وسعت شخصيات وهيئات محسوبة على تنظيم القاعدة نطاق الحرب الإعلامية ضد تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام المعروف اختصارا بـ"داعش" على خلفية إعلان التنظيم للخلافة الإسلامية، حيث صدر نحو 4 بيانات إعلامية خلال أسبوع واحد تضمنت هجوماً عنيفاً ضد تنظيم الدولة واتهامات بالجهل والإسراف فى التكفير كما تمت إثارة أزمة ولاية "الملا عمر" الذى نصبته القاعدة أميرا للإمارة الإسلامية بأفغانستان فى مواجهة الولاية المستحدثة لأبو بكر البغدادى أمير تنظيم الدولة الإسلامية.
أبو قتادة الفلسطينى أحد أبرز منظرى التيار السلفى الجهادى والمقرب فكريا من تنظيم القاعدة أصدر بحثا مصغرا حمل عنوان "فى ثياب الخليفة" أكد فيه أن تنظيم الدولة دخل فيه الانحراف من أكثر من جهة ووصف "داعش" بأنها جماعة قدمت فى الجهل كما وصف أبو بكر البغدادى أمير التنظيم بأنه "الخليفة المزعوم".
وأضاف: "بذلت جهدى لهم فى بيان حقيقة لفظ الخلافة والإمامة والإمارة وأن هذه الحقائق هى التى تتحقق مقاصدها فإن خلت من هذه المعانى ذهب عنها الاسم الشرعى وهو كلام يدركه الأطفال فكان ردهم دوما هذه فلسفة لا نفهمها".
وأشار أبو قتادة فى البحث الذى أصدره من محبسه بالأردن إلى أنه جمعته بقيادات داعش مجالس كثيرة وقال: "كان جل وسعهم أن يأخذوا منى تزكية على اعتقادهم وكان إصرارى أنكم لا تعدون –إن أحسنا بكم الظن- جماعة من المسلمين لا جماعة المسلمين" واتهمهم بأنهم يشابهون الخوارج وأنهم وقعوا فيما أسماه بـ"جهالات كثيرة" من إباحة الدماء والأموال ولفت فى الوقت نفسه إلى أن أهم مصادر الانحراف فى جماعة الدولة هى بقايا جماعات التوقف والتبين وبقايا جماعات الغلو ممن يطلق عليهم جماعات التكفير.
وأكد أبو قتادة أن هذه الجماعة لا ولاية لها على على عموم المسلمين واعتبر أن إلغاءهم للجماعات الإسلامية هو افتراء بلا علة، كما أشار إلى أن وقاعهم يدل على سعارهم فى قتال مخالفيهم ووصف قياداتهم بأنهم أهل غلو وبدعة وأنهم لا رحمة فى قلوبهم كما وصفها بأنها جماعة بدعية واعتبر أن إعلانهم الخلافة جاء فى سياق خلافهم مع أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة.
أما هانى السباعى الأصولى المصرى المقيم فى لندن والمقرب من تنظيم القاعدة فشن هجوما عنيفا ضد أبو محمد العدنانى المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، وقال فى مقال نشره مؤخرا: "من المضحكات المبكيات ما نشره الأغيلم الثؤلول العاق خربشةً سماها ترجمة السيرة الذاتية لعدنانيهم، زوابرى الخلافة البغداوية!، المتحدث باسم الخلافة المتخصصة فى جهاد المجاهدين! وإلقاء الرعب فى قلوب المؤمنين! المجهولَ بالمجهول".
وأضاف: "المتحدث باسم الخلافة مجهول ويخشى البوح عن اسمه ونشأته! أين الأمن والأمان وحاضرة الخلافة! نينوى وديالى والموصل والرقة ملاذ الخائفين الهائمين من بطش الطواغيت! وحتى لو أظهروا أصله ورسمه فسيظل كاذباً محرضاً على قتل قادة المجاهدين وتهديده للجماعات الجهادية فى العالم!! وصاحب مقولة رصاصة فى الرأس".
إلى ذلك أثار تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى مسألة ولاية الملا عمر فى البيان الذى أصدره ردا على "داعش"، حيث قال البيان: "أين أنتم من قيادة طالبان وأميرها الملا عمر الذى ضحى بدولة كاملة من أجل ثلة من المهاجرين من بينهم مؤسس الدولة الإسلامية فى العراق الشيخ أبو مصعب الزرقاوى "وأشار التنظيم فى الوقت نفسه إلى أنهم مازالوا على بيعتهم لأيمن الظواهرى .
قال هشام النجار الباحث فى شئون الحركات الإسلامية إن هناك صراعا بين حركة داعش وبين تنظيم القاعدة على قيادة الحركات الجهادية، مشيرا إلى أن داعش تعتمد على التنظيم الهيكلى، واتباعهم فى كل بلد معروفين، ويعتدون على القيادة، وتعتمد على فكر القيادة والخلافة.
وأضاف النجار فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن القاعدة سوف تحاول تولى زعامة الحركات الجهادية من داعش التى بدأت تحقق انتصارات لها فى العراق، موضحا أن تلك الزعامة ستأتى من خلال محاولة توحيد الحركات الجهادية التابعة للقاعدة فى عدد من الدول عبر اتصالات سيقومون بها من أجل توحيد الهجوم على داعش.
وأوضح أن هناك بعض الانشقاقات التى بدأت تتم داخل داعش نفسها نتيجة دعوات بعض الحركات الجهادية التابعة للقاعدة عليها، مثل سليمان اللقمانى الذى انشق من داعش وغيره، موضحا أن الصراع بين القاعدة وداعش ستزداد حدته خلال الفترة القادمة.
القاعدة توسع حربها الإعلامية ضد داعش.. أبو قتادة: تضم بقايا "التكفير" وخليفتها "مزعوم".. السباعى:المتحدث باسم "دولة العراق والشام" كاذب ومحرض على قتل قادة المجاهدين..قاعدة المغرب:أين أنتم من الملا عمر
الجمعة، 18 يوليو 2014 03:42 ص
صورة أرشيفية<br>
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة