نرصد مظاهر ليالى رمضان فى رحاب "السيد البدوى" بطنطا

الأربعاء، 16 يوليو 2014 05:54 ص
نرصد مظاهر ليالى رمضان فى رحاب "السيد البدوى" بطنطا صورة أرشيقية
الغربية – محمد عز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للشهر الكريم نكهة خاصة فى رحاب مسجد السيد "أحمد البدوى" الشهير بالسيد البدوى، والكائن بمدينة طنطا، حيث الروحانيات الرمضانية فى مطاعم ومقاهى البدوى الشهيرة التى تتفنن فى جذب المواطنين بشتى الطرق بداية من الزينة والأنوار والفوانيس وأقمشة الخيام، التى تمنح للمكان إطلالة تليق بالشهر الكريم، مرورا بالمحلات والبيوت الأثرية ووفرة كل ما يحتاجه المواطن من ياميش وحلويات وعطارة وملابس.

ويتميز الموسم الخاص بالشهر الكريم بالمشروبات الرمضانية الشعبية من العرقسوس والتمر هندى وقمر الدين والسوبيا وأنواع الحلوى المختلفة والتى تتميز بها محلات الحلويات بطنطا، خاصة فى رحاب البدوى، حيث اعتاد أهالى المحافظات المجاورة على المجىء لزيارة المقام وشراء الحلوى من مدينة طنطا والتبرك بزيارة ورؤية آثار النبى الموجودة فى ملحقات المسجد.

ويعتبر رحاب مسجد السيد البدوى، من الأماكن التى تظهر فيها بوضوح روح رمضان فى الإفطار والسحور وما تتخللهما من أوقات، وخاصة ساعة صلاة التراويح، ولذلك يزدحم المكان ولا تجد فى المنطقة موضع قدم طوال أيام الشهر الكريم من قبل موعد الإفطار بعدة ساعات وحتى آذان المغرب، ولا تخلو المنطقة من الروحانيات حيث يزور الآلاف مسجد العارف بالله ويصلون بداخله ويقرأون آيات الذكر الحكيم فى حلقات تشرف عليها وزارة الأوقاف وعلماء وأئمة المسجد.

وعاش السيد البدوى فى الفترة من 596هـ لـ675هـ وهو الشيخ العلوى أحمد أبو العباس بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبى بكر، وعرف بالبدوى أو الملثم لارتدائه اللثام بشكل دائم، ويرجع نسبه إلى الحسين وعلى بن أبى طالب كرم الله وجهه، وهذا النسب مثبت على المقصورة النحاسية التى تحيط بضريحه فى المسجد، والتى أقيمت فى عام 1186هـ.

ولد بمدينة فاس المغربية فى عهد الخليفة الموحدى الناصر محمد، وهاجر مع أبيه إلى مكة سنة 603هـ، واستغرقت الرحلة إلى مكة 4 سنوات، واستقر فيها من عام 607هـ وحتى وفاة والده سنة 627هـ، وعاد إلى مصر سن 637هـ، بعد رحلة إلى العراق، ونزل البدوى على مدينة طنطا ونزل ضيفا على أحد التجار وهو الشيخ ركن الدين فى عهد السلطان العادل الأيوبى بن الكامل محمد، وكانت إقامته على سطح المنزل لذلك عرف بـ"السطوحى" وبعد موت ركن الدين، انتقل إلى دار ابن شحيط شيخ البلدة، حتى توفى فى 12 ربيع الأول 675هـ، وينسب إليه الناس الكرامات ونسج حوله اتباع الطرق الصوفية الكثير من القصص.

بدأ المسجد بخلوة بناها عبد المتعال أول خلفاء البدوى بجانب قبر السيد البدوى ثم حولها إلى زاوية للأحمدية، وعنى بها السلطان سيف الدين قايتباى عام 1483م ـ 887هـ وأمر على بك الكبير بناء المسجد الحالى عام 1769م ـ 1182هـ وهو يتميز بالطراز الإسلامى الرفيع وبنيت به ثلاث قباب أكبرها للبدوى والغربية لعبد المتعال والشرقية للشيخ مجاهد شيخ المسجد فى ذلك العصر.

والمعروف عن تاريخ مسجد البدوى أنه بعد وفاة أحمد البدوى يوم الثلاثاء 12 ربيع الأول 675 هـ/24 أغسطس 1276 م بمدينة طنطا، عن عمر يناهز 79 عاماً، خلفه من بعده تلميذه عبد العال، وبنى مسجده، وكان فى البداية على شكل خلوة كبيرة بجوار القبر، ثم تحولت إلى زاوية للمريدين، ثم بنى لها على بك الكبير المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح، وأوقف لها الأوقاف للإنفاق على المسجد أثناء انفصاله عن الدولة العثمانية وقت حكمه مصر، حتى أصبح أكبر مساجد طنطا، وقال عنه على مبارك فى الخطط التوفيقية، إنه لا يفوقه فى التنظيم وحسن الوضع والعمارة إلا قليل.

وفى عهد الرئيس السابق محمد أنور السادات، أدخلت توسعات جديدة على مسجد البدوى عام 1975، وآخر أعمال ترميمية به كانت عام 2005 ويعتبر الاحتفال بمولد البدوى، من أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر، حيث يحتفل 67 طريقة صوفية، ويقام فى منتصف أكتوبر من كل عام حول مسجد البدوى، الكائن فيها ضريحه بمسجده الشهير، ويقام لمدة أسبوع، وسط إجراءات أمنية مشددة.

واعتاد أهالى محافظة الغربية بشكل عام وقرى مركز طنطا تحديدا، على زيارة المسجد يوميا فى رمضان وصلاة التراويح فيه والسهر فى رحابه على المقاهى الشعبية، وشراء مستلزمات البيت من الأطعمة والعطارة من المحلات الملاصقة لجدرانه، فهو قريب الشبه من مسجد سيدنا الحسين، كما يقوم الأهالى بشراء ملابس العيد من محلات السيد البدوى وسوق الخان وسوق ناصر المحاورين له لرخص الأسعار وكثرة المعروضات.

ويحيط بالمسجد الأحمدى العديد من الشوارع والحوارى الأثرية الشهيرة ومنها درب الأثر، ودرب الإبشيهى، ودحديرة صبرى، وسوق النحاس، وشارع طه الحكيم، ويشتهر بأجهزة الهواتف المحمولة، شارع سعد الدين، شارع السكة الجديدة يشتهر بالحمص والحلويات، وشارع حلقة القطن، ويشتهر ببيع القطن وتجار مستلزمات البقالة والجملة وشارع درب الأثر ويشتهر ببيع الياميش والعطارة، شارع الأثرية يشتهر بالعطارة وشارع سوق الفسيخ يشتهر بالأسماك وبه شارع متفرع خاص بصناعة الأحذية وشارع سوق النحاس ويشتهر بالمشغولات النحاسية والألومنيوم ويلجأ إليه الفلاحون لشراء عفش العروسين ومستلزماته من "الألومونيا" والأجهزة الكهربائية.

ولأول مرة منذ عشرات السنين تغيب مشاركة مديرية ثقافة الغربية هذا العام فى إحياء ليالى رمضان بساحة المسجد الأحمدى بمدينة رغم أن الساحة مازالت عامرة برواد من جميع بقاع مصر فكانت عادة مديرية الثقافة إحياء أمسية ثقافية متنوعة بين شعر وأدب وقصة وفن شعبى طوال ليالى الشهر الكريم.





















































مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة