على غير عادة أسواق مدينة القدس التى كانت خلال سنوات خلت تعج بالمواطنين والمستهلكين خلال أيام شهر رمضان، بدت حاليًا خاصة أيام العطل الأسبوعية الجمعة والسبت، شبه فارغة من المستهلكين باستثناء التجار وبعض المارة.
وأدت إجراءات إسرائيل، برفضها منح تصاريح لفلسطينيى الضفة الغربية لزيارة إسرائيل، إلى شح المتسوقين، بينما فاقمت الصواريخ التى تطلقها المقاومة الفلسطينية فى غزة، باتجاه المدن الإسرائيلية، من خلو الأسواق، والتزام المواطنين لمنازلهم، ما خلق حالة من الركود والفراغ فى أسواق القدس التجارية.
ودوّت خلال الأيام الماضية، صفارات الإنذار فى مدينة القدس والمستوطنات المحيطة بها، تزامنًا مع اقتراب صواريخ قادمة من غزة، باتجاه المدينة، قبيل أن تعترض القبة الحديدية بعضها، ويسقط بعضها الآخر فى أراض خاوية، ما أثار الرعب لدى سكان المدينة والتزام بيوتهم.
وكما كانت ساحات الحرم القدسى والمسجد الأقصى شبه فارغة من المصلين، كان الأمر كذلك على أسواق المدينة، التى تعشّم تجارها على استعادة السوق جزء من حيويته خلال الشهر، بملء محالهم التجارية والأرصفة بالبضائع والسلع.
"فرمضان الموسم الحالى يتيم بكل ما فيه خير"، يقول أحمد شوامرة من مخيم قلنديا، والذى اعتاد كل عام على تنظيم حركة مرور المواطنين داخل أسواق البلدة القديمة فى القدس، بسبب الأزمة التى تعيشها فى هذه الأوقات من السنوات الماضية.
وباستثناء بعض السكان المقدسيين الذى جاءوا لأسواق المدينة، لشراء حاجتهم من بضائع وسلع أساسية، اليوم السبت، إلا أن السوق لم يشهد تواجدًا لسكان الضفة، الذى اعتادوا الدخول إلى المدينة وأسواقها، بأعداد كبيرة.
ورفضت إسرائيل خلال شهر رمضان الحالى، منح تصاريح زيارة لفلسطينيى الضفة الغربية، لزيارة إسرائيل ومدنها، فى أعقاب اختفاء ثلاثة مستوطنين والعثور عليهم مقتولين فى مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية قبل أسبوعين، الأمر الذى أسهم فى حالة الفراغ التى تعيشها الأسواق العربية فى إسرائيل بشكل عام.
ولم يجد التاجر عبد الكريم النتشة، فى سوق العطارين بالبلدة القديمة فى القدس، إلا إعادة بضائعه التى رتبها منذ ساعات الصباح خارج محله التجارى، إلى مكانها على الرفوف، بعد أن لاحظ أن حركة السوق شبه ميتة، حتى من سكان القدس.
وبحسب لقاءات متفرقة لمراسل وكالة "الأناضول" مع تجار مقدسيين فى البلدة القديمة للمدينة، فإن متوسط البيع لديهم خلال أيام الجُمع خلال رمضان الفائت على سبيل المثال تتعدى 10000 شيكل (3000 دولار) لكل جمعة، "بينما لم تتجاوز المبيعات مبلغ 1000 شيكل (300 دولار) فى الوقت الحالي"، يقول أحد التجار.
ويشكل الاقتصاد المقدسى من إجمالى الاقتصاد الفلسطينى، بحسب حديث لمراسل الأناضول مع اقتصاديين خلال لقاءات سابقة، نحو 15٪، إلا أن الإجراءات الإسرائيلية والضرائب التى تفرضها على التجار، دفعت اقتصاد المدينة إلى الوراء لأقل من 9٪.
ويعد شهر رمضان، بحسب عبد الكريم النتشة، موسمًا لإعادة الحياة إلى السوق، ورافدًا مهمًا للتجار لتعديل أوتار البيع خلال العام، "نحن نحتاج مستهلكين جددًا حتى تعود القوة الشرائية كما كانت خلال تسعينات القرن الماضى".
وأبدى التجار تخوفاتهم من أن تكون الأيام القادمة من شهر رمضان، كاليوم، حيث لا مستهلكين ولا حركة تجارية، ما يجعل تجارتهم تلزم رفوف محالهم، الأمر الذى يكبدهم خسائر طائلة.
أسواق القدس التجارية فارغة بسبب التضييق الإسرائيلى والحرب على غزة
الأحد، 13 يوليو 2014 02:08 ص