بعد اعتراض السجنات والأطباء والسعوديين والمحاميين..

أيها المعترضون..الدراما لا تقدم الوجه الملائكى للمهن والشخصيات

الجمعة، 18 يوليو 2014 07:17 ص
أيها المعترضون..الدراما لا تقدم الوجه الملائكى للمهن والشخصيات مشهد من مسلسل "ابن حلال"
كتب - جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن العدد اليومى :

لا يخلو موسم رمضانى من اعتراض أصحاب مهنة أو جنسية أو مؤسسة أو ورثة شخصية عامة على ما تقدمه الدراما تجاه ما سبق ذكره، فقد اعترض من قبل المرشدون السياحيون على ليلى علوى عندما قدمت دور مرشدة سياحية فى مسلسل (نور الصباح) وبعدها اعترضت الممرضات على ما قدمته روبى من فساد لشخصية ممرضة فى فيلم سينمائى، وبالأمس تناثرت أخبار عن اعتراض سجانات سجن القناطر على ما يقدمه مسلسل (سجن النساء) وبالتحديد الدور الذى تقدمه الفنانة نيللى كريم التى تقوم بأداء شخصية السجانة غالية.. طالبت السجانات بوقف المسلسل لأنه تسبب فى تشويه سمعتهن والإساءة لهن بصورة كبيرة جدا، مؤكدات أنهن لن يتركن حقهن القانونى فى رفع دعوى قضائية تطالب بوقف المسلسل ورد شرف، كما أقام منتج سعودى دعوى قضائية للمطالبة بوقف عرض مسلسل «ابن حلال» لإساءته المباشرة للمواطن السعودى وغيرها من الأعمال التى تبحث فى نيات المؤلفين وكأن صناع الدراما يتآمرون من أجل تشويه المهن المجتمعية.منذ قرون بعيدة قال أرسطو، إن التاريخ يكتب الأحداث كما وقعت، ولكن الدراما تكتب الأحداث كما كان ينبغى أن تقع، ومنذ عهد أرسطو والحديث عن العلاقة بين الواقع والدراما مازال مستمرا وكبار الكتاب ومنهم الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة كان يؤكد أن الأعمال الدرامية تضع الأحداث فى منظور له معنى يساعد المشاهدين على فهم ما يحدث وليس من الضروى أن تكتسب نفس الأحداث فى الواقع، وهنا يصبح الاختلاف حقيقة واقعة بين كتاب الدراما والمؤرخين، فالهدف عند المؤرخ هو سرد الأحداث بأكبر قدر من الدقة، أما كتاب الدراما فالهدف عندهم هو أن يشعر المشاهد من خلال الشخصيات كما لو أنه عايش تلك الأحداث، وهذا الهدف يسمح لكتاب الدراما بالتعديل والتغيير فى بعض الأحداث.

لا شك أن مهمة كتاب الدراما أن يقدموا الواقع بصورة لا تقل واقعية عما هو عليه ولكن هناك ما يسمى بالخيال البناء، فالدراما هى الفعل وليست الشخصية، ولو وُجدت الشخصية وغاب فعلها لما كانت هناك دراما، فالدراما لا تعنى تصوير الواقع أو نقل الطبيعة نقلا حرفيا، وإنما تعنى تمثيل أو محاكاة الحياة أو الحدث الذى يمكن أن يحدث، أى أن الفن هو إعادة إبداع أى أنه إكمال ما لم تكمله الطبيعة، وإضافة لإحساس المؤلف ونظرته الفكرية وتصوره الشخصى، فالدراما لا تعنى محاكاة الشىء كما حدث أو يحدث حرفيا بل تعنى محاكاة حدث من الممكن أن يحدث قد لا يحدث على الإطلاق لكن من المحتمل أن يحدث، إذًا فالمحاكاة لا تعنى محاكاة الواقع الحرفى أو الطبيعة بصورة سلبية فلا يجب أن نطبق مقاييس الواقع على العمل الفنى، لأن الفنان لا يخضع لهذه المقاييس.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

وطني

خطأ

لكن الدراما لا تقدم الشخصيات القذرة فقط .

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله

مقاطعه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة