اعتلال الشبكية السكرى هو أحد مضاعفات العين الناتجة عن مرض السكر، ويوضح الدكتور كريم سلام طبيب وجراح العيون سبب الإصابة بهذه المشكلة، مؤكدا أن مرضى السكر يعانون من اضطرابات بمستوى السكر بالدم، وهو ما يؤدى لبعض الأضرار بشبكية العين، حيث إنها حساسة لهذا التقلب فى مستويات السكر.
ويضيف، ينشأ اعتلال الشبكية السكرى بسبب تدهور فى بنية الأوعية الدموية الشبكية، ويتسبب هذا فى توسعة هذه الأوعية الدموية، مما يؤدى إلى تسرب للسوائل، بل وقد يصل الأمر إلى انسداد تلك الأوعية فيصبح هناك جزء من شبكية العين بدون دورة الدموية، ومع إهمال العلاج والمتابعة تتشكل أوعية دموية جديدة ويتكاثر النسيج الليفى فى شبكية العين مما يترتب عليه تدهور الرؤية.
ويشير "سلام" إلى أن الأمر قد يزداد سوءا عندما يعانى مريض السكر من بعض الأمراض الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسمنة، وارتفاع نسبة الكوليسترول، أو التدخين، فيتسبب هذا فى زيادة احتمالية حدوث مضاعفات العين.
ويضيف، تظهر أعراض اعتلال الشبكية السكرى من خلال انخفاض تدريجى فى الرؤية، ويحدث هذا عندما تتسرب السوائل من الأوعية الدموية فى شبكية العين، مما يؤدى إلى انخفاض فى الرؤية المركزية، وفى بعض الأحيان، يعانى المرض من نزيف حاد داخل العين، مما يؤدى إلى ظهور مفاجىء لأجسام طافية قد تحجب الرؤية جزئياً أو كلياً.
وتابع، أن كثيرا ممن يعانون من اعتلال الشبكية السكرى فى مراحله المبكرة لا يشتكون من أعراض شديدة، إلا أن تطور هذه الحالات يمكن أن يؤدى إلى مضاعفات تدريجياً.
وأكد طبيب وجراح العيون، أنه لهذه الأسباب يجب أن يخضع مرضى السكر إلى الفحص الدورى لمنع مضاعفات يمكن تجنبها فى الوقت المناسب، وتلك الفحوصات هى إجراء تصوير الشّبكية، والتصوير البصرى المقطعى التوافقى (OCT، تصوير الأوعية الدموية بالفلوريسين، ومن الممكن أن لا يحتاج المرضى الذين يعانون من اعتلال الشبكية السكرى فى مراحله الأولية، إلى أى علاج.
وفى الحالات المتطورة، يكون من الضرورى حقن العين بمادة الأفاستين أو بإحدى مشتقات الكورتيزون ذات التحرر البطىء، أو بمزيج من الاثنين معاً، للسيطرة على اعتلال الشبكية، ولاسترجاع ما فقد من الرؤية، ولمنع فقدان البصر بسبب التغيرات التنكسية التى تصيب تلك الطبقات الرقيقة من الخلايا التى تشكّل شبكية العين.
ويستطرد كريم قائلا: "فى بعض الحالات المحددة جدا قد يكون من المستحسن استخدام التثخير الضوئى بالليزر بالقرب من البقعة الصفراء بشكل انتقائى للتخلص من أمهات الدم المجهرية".
وفى بعض الحالات يتم استخدام الليزر لعلاج المناطق المتضررة من الشبكية التى تعانى من فقدان تدفق الدم، لمنع تقدم المرض إلى أشكاله الأكثر خطورة ذات المضاعفات الشديدة، مشددا على أن امتناع المريض عن العلاج خوفاً من الليزر، يعتبر خطأً فادحا قد يؤدى إلى تغيرات غير رجعية فى نسيج الشبكية.
أما فى الحالات المتقدمة، فيحدث نزيف داخل العين، أو انفصال الشبكية، ومن الضرورى استخدام تقنيات متقدمة لجراحة العين تتم تحت تخدير موضعى وباستخدام الليزر والتقنيات الجراحية المجهرية، وهى فعالة جدا فى علاج اعتلال الشبكية السكرى، وتسمح بتقديم حلول لحالات مستعصية.
وأضاف د "كريم" أن الوقاية من أفضل الطرق العلاجية حيث يجب على مريض السكر متابعة حالته الصحية العامة، بالإضافة إلى المراجعات الدورية للعين حتى لو لم تظهر أعراض للمرض، كما أن التشخيص المبكر يجعل تلافى المضاعفات وعلاج الإصابات أسرع وأسهل.
