كاتب أمريكى يرصد 4 مغالطات حول العدوان الإسرائيلى على غزة.. فشل "كيرى" فى إحياء عملية السلام.. والاعتقاد بإمكانية حل أزمة القطاع عسكريًا.. والقول بقرب انتفاضة ثالثة..وقدرة إدارة أوباما على وقف الغارات

رصد الكاتب الأمريكى آرون ديفيد ميلر، الخبير فى المفاوضات، أربع مغالطات، قال إنها تحتاج إلى تصويب حول الصراع الذى يبدو لا نهائيا بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

واستهل "ميلر"، مقالا أوردته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بالحديث عن أول مغالطة، المتمثلة فى "فشل وزير الخارجية جون كيرى الذى أفضى إلى الأزمة"، لافتا إلى أن فشله أو نجاحه فى إحياء عملية السلام، لا يمت بصلة إلى حادث اختطاف وقتل ثلاثة فتية إسرائيليين على يد فلسطينيين، ولا إلى ما استتبعه ذلك من تعذيب وقتل لفتى فلسطينى على أيدى متطرفين إسرائيليين.

ونوّه الخبير فى المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلى أن مساعى كيرى فشلت لعدم قدرة أو رغبة بنيامين نتانياهو ومحمود عباس فى التوصل لاتفاق، بشأن نقاط مهمة مثل كيفية تقسيم القدس وقضية اللاجئين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن المغالطة الثانية هى أن "أزمة غزة لها حل عسكرى"، ورصدا مطالبات الكثير من الساسة الإسرائليين لنتانياهو بضرورة إعادة الجيش الإسرائيلى احتلال غزة وتدمير حركة حماس، مشيرا فى نفس الوقت إلى أن الإسرائليين والفلسطينيين يعرفون من تجارب سابقة فى 2008-2009، و2012 أن هذا ليس الحل.

وأوضح "ميلر"، أن إسرائيل ليست مستعدة لدفع الثمن السياسى أو الاقتصادى أو السيكولوجى، الذى يتطلبه احتلال غزة أو شن اجتياح عسكرى مكثف لتدمير حماس كمنظمة، مؤكدا أنه لا توجد حلول أخرى، لا شىء غير مخرج آخر تنعم إسرائيل بموجبه على درجة من الهدوء المؤقت، لكن من دون إبادة صواريخ حماس.

وأضاف الخبير فى المفاوضات، أن المغالطة الثالثة هى أننا "على وشك أن نشهد انتفاضة ثالثة"، موضحا أن وتيرة العنف فى الضفة الغربية وغزة قد تتصاعد، لا سيما إذا شهدت معدلات وفيات المدنيين فى غزة ارتفاعا دراماتيكيا.

ورأى "ميلر"، أن الهدوء فى الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين على مدار السنوات الأخيرة، أسهم بشكل كبير فى تضخيم موجة العنف الراهنة، ما دفع كثيرا من المراقبين إلى القول بأننا على وشك انتفاضة ثالثة.

وقال الخبير فى المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إن الشعب الفلسطينى عانى كثيرا من الانتفاضة الأخيرة التى لم تجلب إلا الكوارث على الصعيدين السياسى والاقتصادى، على حد قوله، لافتا إلى أن نتائج استطلاعات للرأى أجريت مطلع الشهر الماضى أشارت إلى أن الفلسطينيين يركزون اهتمامهم على الاقتصاد أكثر من الاحتجاج.

وأضاف "ميلر"، أن استمرار توجيه صواريخ حماس بعيدة المدى إلى تل أبيب والقدس، قد يسفر عن توسيع دائرة للصراع، لافتا إلى أن ذلك عكس رغبة نتانياهو.

وفيما كانت المغالطة الرابعة والأخيرة بحسب ميلر، هى أن "واشنطن تستطيع وينبغى عليها إنهاء الأزمة"، لافتا إلى انتقاد السيناتور الجمهورى جون ماكين، لإدارة أوباما على عدم القفز وسط أزمة غزة.

ورأى "ميلر"، أن واشنطن تفتقر فى الوقت الراهن إلى الأسباب الرئيسية للتدخل الناجح، مشيرا إلى أن آخر ما تحتاجه الولايات المتحدة هو تقوية حماس مقابل إضعاف جانب عباس، عبر التعاطى مباشرة مع الحركة، لا سيما فى غياب استعداد مصرى أو تركى لإقناعها بالتراجع، مشددا على أنه لا حماس ولا إسرائيل مستعدة حاليا لإنهاء العنف.