تفتتح هيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة، موسم سوق القطارة التراثى فى مدينة العين بتنظيم "معرض سوق القطارة للأسر المنتجة" خلال الفترة من أكتوبر إلى مايو.
يأتى تنظيم السوق بهدف تحفيز المهتمين بصناعة الحرف التقليدية والأسر المنتجة للمحافظة على هذه المهارات وجعلها وسيلة للعمل والإنتاج، بحيث يتوفر دخل إضافى للأسر المنتجة وتشجيعها على الاستمرار بمزاولة العمل بهذه الحرف التقليدية من خلال تبادل الخبرات، وتنمية مهاراتهم لتكون أكثر إبداعًا وابتكارًا، بالإضافة إلى توجيه السوق إلى إيجاد فرص عمل جديدة، وإثراء سوق العمل بالقدرات المتميزة، وتعريف السائحين والزوار بجانب مهم من التراث الإماراتى العريق.
وقال سعيد حمد الكعبى، رئيس قسم الحرف والمنتجات التقليدية فى هيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة: "سيعمل السوق على تحفيز الابتكار والإبداع لدى الأسر المنتجة لتجويد وتطوير منتجاتهم التراثية، وفى نفس الوقت سيوفر السوق منصة مهمة للقاء الحرفيين بالجمهور المهتم بالصناعات التقليدية".
وأضاف الكعبى: "من تجاربنا السابقة فى الأسواق التراثية التى أقمناها فى مناسبات مختلفة، لمسنا اهتمامًا كبيرًا من قبل الجمهور بالمنتجات التقليدية وخاصة تلك التى تتميز بلمسة عصرية، ووجدنا أن الأسر المنتجة بحاجة إلى دعم عملى أكثر حتى تصل منتجاتها إلى أكبر شريحة من الناس، وفى نفس الوقت بحاجة إلى تطوير مهاراتهم وقدراتهم بحيث تعبر أكثر عن الأصالة وتواكب الحداثة فى نفس الوقت، ونأمل أن يعمل السوق على تعزيز دور الأسر المنتجة فى المجتمع والتى تعكس منتجاتها مهارات وإمكانيات متنوعة".
وسيفتح السوق أبوابه للجمهور فى نهاية الأسبوع فقط أيام الخميس والجمعة والسبت فى محاكاة لسوق الجمعة الشعبى والذى كان يقيمه الأهالى قديمًا يوم الجمعة من كل أسبوع ويعرضون فيه منتجات يدوية متنوعة.
وتشرف إدارة التراث المعنوى فى هيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة على تجهيز المعرض الذى سيقام فى سوق القطارة التراثى والمنطقة المحيطة به وسط واحة القطارة التى تتميز بأشجار النخيل الوارفة، وسيتم تجهيز السوق ليشمل عدة دكاكين لعرض منتجات الأسر التقليدية، ومرافق متنوعة تساهم فى الترويح عن رواد السوق، وستنظم فعاليات تراثية وثقافية بالتزامن مع المعرض تعكس غنى التراث الوطني، كما ستنظم زيارات لطلبة المدارس.
يذكر أن سوق القطارة التراثى قد أعيد افتتاحه فى ديسمبر 2012 بعد إنجاز عمليات ترميمه من قبل الهيئة، ويعود تاريخ بناء السوق إلى منتصف القرن العشرين، حيث أمر ببنائه المغفور له الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان حاكم أبو ظبى آنذاك فى منتصف الطريق الفاصل بين واحتى القطارة والجيمى الملىء بالأشجار، ولعب السوق دورًا حيويًا فى حياة أهل العين وقتها، فهو يعد نموذجًا للأسواق العربية القديمة التى تجمع ما بين أغراض التبادل التجارى والتواصل الاجتماعى فى نفس الوقت.
وكانت الهيئة قد افتتحت مركز القطارة للفنون ضمن جهودها لتطوير واحة القطارة التاريخية لتضم مركزًا يوفر مكانًا لدراسة الفنون وتنظيم الفعاليات التراثية وممارستها من قبل جميع شرائح المجتمع الإماراتي، وبالتالى تعزيز التواصل بين السوق والمركز فى إطار البرامج والفعاليات المختلفة، حيث تم الحفاظ على جميع جوانب البناء الأصلى للمركز بعد ترميمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة