سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 12 يوليو 1882.. الإنجليز يحرقون الإسكندرية لاحتلال مصر.. والخديو توفيق: "كل ذلك يقع على رأس عرابى ورأس ولاد الكلب الفلاحين"

السبت، 12 يوليو 2014 07:47 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 12 يوليو 1882.. الإنجليز يحرقون الإسكندرية لاحتلال مصر.. والخديو توفيق: "كل ذلك يقع على رأس عرابى ورأس ولاد الكلب الفلاحين" الخديو توفيق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"سأل أحد الأميرالات الذين فى معية الخديو توفيق: "ما مصير الإسكندرية لو ضربها الإنجليز؟"، فأجاب الخديو: "ستين سنة وهز كتفيه، فقال الضابط: "لكن السكان سيحرقونها، فأرجو أن تتوسط لدى الأميرال "سيمور"، والوقت لم يزل يسمح بذلك، استدع ذو الفقار ومره أن يحافظ على المدينة فعنده من الرجال الكفاية"، فأجاب الخديو: "فلتحرق المدينة جميعها ولا يبق فيها طوبة على طوبة، حرب بحرب، كل ذلك يقع على رأس عرابى وعلى رأس ولاد الكلب الفلاحين، وسيذوق الأوروبيون الملاعين عاقبة هروبهم مثل الأرانب "الواقعة يرويها الشيخ الإمام محمد عبده فى مذكراته التى حققها الكاتب طاهر الطناحى، وتتعلق بضرب الإسكندرية من الأسطول الإنجليزى فى الساعة السابعة والنصف صباح يوم 11 يوليو 1882 والذى قاد إلى احتلالهم لمصر.

يروى "أحمد عرابى" وقائع هذا اليوم فى مذكراته، مشيرا إلى أن القتال استمر بين الإنجليز والجيش المصرى إلى قبيل الغروب، ويقول إن مقذوفات المدافع بحوزة المصريين لم تكن تصل إلى المراكب الإنجليزية المتواجدة فى البحر وهى توجه نيرانها إلى الإسكندرية، ويضيف أنه فى أثناء القتال تطوع كثير من الرجال والنساء فى خدمة المجاهدين ومساعدتهم فى تقديم الذخائر، وإعطائهم الماء، وحمل الجرحى منهم، وتضميد جراحهم ونقلهم إلى المستشفيات، واستشهد مائة رجل وامرأتان من المتطوعات.

اجتمع الخديو والنظار ورئيس مجلس النواب فى المساء، وتقرر أنه فى حالة معاودة الضرب فى اليوم التالى "مثل هذا اليوم 12 يوليو 1882"، يتم رفع الراية البيضاء علامة لإعادة الصلات الودية مع الأميرال سيمور "قائد الأسطول البريطانى"، وكانت الفكرة تنم عن نوايا طيبة من "عرابى" ورجاله، وتواطؤ من الخديو، فالأسطول الإنجليزى كان يقود معركته لغرض الاحتلال وليس مجرد "حرب" تأديبية يتلوها هدنة، ولهذا تجدد الضرب يوم 12 يوليو، ولما رفعت الراية البيضاء، لم يتراجع وأصر على مواصلة ضرب المدينة وحرقها لتنفيذ مخططه الأكبر.

يرسم الشيخ محمد عبده صورة مأساوية فى مذكراته عما حدث يوم 12 يوليو، مشيرا إلى احتراق المدينة، وإصابة الإسبتالية "المسشتفى" وهروب المرضى والجرحى وكان عليها علم الهلال الأحمر ويقول: "دخل أولاد على للنهب، أما الهاربون فكانوا كالأعاصير أو كما انكسر سده فاندلق، يتصل بعضهم ببعض مزدحمين متراكمين، فى حالة عقلية أشبه بالجنون، سائقين أمامهم أو حاملين على ظهورهم ما خف حمله من أمتعتهم، حيوان، أثاث ضئيل، ثياب رثة حتى بعض المفروشات التى لا قيمة لها".

يضيف محمد عبده: "كان الحر شديدا وغيم من الغبار سد الأفق، وأظلم الجو، نساء يبحثن عن أولادهن، يتشاجرن بعضهن مع بعض، يتضاربن، فى اختلاط لا يمكن التعبير عنه، عربات بلا عجل استعملت مساكن، عربات من كل نوع بعضها ساقط فى المحمودية، بعضها مقلوب، بعضها بخيل، وبعضها بغير خيل، روائح شى اللحم، صياح على المارة: "الخبز الخبز".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة