رفضت نقابات المهن الطبية، زيادة أعداد المقبولين بكلياتها الخاصة، بسبب انتشار البطالة بين أعضائهم، وعدم وجود سوق عمل تستوعب الأعداد الهائلة من الخريجين ضعاف الخبرة العلمية، المترتبة على تدنى المستوى التعليمى بالكليات.
وأكد الدكتور خيرى عبد الدايم، نقيب الأطباء، عضو لجنة القطاع الطبى بالمجلس الأعلى للجامعات، أن المجلس أرسل خطاب لكافة الكليات الخاصة والحكومية، لمعرفة احتياجاتها من أعداد الطلاب المقبولين بكليات الطب على مستوى الجمهورية.
وقال نقيب الأطباء، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن الجامعات سترسل مقترحاتها بالأعداد المطلوبة للمجلس الأعلى للجامعات، مشيراً إلى أن النقابة لم تتحرك وتتوجه بخطابات للمجلس الأعلى للجامعات بتقليل أعداد المقبولين بكليات الطب.
وأضاف "عبد الدايم"، أن المجلس الأعلى للجامعات سيقبل فى حدود 6 آلاف طالب بكليات الطب على مستوى الجمهورية، مشيراً إلى أن النقابة لم تحدد حد أقصى من الطلاب للقبول بالجامعات الحكومية والخاصة، مشيراً إلى أنها حصلت على حكم قضائى بألا يتجاوز عدد المقبولين عن 3500 طالب.
وأشار نقيب الأطباء، إلى أن كليات الطب الخاصة فى مصر هما كليتان فقط، ولا يقبلون أكثر من 1000 طالب سنوياً، بينما الحكومية تستحوذ على نصيب الأسد فى أعداد المقبولين، حيث يستقبل القصر العينى 1500 طالب سنوياً وعين شمس 1500 وجامعة الإسكندرية 1200.
وقال "عبد الدايم"، إن الأطباء يعانون من بطالة مقنعة فى ظل النقص الحاد للمستلزمات الطبية بالمستشفيات، فوفقاً للمعدلات العالمية نحتاج طبيب لكل 400 مواطن، لافتا إلى أن عدد السكان يتجاوز الـ90 مليون نسمة، وبالتالى نحتاج إلى أكثر من 180 ألف طبيب، مشيرا إلى أننا لا نعرف عدد الأطباء المسافرين للخارج، مضيفا أن عدد السكان يزداد سنويا يواقع 2 مليون، لذلك نحتاح 4 آلاف طبيب سنوياً، مطالباً بألا يزيد عدد خريجى كليات الطب الخاصة والحكومية على 5 آلاف.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد عبد اللطيف، عضو مجلس النقابة العامة لأطباء الأسنان، إن النقابة خاطبت وزير التعليم العالى بتحديد أعداد المقبولين بكليات طب الأسنان، على ألا يزيدوا على 100 طالب بكل كلية.
وأكد "عبد اللطيف"، أن التكدس فى الكليات التى يتخطى بعضها 500 طالب فى كل دفعة، يؤثر بشكل سىء جدا على مستوى التدريب داخل الكليات، وبالتالى على المنتج الذى سيعالج المرضى فور تخرجه، مطالبا ألا يتجاوز عدد المقبولين فى كل كلية عن 50-100 طالب على أقصى تقدير، طبقا للمقاييس العالمية للكليات.
وشدد عضو مجلس النقابة العامة لأطباء الأسنان، على خطورة عدم وجود أى تنظيم للمهنة، وما وصفه بإسهال إنشاء كليات جديدة لطب الأسنان فى السنوات الأخيرة، ما يؤثر على مستقبل المهنة، وعلى تزايد نسب البطالة بين الأطباء، وصعوبة تسجيلهم بالدرايسات العليا وغياب التنمية المهنية المستدامة.
وأكد "عبد اللطيف"، تمسك مجلس النقابة بقرارات الجمعية العمومية بشأن عدم قيد الخريجين من الكليات الخاصة المستحدثة، المنشئة بعد قرارات الجمعية العمومية التى عقدت فى 3 يناير 2013، والتى تتعدى الـ10 كليات، بالإضافة إلى عدم قيد الخريجين من الكليات الخاصة، المنشأة قبل هذا التاريخ إلا فى حدود 5% أقل من الحد الأدنى للكليات الحكومية.
فيما قال الدكتور هيثم عبد العزيز، عضو مجلس نقابة الصيادلة، إن قرار مجلس الجامعات الخاصة والأهلية، بتخفيض تنسيق كليات الصيدلة إلى 85% مرفوض نهائيا؛ لأنه منخفض، معللا ذلك بأن كلية الصيدلة تحتاج طالبا له قدرات معينة على التحصيل والاستيعاب والاختبارات المتكررة، ولن يستوعبها طالب حاصل على أقل من 90%.
وأوضح "عبد العزيز"، أنهم وضعوا معايير لقبول الخريجين فى النقابة، منها أن يكون تنسيق الجامعات الخاصة أقل من التنسيق الحكومى 5%..
وأكد عضو مجلس نقابة الصيادلة، إنهم بصدد رفع قضية لوقف القرار بالتنسيق مع نقابة طب الأسنان، لتحديد أعداد المقبولين بالكليات، تماشيًا مع احتياجات سوق العمل، موضحا أن عدد الصيادلة هذا العام سيكون ما يقرب من 190 ألفا، لافتا إلى أن الرقم كارثى إذا قورن بالمعايير العالمية.
وطالب "عبد العزيز"، بضرورة أن يكون الحد الأقصى لعدد خريجى الكليات الخاصة والحكومية 3 آلاف خريج، مؤكدا أنهم خاطبوا الأعلى للجامعات بذلك، ولم يأت لهم أى رد، لافتا إلى أن السوق المصرية لا تستوعب هذا الكم من الخريجين، مشددا على أنه لدينا تشبع من أعداد الصيادلة، حيث تسجل النقابة سنويا فى عضويتها 13 ألف صيدلى.
وقال الدكتور محمد سعودى، وكيل النقابة العامة للصيادلة، إن تصريحات وزير التعليم العالى بزيادة أعداد المقبولين بالجامعات ومن ضمنها الصيدلة، يعد آخر مسمار يدق فى نعش المهنة.
وتابع وكيل النقابة العامة للصيادلة، أنه سبق أن خاطبت النقابة المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالى، لتقليل الأعداد لأنها لا تتناسب مع احتياجات السوق الفعلية، لافتا إلى أن كليات الصيدلة البالغ عددها 25 تخرج أعدادا كبيرة سنويًا لا تجد فرص عمل، ووصل عدد الصيادلة إلى 180 ألفا.
وأضاف "سعودى"، أن الأعداد الموجودة حاليا 5 أضعاف الاحتياج الفعلى من الصيادلة، لافتا إلى أن المستشفيات الحكومية بها أضعاف الاحتياجات، ووصل عدد الصيدليات إلى 63 ألفا، مشيرا إلى أن المعدل العالمى للصيدليات الخاصة واحدة لكل 5 آلاف مواطن، وفى مصر أكثر من 3 أضعاف المعدلات العالمية، صيدلية لكل 1425 مواطنا.
النقابات الطبية ترفض زيادة المقبولين بكلياتها.. والأطباء: الأعضاء يعانون البطالة ونحتاج 4 آلاف سنوياً.. والأسنان: تؤثر سلبيا على تدريب الطلاب ومستقبل المهنة.. والصيادلة تطالب بتقليل الخريجين لـ3 آلاف
الخميس، 17 يوليو 2014 06:08 ص