أصيبت بجحوظ فى العين وكادت أن تلقى بنفسها فى النيل

"من حكايات دفاتر الحب" ..اكتئاب أم كلثوم بعد طلاقها.. واتهامات لـ«الشريف» بسوء النية من زواجه بها..بعض الصحف تحدثت عن أن شقيقها خالد ارتمى على المقعد وتعقد لسانه حين أخبرته أن عريسها هو محمود الشريف

الأربعاء، 16 يوليو 2014 01:21 م
"من حكايات دفاتر الحب" ..اكتئاب أم كلثوم بعد طلاقها.. واتهامات لـ«الشريف» بسوء النية من زواجه بها..بعض الصحف تحدثت عن أن شقيقها خالد ارتمى على المقعد وتعقد لسانه حين أخبرته أن عريسها هو محمود الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقع الانفصال بين أم كلثوم ومحمود الشريف، أصبح الحبيبان كلا فى طريق، ما السبب الذى أدى إلى ذلك؟، لماذا تزلزلت الأرض فور الكشف عن خبر عقد القران؟، هل كان الخوف عليها من أن تترك الفن وتتحول إلى مجرد زوجة تعيش فى ظل زوجها؟ هل كان اسم محمود الشريف نفسه هو السبب؟
فى المتابعات الصحفية لخبر الانفصال، كان هناك من يعبر صراحة عن دهشته من الارتباط بين الاثنين، ووصف البعض نبأ الزواج بـ«الصاعقة»، و«مصرع أم كلثوم»، لأنه لم يكن متوقعا قط أن يكون رجلها وشريك حياتها الذى اختارته بعد هذا الإحجام والإضراب عن الزواج طيلة هذه السنوات هو الملحن «محمود الشريف»، وجاء أيضا أنها ذهبت إلى أخيها لتزف إليه الخبر، فصاح خالد فرحا متهللا: «مين يا ترى؟»، أجابت: «محمود الشريف»، وهنا كانت الصفعة للأخ فتعقد لسانه ولم يستطع الحديث، وارتمى على المقعد من هول ما سمع.

زادت بعض الصحف فى سرد تفاصيل أخرى، قالت مثلا: الغريب أن أم كلثوم أخفت عن أهلها أن محمود متزوج من غيرها، ولكن زوج ابنة شقيقتها استطاع ببحثه ثلاثة أيام الوصول إلى معرفة زوجته، وكشف الستار عن خفايا زوج خالته أم كلثوم، أخفت أم كلثوم أنه متزوج مع أنها تعلم ذلك حق العلم، بل إنها تعرف زوجته جيدا، وكانت تتردد على منزلها بشارع «اللبودية» امتداد شارع درب الجماميز رقم 19، وأقامت لها هذه الزوجة عدة ولائم، واحتفلت بمقدمها احتفاء جعل أم كلثوم تعتز بصداقتها، لذا كان وقع إذاعة هذا النبأ مروعا ومزعجا لهذه الزوجة المنكوبة التى رفعت يديها إلى السماء، وابتهلت إلى الله عز وجل قائلة والدموع تترقرق فى مآقيها: «ماذا جنيت يا رب حتى تدخل بيتى هذه السيدة العظيمة الجليلة الشأن فتجازينى على حسن استقبالى لها بانتزاع زوجى ورجلى منى، وأنا الزوجة المسكينة اليتيمة التى لا حول لها ولا قوة».

اتهم البعض «محمود الشريف» بأن نواياه سيئة فى هذا الزواج، وأن مقصده خفى، ودلل على ذلك بأنه عندما عاد إلى البيت ليلة إذاعة النبأ، قابلته الزوجة بثورة غاضبة، واستطاع أن يهديها ويخفف من حدتها، عندما نكس رأسه فى استسلام وسالت الدموع من عينيه، وقال وهو يربت على كتف زوجته: «هدئى نفسك يا فاطمة، أنا جوزك وانت مراتى، والبيت ده بيتك وبيتى، ماتفتكريش إن الحكاية دى حتفرق بينا، وما تنسيش إنى عملت كده علشان مستقبلك اللى يهمك زى ما يهمنى».

أصيبت «أم كلثوم» بجحوظ فى عينها نتيجة نشاط متزايد فى الغدة الدرقية، وكان ذلك بسبب الاكتئاب الذى حل بها نتيجة الانفصال، ويؤكد «الشريف» نقلا عن صديقتها «سميرة أباظة» أنها كانت تتنزه فى إحدى الأمسيات على شاطئ النيل فى الزمالك، وهمت بقذف نفسها فى النيل، لكن قريبتها وسكرتيرتها الخاصة سنية إسماعيل التى كانت برفقتها هرولت إليها، وعادت بها إلى المنزل.

الرومانسية الحالمة التى يروى بها «محمود الشريف» قصة حبه لـ«أم كلثوم»، وما تحمله من كلمات الغرام الملتهبة تفرض سؤالا، لماذا هو بالذات الذى استطاع أن يخطف قلبها؟.

قد لا يجوز طرح هذا السؤال من الأساس فالمثل يقول «مراية الحب عمية»، لكن هل جاء مثلا ردا على رفض الملك فاروق زواجها من خاله «شريف باشا صبرى» رغم قصة الحب التى جمعتهما، وأثار هذا الرفض مواجع لدى أم كلثوم تتمثل فى الفروق الطبقية بينهما، صحيح أنها «فنانة الشعب»، لكنها مهما بلغت فهى فى نظر «الملك» ابنة الشيخ «إبراهيم» من قرية «طماى الزهايرة»، فهل دفعها ذلك إلى البحث عن الحب بين أحد أبناء طبقتها؟.

طرحت هذا السؤال على الموسيقار الراحل الكبير كمال الطويل عام 1996، فأجاب بإيجاز لافت وقوى قائلاً: محمود الشريف حقيقة فى حياة أم كلثوم، لا يستطيع أحد إنكارها، كان تأثيره عليها قويا وبالغا وعميقا، وذلك لسبب بسيط يكمن فى أنه كان شخصية خشنة، كان يلعب رياضة الملاكمة فى حياته المبكرة، وهو ابن منطقة شعبية هى «باكوس» فى الإسكندرية، ورغم عبقريته الموسيقية ورقة أنغامه إلا أن خشونته كانت واضحة لمن يعرفه، وكان هذا بالتحديد هو نقطة انجذاب أم كلثوم له، فالمحيطون بها كانوا يعاملونها من موقع الضعف، ولأنها كانت شخصية قوية كانت تريد الأقوى منها، والشريف كان أقوى.

عاد محمود الشريف إلى محرابه وإلى ألحانه، لا يصرح بشىء إلى الصحفيين يقول: «لم أذكر أم كلثوم التى كنت أحترمها وأقدرها، لم أذكرها بكلمة سوء، وطويت الحلم الذى كاد أن يجمعنا لنعلن من جديد ميلاد المسرح الغنائى».

كان «الشريف»- كما يشير فى مذكراته- قد أقنع أم كلثوم بأهمية استثمار صوتها فى التصدى لعمل مسرح غنائى بدلا من اقتصارها على الأغنية الفردية، لكن كما ذهب حلمه الشخصى بدوام الارتباط بها، تبخر حلمها فى المسرح الغنائى، واستخلص هو من قصته معها معانى عديدة، أبرزها أن ما حدث لا يقف عند حدود التجربة الفردية فقط، وإنما يتسع ليشمل أبعادا سياسية، يعبر عنها بقوله: «ظل زواج أم كلثوم حديث العظماء والأمراء والقادة، تركوا خلفهم معاهدة صدقى بيفين، وما جرّته من مظاهرات واشتباكات دامية، لم يلتفتوا إلى الهتافات العدائية ضد الملك والملكية فى الإسكندرية يوم رفع العلم على قلعة كوم الدكة، تركوا كل هذا وانشغلوا بأمر زواج أم كلثوم ومحمود الشريف، وكأن الدنيا انقلبت حين تزوج فنان بفنانة، ولم تنقلب حينما كانوا يساومون من أجل بيع مصر كلها للأجنبى»، وقبل قيام ثورة 23 يوليو بسنوات وجدتنى أختار كلمات ذات مغزى خاص لألحانها، تقول كلماتها: «يا عطارين دلونى.. الصبر فين أراضيه.. ولو طلبت عيونى.. خدوها بس ألاقيه.. سألتهم عنه.. العطارين قالوا المرفيه منه.. والصبر مش موجود.. حا أعيش بأوهامى.. طول ما المراد موجود.. وأقول لأحلامى.. الصبر مش موجود».

يرى الشريف فى هذه الأغنية تعبيرا صادقا عن نفاد الصبر والتوق إلى التغيير المنتظر حدوثه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة