الأرجنتين وألمانيا فى نهائى مونديال 2014.. التانجو يقاطع "فيسبوك وتويتر" حفاظاً على التركيز.. ولوف يحرم الماكينات من "المشروبات الكحولية" والزيارات العائلية.. والهدف هو لقب المونديال

تتجه أنظار عُشاق الساحرة المستديرة، فى التاسعة مساء اليوم، الأحد، صوب ملعب "الماراكانا"، بمدينة "ريو دى جانيرو"، الذى يحتضن المباراة المرتقبة التى تجمع بين منتخبى ألمانيا والأرجنتين، فى نهائى بطولة كأس العالم، المقامة حالياً فى البرازيل.

صعد المنتخب الألمانى إلى نهائى المونديال، بعدما حقق فوزاً تاريخياً على نظيره البرازيلى، بسبعة أهداف مقابل هدف واحد، بينما تأهل المنتخب الأرجنتينى إلى المحطة الأخيرة من محطات البطولة، بشق الأنفس بعد فوزه على نظيره الهولندى بنتيجة 4/2 عبر ركلات الترجيح، بعدما انتهى الوقتان الأصلى والإضافى بالتعادل السلبى.

مباراة يتوقع أنها تكون حافلة بالإثارة والمتعة، فى ظل الدوافع التى يمتلكها المنتخبان لتحقيق الفوز وحصد اللقب، خاصة المنتخب الأرجنتينى الذى يرغب فى الثأر من الهزيمة التى تلقاها فى نهائى مونديال 1990 بإيطاليا بهدف دون مقابل.

البداية مع المنتخب الألمانى، الذى يخوض المباراة وسط معنويات عالية، بعدما وجه إنذاراً شديد اللهجة للجميع، بالأطاحة بالمنتخب البرازيلى إلى خارج المونديال، ليؤكد حضوره إلى بلاد السامبا للفوز بالكأس، وتعقد جماهير "المانشافت" الآمال على الثنائى المرعب "ميروسلاف كلوزه، توماس مولر، فى قيادة منتخب ببلادها لتحقيق الفوز ومعانقة اللقب، فى ظل القدرات الفنية والتهديفية الهائلة التى يمتلكها الثنائى.

كما يعول يواكيم لوف، المدير الفنى للمنتخب الألمانى، على "مهارة" مسعود أوزيل و"خبرة" مانويل نوير، فى تحقيق الهدف المنشود، واعتلاء منصة التتويج وحصد اللقب للمرة الأولى منذ 24 عاماً.

فى المقابل، يحظى المنتخب الأرجنتينى بأفضلية نسبية عندما يلتقى اليوم مع ألمانيا، حيث من المنتظر أن يحظى بمؤازرة جماهيرية هائلة فى مدرجات ملعب "الماراكانا"، الأمر الذى يبث روح الحماس للاعبين، لتحقيق الفوز، وتعقد جماهير "التانجو" الآمال على ليونيل ميسى، فى هز شباك المنتخب الألمانى وقيادة منتخب بلاده لحمل كأس العالم، وهو الحلم الذى تنتظره الجماهير منذ عام 1986.

وتحوم الشكوك حول مشاركة آنخيل دى ماريا فى مباراة اليوم، بسبب الإصابة العضلية التى يعانى منها نجم ريال مدريد الإسبانى، والتى أبعدته عن المباراة الماضية أمام هولندا، فى الوقت الذى يعول فيه أليخاندرو سابيلا، المدير الفنى للمنتخب الأرجنتينى على "تألق" الحارس سيرجيو روميرو، و"شجاعة" جونزالو هيجواين فى قيادة منتخب بلاده لحصد اللقب.

ومن المنتظر أن يُطالب سابيلا بالعمل جاهداً على امتلاك خط الوسط، للقضاء على خطورة المنتخب الألمانى، وفرض أسلوب اللعب، مع فرض الرقابة اللصيقة على الثلاثى "توماس مولر، مسعود أوزيل، ميروسلاف كلوزه"، لإيقاف مفاتيح اللعب لدى المنافس، ويخشى سابيلا أن يتأثر للاعبيه بالإرهاق خلال المباراة، بعدما خاض المنتخب الأرجنتينى مباراة شاقة أمام هولندا استمرت لركلات الترجيح، بينما تمتع المنتخب الألمانى بيوم راحة "إضافى"، كما خاض مباراة سهلة نسبياً أمام البرازيل بعدما أنهى مهمته فى الشوط الأول من عمر المباراة التى كانت ولا تزال حديث الأوساط الكروية فى العالم.

واستعدادا لنهائى الحلم، قرر أليخاندرو سابيلا المدير الفنى للمنتخب الأرجنتينى، منع تحدث اللاعبين مع وسائل الإعلام، وعدم الدخول لمواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر"، والتركيز الشديد فى المباراة أمام ألمانيا، وعدم الاستجابة للحرب الكلامية والنفسية من جانب المنافس، بشأن تكرار "سباعية" البرازيل فى اللقاء.

كما طالب المدير الفنى للمنتخب الأرجنتينى، جماهير "التانجو"، بعدم التواجد بمحيط الفندق، لتوفير سبل الراحة اللازمة لنجوم المنتخب، استعداداً لخوض المباراة، والحفاظ على تركيزهم، وعدم تأثرهم بالأجواء الخاصة بنهائى البطولة.

فى المقابل، قرر يواكيم لوف المدير الفنى للمنتخب الألمانى، إقامة التدريبات الأخيرة للمنتخب للماكينات خلف الأسوار المغلقة لضمان السرية، خوفاً من تواجد "جواسيس" للمنتخب الأرجنتينى، الذى يرغب فى التعرف على الاستعدادات الأخيرة لكتيبة "المانشافت" قبل خوض المباراة.

كما قرر يواكيم لوف منع الزيارات العائلية للاعبين خشية فقدان التركيز، وعدم إجراء أية مقابلات أو أحاديث مع وسائل الإعلام، وعدم تناول المشروبات الكحولية.

وكان مشوار الفريقين منذ انطلاق البطولة ملىء بالصعاب، وفى هذا الصدد نرصد مشوار الفريقين نحو نهائى المونديال.

البداية مع المنتخب الأرجنتينى الذى أوقعته القرعة فى المجموعة السادسة، بجانب منتخبات البوسنة ونيجيريا وإيران.

المنتخب الأرجنتينى استهل مشواره بالفوز على البوسنة بهدف نظيف، قبل أن يتكرر السيناريو فى الجولة الثانية لدور المجموعات وذلك على حساب المنتخب الإيرانى، ونجح رفاق ليونيل ميسى فى تحقيق الفوز الثالث على التوالى، وذلك بالتغلب على نيجيريا بثلاثة أهداف مقابل هدفين، فى واحدة من أجمل مباريات المونديال، ليحجز منتخب "التانجو" مقعده فى دور الـ 16، بعدما تصدر جدول ترتيب المجموعة السادسة برصيد 9 نقاط.

نجح المنتخب الأرجنتينى فى تحقيق الفوز على سويسرا بهدف نظيف أحرزه آنخيل دى ماريا، وذلك ضمن مباريات الدور الثانى، قبل أن يتغلب على بلجيكا بنفس النتيجة فى الدور ربع النهائى، وصعد منتخب "التانجو" إلى النهائى بصعوبة بالغة وعبر ركلات الترجيح، على حساب هولندا.

أما المنتخب الألمانى، فقد أوقعته القرعة فى المجموعة السابعة، بجانب منتخبات البرتغال وغانا والولايات المتحدة، واستهل منتخب "المانشافت" مشواره بقوة فى المونديال، بعدما تغلب على البرتغال برباعية نظيفة، قبل أن يسقط فى فخ التعادل الإيجابى 2/2 أمام غانا، واختتم منتخب ألمانيا مشواره فى الدور الأول بالفوز على الولايات المتحدة بهدف نظيف، ليصعد إلى دور الـ16، بعدما تصدر جدول ترتيب المجموعة برصيد 7 نقاط.

التقى منتخب ألمانيا مع الجزائر فى الدور الثانى، وحقق فوزاً صعباً بنتيجة 2/1 بعدما تم اللجوء للأشواط الإضافية، كما تغلب على فرنسا بهدف نظيف فى الدور ربع النهائى، قبل أن يحقق فوزاً تاريخياً على البرازيل "البلد المنظم"، بسبعة أهداف مقابل هدف واحد، فى الدور نصف النهائى، ليحجز مقعده فى المباراة النهائية للمونديال.