"مع أولادك لا تكونى شديدة التركيز وكونى مستفزة لهم إيجابيا لا سلبيا"، نصيحة يقدمها الدكتور محمود أنور أخصائى الأمراض النفسية، مؤكدا أن الأم التى تكون شديدة التركيز مع أولادها، قد تهدد تجربة تربيتها التربوية كلها بالفشل، وذلك لأنها بالتدريج تصبح إما مستفزة ومتسلطة وغير فاعلة فى حياة أولادها.
ويضيف، الأم تصنع أطفالها، وهى التى تخرج لنا الطفل بطبيعته بسماته الشخصية وتفاصيله، لذا عليها أن تبتعد عن الاقتراب الشديد من أطفالها، بل تتركهم لشأنهم بعض الوقت، وفى بعض الأمور غير الخطيرة، وتتركهم كى يأتون إليها ويقصون عليها حكاياتهم وتجاربهم دون سؤال منها، فهذه الطريق بمثابة عامل جذب، وبالتالى تكون قد نالت ثقتهم ويختارونها "بإرادتهم"، لكى تكون جعبة أسرارهم وحكاياتهم، ويكونون معها على طبيعتهم.
ويقول الخبير النفسى: قربى أطفالك منك قدر الإمكان، اجعليهم يعشقون الجلوس معك، والاقتراب منك، والجلوس فى حواراتك وأثناء حديثك، فلا تستفزى قدراتهم الشيطانية والسيئة، بل استفزى قدراتهم الطيبة وقومى أفعالهم وقولى لهم إن أفعالهم جيدة ولكن عليهم تعديلها بعض الشىء.
وأوضح "د.محمود" أن التعامل الذى يعتمد على القرب بشدة من الأولاد له جوانب سيئة نفسية وتربوية، فالمسافات تحمى العلاقات، وتحمى الجوانب الخاصة، وعلى الأم تجنبها، وتجنب كل ما يؤدى بها إلى أن تكون أما غير فاعلة.
واستطرد "تتحول الأم (ولية الأمر) وصاحبة السلطة على أطفالها، بالتدريج وبالتعامل التربوى القاسى مع أطفالها إلى أم طاردة لأطفالها، ومحقرة من شأنهم، مقللة من قدراتهم وشخصياتهم، ومستفزة لردود أفعالهم غير الجيدة، ولقدراتهم الشريرة، دون أن تدرى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة