من منا لا يتمنى أن يحيا حياة سعيدة وطيبة؟.. كلنا بلا شك نريد السعادة.. لكن السعيد حقا من سعد فى الدنيا والآخرة، ولما كانت الدنيا دار ابتلاء، فقلما تخلو من المكدرات والأحزان ولا ينجو منها إلا المؤمن، فأمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويقول تعالى {وَلاَ تَهِنُواْ فِى ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (104) سورة النساء وهذا هو الفرق بين المؤمن وغيره.
وللحياة الطيبة دعائم وأسس من أهمها:
العمل الصالح، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (97) سورة النحل، وأمثلة الأعمال الصالحة كثيرة منها الصدقات بأنواعها والأمر بالمعروف وإتيانه والإصلاح بين الناس، وأن تحرص على ما ينفعك وتتجنب بقدر الإمكان ما يضرك مع الاستعانة بالله والتوكل عليه وعدم الكسل أو التوانى فى الأعمال أو البكاء على اللبن المسكوب، يقول رسول الله (ص): (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شىء فلا تقل: لو أنى فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان)، ومنها أيضاَ أن تكثر من ذكر الله بالقلب واللسان مع العمل بما أنزل الله، مما يؤدى إلى سكينة القلب وطمأنينته: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (28) سورة الرعد.
ومن الدعائم القوية فى بنيان الحياة الطيبة الرضا والقناعة والنظر فى الدنيا إلى من هو دونك وفى الدين إلى من هو فوقك، يقول النبى صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم).
وفى الحياة الزوجية أو أى علاقة بين اثنين أو أكثر، لابد وأن يتوقع المؤمن أن الكمال لله وحده وعلى ذلك فليس هناك إنسان كامل مائة بالمائة وعليه أن يتقبل صاحبه مع ما به من نقص يشفع له فى ذلك الصفات الأخرى الحميدة التى به، قال رسول الله (ص): لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضى منها خلقاً آخر".
وبعد فهذه بعض الأعمدة فى بنيان الحياة الطيبة أرجو أن أكون قد وفقت فى عرضها، وأدعو الله أن ينفعنا بها لنهنأ فى الدنيا والآخرة آمين.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة