مازال موكب الشهداء ليل نهار يتواصل ومازال القصف مستمرا وآذان العصر يرفع والقنابل تحصد أرواح الشهداء, قنبلة صماء لا تميز بين طفل وجد أو حفيد, امرأة.. أرملة وزوجة كانت لشهيد.. ويمضى العمر لحظات بين الحياة والموت فاصلة, لحظة قد لا تجد من بجوارك أو خلفك أو أمامك أو تذهب بك اللحظة إلى المجهول، وينعى من تبقى من الأهل الشهيد.
تواصلت المواكب حتى لم يعد للحزن مكان فى القلوب فى مخيم جباليا والبريج وكل أنحاء غزة, هؤلاء أبرياء يتحملون أخطاء الساسة، ويقدمون أرواحهم بلا مقابل ولا حتى تحرير الأرض ولا حفظ الكرامة، وينادى مناد من مكان بعيد قائد كنت أحسبه كذلك، يستنهض نخوة العرب فى الوقت الذى لم نسمع لقادة حماس أى صوت ويظل الفقراء فى المخيمات يدفعون ثمن السياسة وأخطاء الساسة ونوازعهم وطموحهم نحو الثراء والعيش فى القصور، وتبقى آيات الذكر الحكيم جاهزة فى مثل هذه المناسبات، ويقام سرادق بجوار آخر يتبعه عزاء وصوت قارىء القرآن يرتل: "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"، ويثور سؤال إلى متى يظل الفقراء وقود الثورة من أجل فئة؟، وإلى متى تظل الشهادة حكرا عليهم وكأنهم خلقوا لها وليحيا الأغنياء؟.
عاش الزعماء أصحاب الخطب النارية التى تلهب حماس الجماهير وظهورهم, هل ضاع منا الطريق وأصبح الجهاد فى سوريا والعراق واليمن وليبيا فرض عين ودونه فرض كفاية؟, أين أجناد بيت المقدس وجيش النصرة وأصحاب الكهف وأصحاب اللحى؟, الأوطان لا تحررها اللحى ولا الجلباب ولا الحجاب ولا الخمار ولا النقاب، فالكل أحرار فيما يذهبون إليه، ولكن تبقى الثوابت قائمة لا تتغير, مسرحية كوميدية تجرى على أرض سوريا والعراق وباقى الدول العربية، بينما مواكب الشهداء تتواصل ليل نهار ومازال القصف مستمرا وآذان العصر ليس ببعيد لكن العصر غير العصر, يبدو أن لكل وقت آذان ولكل زمان دولة ورجال.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي علي السعدي
كلمات مؤلمة، لكنها هي الواقع المرير
يحاول الجميع تفسير اسباب ما آلت إليه حياتنا وواقعنا في هذه المنطقة من العالم والتي كانت مهد الحضارات ومهبط الرسالت، فلا نصتنا لأهل الخبرة واصحاب العلم والبصيرة، ولا اتفقنا كيف الخلاص! اذن هي فوضي خلّاقة بحق فرضها صاحب الحظيرة علي دجاج الحظيرة لينتقي ما ييختاره ويصيبه الدور.