دهشة.. فاكهة دراما رمضان هذا العام، ليس تقليديا ولا مقلدا رغم كونه مقتبسا من التراجيديا الشهيرة (الملك لير). قدم الفنان يحيى الفخرانى من قبل رائعة شكسبير على المسرح كإعادة إحياء للأدب الإنجليزى ولكن هذه المرة مختلفة تماما فهى بنكهة صعيدى..
إن نجاح أى عمل درامى يعتمد على عوامل عديدة توافرت كلها فى هذا العمل الكبير الرائع، بداية من المؤلف العبقرى عبدالرحيم كمال والذى أبدع مع الفخرانى من قبل، واستكمل عبقريته فى تمصير رواية الملك لير وكأنها من رحم الصعيد، وصولا إلى المخرج المتميز الواثق من أدواته شادى الفخرانى والذى أجاد فى التعامل مع النجوم فى هذا العمل وأخرج منهم أجمل ما فيهم، وحافظ على الإيقاع الساخن للحلقات وانتهاء بالإنتاج المتميز لصادق أنور صباح، وإن كان ليس جديدا عليه، ولا أغفل دور الإضاءة والديكور فى إيصال صورة هادئة منمقة للمشاهد.
وعندما يتناغم الإبداع على إيقاع التميز يكون للاحتفال معنى.. بالنسبة لى أجد صعوبة فى اختيار نجم العمل نظرا للاتقان الشديد والحب الكبير الذى ألمسه من القائمين على هذا العمل وكأنه مولودهم الأول، ولكن أجد مشاعرى وقلبى يتجهان نحو ثلاثة مبدعين:
أبدأ بالقدير يحيى الفخرانى والذى تعامل مع الشخصية بتواضع مبدع وإلهام قائد وروعة أستاذ وتذوق فنان، جميل أن يكون الإنسان متميزا ورائع أن يكون الفنان مبدعا، ولكن يحيى الفخرانى صنع الأجمل والأروع وكأن الإبداع أصبح حرفة له.
ومن أول ظهور له فى الحلقات يضع فتحى عبد الوهاب بصمته المميزة على شخصية قد تبدو نمطية فى الأعمال الدرامية، شخصية المنتقم الذى يخفى داخله الكثير من الشر ويظهر كل الطيبة والسماحة على وجهه، إلا أن فتحى عبدالوهاب فاجأنا بأداء عميق للشخصية مضيفا إليها توابل خاصة من مهاراته التمثيلية، ويبدو أنه اجتهد كثيرا لفك لغز هذه الشخصية المركبة والمحورية.
وختامها مسك مع سيدة دهشة الأولى حنان مطاوع.. أزعم أننى متابعة جيدة لأعمالها ودائما ما أرى فيها نجمة شباك ويفاجئنى كثيرا أن معظم من يطلقون عليهم نجوم فى هذه الأيام هم من أنصاف الموهوبين أو هم من الموهومين.. لتأتى الآن حنان مطاوع وتصفع كل صناع السينما والدراما وتقدم لهم نموذجا للإبداع والتألق.
منذ بدايتها وحتى الآن أجدها دائما وعينها على الفكرة، أجد دائما عقلها جائع وعطش للتميز، أخذت من اسم المسلسل كل معانيه وأدهشتنا بصدقها وعفويتها وكأنها ابنة الصعيد الجوانى، أطبقت على الشخصية تماما بنظراتها وحديثها وملامحها وبنبرة الصوت الجافة الحادة حتى الانجراف وكأنها فقدت الإحساس بالزمن وانغمست بكل حواسها فيها.
تحية من القلب لصناع المسلسل والقائمين عليه، تحية لكل النجوم المشاركين فى هذا العمل الناجح.. نبيل الحلفاوى، وناصر سيف، ويسرا اللوزى، وياسر جلال، وياسر المصرى، وسعيد طرابيك، وعايدة رياض، وعايدة عبد العزيز، ومحمد الأحمدى، وسماح السعيد، وفتوح أحمد.
