفلك الاضطراب النفسى

كيف تحمى طفلك من الاضطراب النفسى، وكيف يمكنه أن يتمتع بنفسية مضادة لكل ما يمكن أن يؤرقه خلال مشوار الحياة؟ يقول الدكتور محمود حمدى أخصائى النفسية والعصبية إن تعلم بعض الفنون البسيطة من وجهة نظر الكثيرين هى القادرة على تغيير نظرة الطفل للحياة وجعله شخصا مختلفا ونادرا ما يصيبه ألم أو اضطراب نفسى، فتأمل جمال الطبيعة وعظمتها، وغرس هذه القيم فى الطفل منذ الصغر، تزيد من قدراته فى التفاعل المتبادل مع الكون والعالم الخارجى ومع ذاته أيضا، وتزيد من قدرته على الاتساق النفسى مع الذات، ومع الآخرين ومع كل ما يحتوى على معان قيمة.

من جانبه نصح "د.محمود" الأم بغرس هذه القيم المجردة فى الطفل منذ الولادة وقبل الولاة أيضا، فاستمتاع الأم بما هو جميل وذا قيمة، وتأملها لعظمة الخالق فى كونه، وتأملها كل شىء حسن وامتداحه، هو شعور نفسى صاف ينتقل إلى الابن فجأة وبالتدريج يصبح صاحب حس مرهف وإنسانية عالية، وهذه القيم الصافية تصفى ذهنه وقلبه وشخصيته، تربى أخلاقه وتصبح مراقبا على ضميره وتجعله متصالحا مع نفسه ومع الآخرين وما عناصر الكون أجمع.


ويضيف هذا الطفل يكبر على معان وقيم يفتقدها أغلب من حوله، لذا تجده قادرا على مساندة الآخرين وأكثر قدرة على إدراك الواقع، وأكثر اتزانا نفسيا، وتجده يشعر بألم الآخرين وأكثر رحما ورفقا بأحبابه وعائلته.

هذا الطفل يكبر وهو يركز نظرته فقط على الجميل دون تجاهل القبيح، فهو يحاول تخطى مصاعب الحياة وهذا ما يزيد من فرص نجاحه فى حياته الأسرية والعملية، وعلاقات الشخصية تصبح أفضل واحتمالية استمراريتها نجاحها أقوى من غيره.

هذا الطفل نادرا ما يمر باضطرابات نفسية ناتجة عن مروره بأزمات الحياة المختلفة، وعندما يمر بإحداها يكون من السهل عليه علاج نفسه ذاتيا نتيجة صفاء ذهنه، وقدرته على اكتشاف مواطن الخطأ والصواب، فتجده قادرا على تخطى الخطأ وجلد الذات وتعذيب النفس، فيتعامل بنضج نفسى عميق مع مشكلاته وتذبذباته النفسية والمرحلية حتى وهو فى سن صغير، وتزيد من قدرة حواسه على رؤية وتذوق واشتمام كل ما هو جيد.