ياسمين مجدى تكتب: دراما رمضان وتقليب المواجع

الأحد، 13 يوليو 2014 10:06 م
ياسمين مجدى تكتب: دراما رمضان وتقليب المواجع صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل عام وانتم بخير.. ها نحن نعيش فى أجواء شهر رمضان الكريم، والذى أتمنى أن يمر علينا ماتبقى منه فى خير وسلام ويعود علينا بالخير واليمن والبركات.

وكما تعودنا نحن المصريين أن شهر رمضان الكريم المعروف بشهر تنقية الروح من العادات السيئة وأنه شهر الصيام والقرآن هو شهر الدراما المصرية، فكل منتجى الدراما التليفزيونية نراهم قد تسابقوا من أجل اللحاق بالسباق الرمضانى لهذا العام ولكن دائماً ما يكون فى العجلة الندامة.

فبالطبع رأيت وأنا أتابع بعض الأعمال الدرامية أن بعض هذه الأعمال قد وقعت فى أخطاء جسيمة التى لا يصح من وجهة نظرى الوقوع فيها.

ولعل من أول وأهم تلك الأخطاء هو تناول بعض من تلك المسلسلات للأحداث السياسية التى مرت علينا فى الثلاث سنوات الماضية أى فى أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير ونرى ما تعرضت له البلاد من أحداث بلطجة وعنف وتظهر فى معظم المسلسلات ظاهرة الشباب الذين يحملون الأسلحة البيضاء ويقتلون بها بعضهم البعض، ولعل أوضح الأمثلة على ذلك مسلسل "امبراطورية مين" ومسلسل "دلع بنات" وهنا نجد تلك المسلسلات تنمى فى شبابنا العنف من جديد ونرى أيضا ظاهرة الانفلات الأمنى تظهر بوضوح فى بعض المسلسلات التى أعقب تلك الثورة وهنا أتساءل لماذا استعانت بعض المسلسلات بتلك المشاهد التى تقلب علينا المواجع وتجعلنا نتذكر مالا نود أن نتذكره بل أصرت تلك المسلسلات على ألا نمحى هذه الفترة من ذاكرتنا رغماً عن إرادتنا فى محوها تماما من تاريخ مصر الحديث.

أيضاً نرى أن معظم الأعمال الدرامية تجسد الحارة الشعبية والأحياء الشعبية وأهلها الغلابة المطحونين على لقمة العيش وفى المقابل نرى فى نفس المسلسل أو مسلسلات أخرى أصحاب الطبقة الثرية الذين يمتلكون الفيللات والسيارات الغالية ومن هم أصحاب السلطة والنفوذ وكأن هؤلاء المؤلفين أغفلوا الطبقة المتوسطة الذين لا هم فقراء يعيشون فى الحوارى ولا هم ممن يمتلكون القصور العالية ولكنهم "عايشين ومستورين" كما يقولون، فلماذا يا أيها المؤلفون تغفلوا هذه الطبقة مع أنها أكثر من ثلاثة أرباع الشعب المصرى، وشعرت من خلال تلك الأعمال الدرامية أن هذه الطبقة أصبح لا وجود لها فى مجتمعنا الآن وكادت أن تنقرض.

وكالعادة وكما نرى فى رمضان من كل عام رأيت بعض من تلك المسلسلات يستخدم بعض أبطالها ألفاظا غير لائقة بالآداب العامة وكالعادة أغفل المؤلفون الأسر والأطفال الصغيرة الذين يشاهدون التليفزيون وأغفلوا أن تلك المسلسلات تعرض على معظم القنوات الفضائية التى يشاهدها العالم كله، وهذا سيضر بسمعة الفن المصرى أمام العالم، وللأسف لا يفكر المؤلف فى كل هذا وهو يكتب المسلسل فأتمنى على السادة المؤلفين الانتباه إلى هذا الأمر الخطير فى المسلسلات القادمة.

ولكن فى المقابل وفى صريح العبارة هناك بعض المسلسلات التى تستحق الإشادة وعلى رأس تلك المسلسلات مسلسل "سرايا عابدين" ولكننى أعتب عليه فى الاستعانة بممثلين من خارج مصر مما يكلفهم الكثير، فمثلا كان ممكنا الاستعانة بالفنان "أحمد السقا" من مصر ولكن هذا لا يقلل أبداً من شأن الفنانين العرب، فرأيته مسلسلاً مثالياً من كل النواحى حيث يجسد حقبة زمنية ربما لا يعرف عنها الكثير من الجيل الجديد وهى حقبة ما قبل ثورة 1952 وهى حقبة تولى الخديوى إسماعيل حكم مصر وما أعجبنى فى هذا المسلسل أنه يتناول كواليس كانت تحدث داخل السرايا ولم يتعرض كثيراً للأحداث السياسية فى تلك الفترة، ونرى أن المخرج القدير"عمرو عرفة" نجح فى إبراز كل تفاصيل هذه الحقبة من ديكورات وملابس واكسسوارات.. إلخ وهو شىء يحسب له فى تاريخه الفنى كمخرج درامى واستطاع رغم ضخامة هذا العمل أن يتحكم فى كل صغيرة وكبيرة فى المسلسل ولم يغفل شيئا....برافو عمرو عرفة.

فى الحقيقة كان من المفترض أن أكتب مقالى هذا بعد انتهاء شهر رمضان وانتهاء تلك المسلسلات ولكننى لا أستطع أن أرى العيوب تظهر مبكراً ولا أكتب عنها.. وعلى العموم ربما يكون لنا لقاء آخر بعد انتهاء شهر رمضان وانتهاء عرض المسلسلات.. وربما تظهر عيوب أخرى لم أرها فى بداية المسلسلات ومرة أخرى كل عام وأنتم بخير ورمضان كريم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة