افتتح سامح عاشور، نقيب المحامين رئيس اتحاد المحامين العرب، المؤتمر الصحفى العالمى، بحضور أعضاء مجلس النقابة العامة، وعدد من الشخصيات العامة العربية والفلسطينية، والمنظمات الحقوقية وسط هتافات بـ''الروح بالدم نفديك يا غزة''، و'' غزة غزة أرض العزة''، و''فلسطين عربية.. مش مقاطعة صهيونية''، و''فلسطين عربية مش ولاية أمريكية''.
وأعلن عاشور تضامنه الكامل مع الأشقاء الفلسطينيين والأشقاء العرب جميعا، مؤكداً أن إسرائيل هى كيان صهيونى عدوانى غاشم وكيان عنصرى إرهابى "فاشى" فيه كل عيوب وانحرافات المجتمع الدولى وهم يقدمون دليلا على أنهم يريدون احتلال المنطقة بأكملها، مؤكداً أنهم يقتلون أبناءنا ويقتلون أطفالنا ويستحيون نسائنا فى كل يوم.
وأضاف عاشور أن كل يوم يكون هناك دليل على عدم جواز التعامل مع الشعب والحكومة الإسرائيلية بأى شكل من الأشكال وأى نوع من المعاهدات الدولية تعد لاغية بيننا وبينهم، واتفاقيات السلام ليست لها فائدة مع إسرائيل.
وأكد عاشور أن العرب والمسلمين تخلفوا عن نصرة مقدساتهم، قائلاً ''إننا تقاعسنا عرب ومسلمين عن الدفاع عن مقدساتنا وعن غزة وفى كل يوم يتم الاعتداء على جزء من منطقتنا للعربية ويتم الاعتداء على كنيسة وتدنس المقدسات، ولا يتحرك العالم الإسلامى بعلاقاته ومؤسساته إلا على استيحاء''.
وتابع عاشور ''أن العدو كل يوم يقدم دليلاً على وحشيته''، مؤكدا أن إسرائيل لا يمكن أن تكون لها كيان حقيقى وصراعنا لن يكون إلا صراع بقاء أو وجود، وعلى كل الدارسين أن يدركوا إما نحن وإما هم، ولن نرضى بوجودهم بفلسطين وبمنطقتنا العربية بأى شكل من الأشكال.
وأوضح نقيب المحامين أن المنطقة العربية تتهاوى وتضرب فى ليبيا بفتنة وتضرب فى سوريا و العراق بفتنة، وكل هذه الشواهد والقصف والدمار تؤكد أن صراعنا مع العدو وللاستعمار صراع يهدف العدو من خلاله إلى فناء هذه المنطقة، معلناً "إننا لن نتخلى عن فلسطين غير منقوصة وأبناؤنا لن يتركوا فلسطين غير موحدة".
وأضاف عاشور "إننا نتفق مع الشعب الفلسطينى ومع الأمة كلها لأن فلسطين ليست شعارا ونحن لن ننحاز لإسرائيل بأى شكل من الأشكال"، مؤكدا أن فلسطين لن تكون فتحاوية ولن تكون حمساوية إنما ستكون فلسطينية، منوها "إننا يجب أن نتحد مع الحكومة الفلسطينية لاتخاذ التدابير اللازمة من أجل منع إبادة جماعية غير مسبوقة"، قائلا "إننا سننسق مع اتحاد المحامين العرب لجمع كل ما لدينا من إمكانيات وسبل لمنع بقاء السفارة الإسرائيلية".
وقال عاشور ''إننا لا نريد أى علاقات دولية أو إنسانية أو أى علاقات مع العدو"، قائلا ''على الولايات المتحدة أن تدرك أننا لن نستسلم لمخططها ولن نستسلم، ويجب أن تتحد الأمة الإسلامية كلها، لأن الشهيد الذى تم حرقه يقدم الصورة البشعة للعدو الصهيونى كيف يحرقون النساء والآدميين وسيدفع هؤلاء الثمن غاليا''.
ومن جانبه قال محمد صبيح، السفير العربى الفلسطينى الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة فى الجامعة العربية "نحن نتحدث عن غزة والتى داهمها الحصار بالرغم من انعدام الموارد البشرية"، بالإضافة إلى شهداء لا يعدوا والقصف داهم مخيمات اللاجئين ثم أتى هذا العدوان الذى عمد لدق طبول الحرب منذ 3 أشهر، منوها بأن هذه يمكن أن تكون الساعات الأخيرة قبل بدء الإبادة الجماعية من خلال الغارات الإسرائيلية.
وأكد السفير الفلسطينى أن "تلك الغارات تعد عقاب جماعى لكل ما نصت عليه الاتفاقيات والمنظمات الدولية التى تهبط على بيوتنا على مدار الساعة، والتى تثبت أن العدوان الإسرائيلى ما زال يرتكب جرائم فى حق الإنسانية"، واصفا إياها بـ''الدولة القاتلة والعنصرية والوحشية".
وشدد صبيح أن إسرائيل أطاحت بالاتفاقيات الدولية عرض الحائط وما زالت ترتكب جرائم لا تعرفها الإنسانية إنما يعرفها النازية، مستنكرا ما يحدث فى فلسطين المحتلة من انتهاكات جسيمة من خلال تلك الهجمة الشرسة.
ودعا صبيح جميع المؤسسات والأحزاب والنقابات بحتمية تعزيز أشكال التعاون وتشكيل لجنة متابعة مع المؤسسة العربية لحقوق الإنسان ومع الجامعة العربية، وعلينا كمؤسسات أن نقوم بدورنا لقطع علاقتنا معهم فورا متسائلا ''هل أهل غزة يستطيعون الصمود بهذا الشكل؟''.
وشدد صبيح على أن هناك هجمة إسرائيلية وحربًا مفتوحة تشن ضد الشعب الفلسطينى على كل موقع من مواقعه فى القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، لافتا إلى وجود حصار كامل واعتقالات فى كل مكان طالت نواب البرلمان الفلسطينى والوزراء ومحررين فى صفقات سابقة من الأسرى، بالإضافة إلى عمليات القتل بدم بارد لأطفال فلسطينيين فى الضفة وغزة وهدم للبيوت وإتلاف لممتلكات الفلسطينيين وترويع الأسر الفلسطينية ليلا ونهارا من قبل قوات الجيش الإسرائيلى، الذى يفترض فيه أن يلتزم ويحترم اتفاقيات جنيف الثالثة كون إسرائيل دولة احتلال.
وأضاف السفير الفلسطينى أن الجامعة العربية وأمينها العام يجرى اتصالات بجهات كثيرة فى العالم لوقف هذه المجزرة والعدوان الوحشى غير المسبوق من قبل الحكومة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الجامعة العربية تدين بكل شدة هذه الإجراءات وتطالب بإطلاق سراح جميع من اعتقل فى ظل هذه الهجمة البربرية على الشعب الفلسطينى، ومحاسبة المسئولين عن قتل الأبرياء من أطفال ونساء.
كما انتقد صبيح الصمت الدولى تجاه هذه المجازر، مؤكدا أنها ظاهرة سلبية وللأسف نرى كثيرا من الدول والمؤسسات والهيئات لا تقوم بدورها السياسى والأخلاقى فى الدفاع عن حقوق الإنسان، قائلا: "إذا كانت حقوق الشعب الفلسطينى تنتهك بهذه الطريقة فأعتقد أن الشرق الأوسط كله معرض لكثير من المفاجآت".
وطالب صبيح الهيئات ومجالس حقوق الإنسان بالتحرك فورا باتجاه إسرائيل والتفتيش على كل السجون وإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولى.
وكشف طارق إبراهيم، عضو لجنة الحريات بنقابة المحامين، عن قيام اللجنة بالتواصل مع كل القوى السياسية، للإعلان عن آليات لدعم الفلسطينيين فى غزة، ولاتخاذ إجراءات حاسمة على المستوى العربى والدولى تجاه ما يحدث ضد المواطنين الأبرياء فى غزة، حسب تعبيره، مشيرا إلى خطورة تطور الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية فى ضوء الاعتداءات الأخيرة التى تشنها القوات الإسرائيلية على مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وعقب المؤتمر نظم العشرات من شباب المحامين وقفة احتجاجية أمام النقابة؛ تنديدا بالاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، مرددين هتافات بـ''الروح بالدم نفديك يا غزة''، و''غزة غزة أرض العزة''، و''فلسطين عربية.. مش مقاطعة صهيونية''، و''فلسطين عربية مش ولاية أمريكية''.
سامح عاشور خلال المؤتمر العالمى لـ"المحامين" للتنديد بالعدوان الإسرائيلى على غزة: أطالب بطرد سفير تل أبيب من القاهرة.. وتشكيل لجنة تقصى حقائق وتوثيق الجرائم الصهيونية بغزة بمعاونة الجامعة العربية
الأحد، 13 يوليو 2014 12:46 ص