د. مصطفى الفقى يكتب: التاريخ لا ينسى ولا يغفر ولكنه دائما يفضح الحقائق.. وبريق الدراما يدفع البعض أحيانا لتحريف الوقائع.. وذاكرة الشعوب لا تخضع للأهواء

الثلاثاء، 15 يوليو 2014 08:04 ص
د. مصطفى الفقى يكتب: التاريخ لا ينسى ولا يغفر ولكنه دائما يفضح الحقائق.. وبريق الدراما يدفع البعض أحيانا لتحريف الوقائع.. وذاكرة الشعوب لا تخضع للأهواء د. مصطفى الفقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتب الفيلسوف المصرى الراحل د. فؤاد زكريا مقالاً منذ عدة سنوات تحت عنوان «دهاء التاريخ» قارن فيه بين الحملة الفرنسية على «مصر» والحملة المصرية فى «اليمن» موضحا أن التاريخ لا ينسى ولا يغفر ولكنه يفضح دائمًا الحقائق والمواقف ويقوم بعملية فرز بين الحقيقى والزائف وبين الصحيح والمغلوط، أقول ذلك بمناسبة ما نشاهده وما نقرأه حول مراحل تاريخية معينة وشخصيات بذاتها، «فالخديوى إسماعيل» (المفترى عليه) يجرى تشويه حكمه لا بسبب الإسراف فى الإنفاق أو الديون الخارجية ولكن لسبب آخر جديد هو عبث القصور وحياة الترف والانفلات، وقس على ذلك ما جرى على الصديقين «عبدالناصر» و«عامر» لأن بريق «الدراما» يشد من يكتبون بعيدًا عن السياق التاريخى الصحيح، فالتشويه يحدث برسم صورة غير حقيقية للشخصيات التاريخية ليستقر فى أذهان الأجيال الجديدة.

ونحن هنا نؤكد أن التاريخ هو التاريخ، إذ لا يمكن أن يكون الفريق «سعد الدين الشاذلى» هو رئيس أركان حرب 1973 ويجرى تجاهله قرابة أربعين عامًا، كما لا يمكن أن يكون الفريق «حسنى مبارك» هو قائد الضربة الجوية الأولى لمدة أربعين عامًا ثم يسقط سهواً من سجل العسكرية المصرية! ولنتذكر كيف حافظت شعوب أخرى على تراثها التاريخى دون تغيير أو تزييف، إن «كرمويل» الذى ثار على الملكية مازال يحتفظ باسم واحدٍ من أطول الطرق فى «لندن»، بل إن كثيرًا من المصريين- بعد أكثر من ستين عاما على ثورة يوليو 1952- مازالوا يذكرون اسم شارع «فؤاد» و«سليمان باشا» لأن ذاكرة الشعوب لا تخضع للأهواء ولا تستجيب للدوافع العابرة.. رفقًا بتاريخنا فهو ملك لنا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة