حسن العاصى يكتب: أول الدهشة

الأحد، 13 يوليو 2014 10:13 ص
حسن العاصى  يكتب: أول الدهشة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيّها السديم المتدفّق
اعزفْ على ظمأى
لحن الغرباء
بمقام الجفاف
اعزفْ على القبور
مقام العظام
إن شئت لحن الانتماء
أصلح أوتارك وأكمل
يا أبى ..
المسافة صيف والدروب ماء عارى
قد مرّت خمس غيوم

فى أول الدهشة
ستظل الأشجار على قيد الضوء
تحترق الغربان
فوق أغصان الصفصاف
وزهر الليمون حارق هذا النهار
مسكونة هذه اليقظة بالفراغ
والنهر بياض يضاجع المرايا
خلف هذا السواد المحموم


يا أبى
جنون الموت يسير بلا خفين
يضيق الماء عند كوة الحياة
كعصفور مبلّل بالخوف
يرتعش غبارى
يمتد الغصن فوق جسدى كفناً
أعبر الضفة الأخرى
لا سبيل للهروب
من هذا النبض الموشوم


هذا الوجع صوفىّ النزف
وهذا النصل خبز النبىّ الهارب
تشهر الصلاة قلبها
يفترش ظلّي لون الخطى
ويتبعثر القصيد فوق نحر الموج
على خد الفصول بكت فراشات القمر
دوّن أساطير الدم المسفوك
وهبني الخفق المكلوم


هذا البخار المالح
يجتاح رائحة الصلاة
يمضي الوطن نحو موت يشتهيه
والصغار يجرون خلف الندى
يطلي رؤوسهم التراب
تنتصب الهزيمة وتتطاول
وتمد مخالب تكبّل الرصيف
غيمة غيمة
والثمر مسموم


وحدنا وهذه الساعة الصفراء
نتلاشى فى فراغ المواعيد
والعصافير سحابة
أينعت عش القمر
من منكم رأى قتبلاً
يعانق نصل قاتله
من شاهد المساء يشق
بخار البحر
والأسماء تموت ويتراقص الحنظل
فوق الجراد الملموم

فوق قيد المدى
ترسم الريح فوضى
تسقط الظلال على المرايا
والذاكرة مرثية زرقاء
وفراشات القلب تحترق
على أطراف العزلة
هذه الأجساد مقيّدة
فوق الغبار
والأطراف وقت يهبط ويضيق
بين أنياب الرّحى المغموم


يا أبى
هذا النصل الغائر يرتد
من ضلع إلى ضلع
وتلك المواسم عارية
والبساتين أوراق صفراء
أمعاء المدينة تتساقط
قبور فوق قبور
حتى ضاق بالقبور التراب
وتساقطت عيون الشمس
فوق كل شارع وكل دار
وعلى تلك الكروم





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة