زعيم سيليكا بأفريقيا الوسطى يعزو أعمال القتل لـ"جماعات لا تحب بلدها أو شعبها"

السبت، 12 يوليو 2014 12:35 م
زعيم سيليكا بأفريقيا الوسطى يعزو أعمال القتل لـ"جماعات لا تحب بلدها أو شعبها" صورة أرشيفية
بانجى (د ب ا)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلن عبدالله ياسين زعيم منظمة "سيليكا " الإسلامية المتمردة عزمه مواصلة النضال المسلح فى جمهورية أفريقيا الوسطى، طالما استمرت معاناة القطاع الشمالى من البلاد ، حيث تعيش أغلبية مسلمة من السكان ، من التهميش.

وكانت منظمة سيليكا قد أطاحت بالرئيس فرانسوا بوزيزى وهو مسيحى فى مارس 2013، وتريد هذه الحركة المتمردة الآن أن تحول نفسها إلى حزب سياسى والمشاركة فى الانتخابات القادمة، المقرر بشكل مبدئى إجراؤها فى شباط/فبراير المقبل، وإلى أن يتم ذلك ترفض المنظمة التى تساندها قوات مرتزقة من دول مجاورة ألقاء السلاح.

وقال ياسين فى مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) " إننا قتلنا وانتهكنا القانون، ولكن ذلك صار جزءا من الماضى ".

وردا على سؤال حول مبررات التمرد الذى اتسم بالعنف من جانب سيليكا قال ياسين إن المواطنين فى المنطقة الشمالية من جمهورية أفريقيا الوسطى يعانون من التهميش، وكان النفوذ السياسى فى البلاد يتركز دائما فى المنطقة الجنوبية، وأشار إلى أنه على سبيل المثال ينحدر من بلدة نيدلى بالمنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، ويعيش بالبلدة 40 ألف شخص ومع ذلك لا تزال تبدو كقرية ريفية، فلا يوجد بها مدارس أو مستشفيات أو أجهزة حكومة محلية أو شرطة أو بنية تحتية أو طرق، وفى موسم الأمطار الموسمية لا يمكن لوسائل المواصلات أن تصل إلى المنطقة وحينئذ تصبح معزولة تماما.

وأوضح ردا على سؤال حول السبب فى تبنى التمرد بدلا من البحث عن حل سياسى للمشكلات، أن السكان طالبوا بحقوقهم، ولكنهم لجأوا للسلاح عندما لم تستجب الحكومة لمطالبهم، وفى البداية جاء ميشيل جوتوديا - زعيم التمرد السابق والذى أصبح بعد ذلك الرئيس المؤقت للجمهورية - من المنفى ليشكل حركة سيليكا وأثار ضجة، وطالب بالمشاركة فى الحكومة وتفاوض مع الرئيس السابق فرانسوا بوزيزي، غير أن تراجع بوزيزى عن تنفيذ الاتفاق أدى إلى بدء التمرد، واستأجرنا مرتزقة من تشاد والسودان والكونغو، وكان هدفنا الإطاحة بالرئيس بوزيزي، وهذه الأزمة لم تأت كمفاجأة، بل إننا صنعناها.

وقال ياسين "إننا نريد تحقيق المساواة بين الشمال والجنوب فى الخدمات، وأن تتاح الفرصة للجميع للمشاركة فى الحكومة بشكل متساو، مع كفالة حرية التحرك لجميع المسلمين، ونريد أيضا وضع دستور جديد للبلاد بشكل عاجل، وسنؤكد فى هذا الدستور على عدم السماح بتهميش الشمال.

وحول ما إذا كان قتل آلاف الأشخاص منذ ديسمبر 2012 له ما يبرره، أوضح إن القتل لم يكن هدف سكان الشمال، وكما ترون فهناك دائما جماعات لا تحب بلدها أو شعبها، كما توجد عصابات كثيرة فى جمهورية أفريقيا الوسطى حاليا، وصار سكان البلاد يمتلكون السلاح ويفعلون ما يريدونه، ونحن فقدنا السيطرة على الوضع، وأعمال هؤلاء الذين يحملون السلاح ليست مقبولة، ولا يريد أحد أن يتحمل المسئولية.

وقال ياسين ردا على سؤال حول ما الذى تعلمه بعد مرور 18 شهرا من الصراع الذى يسوده العنف، إن كل ما نطلبه هو وقف العنف، فنحن جميعا أبناء وطن واحد بغض النظر عن الاختلاف فى الديانة، نحن مارسنا القتل والاغتيال وانتهاك القانون ولكن ما حدث قد حدث وصار صفحة من الماضي، ونحن الآن أدركنا ما فعلناه، والثورة لا تموت أبدا غير أن الأوضاع تغيرت الآن.

وحول كيفية إقرار العدالة خاصة وأنه كان هناك إفلات من العقاب منذ بداية الأزمة قال "إننا نريد أولا أن نركز على إعادة الاستقرار إلى البلاد وعلى الأمن، وقد يستغرق الأمر سنوات إلى أن يتم إلقاء السلاح من جانب كل فرد، ونحن لا نمتلك فى الوقت الحالى المال أو الوقت اللازمين لإقرار العدالة، ويمكننا تأجيل ذلك إلى وقت لاحق، ونحن نعرف كل شخص شارك فى الصراع العنيف وما فعله بالضبط، ولكننا نريد أولا بناء الثقة، ويتعين علينا أن نوقف العنف وإجراء حوار بيننا، واعتقد أن تحقيق المصالحة ممكن".

وعما إذا كان المتمردون من سيليكا الذين يسيطرون حاليا على أجزاء كبيرة من الشمال خاضعين لسيطرته، قال "إنه توجد مجموعات تدعى أنها تنتمى إلى سيليكا وهذا غير صحيح، ولدى منظمة سيليكا الحقيقية 2731 مقاتلا مرابطين داخل ثلاث ثكنات فى العاصمة بانجي، ونحن لم نهاجم أى هدف أو شخص منذ الخامس من ديسمبر 2013، ونحن كنا ندافع عن أنفسنا ولكن لم نبادر بالهجوم، وجميع الهجمات التى وقعت منذ ذلك الحين كانت من تدبير أفراد لا يشكلون جزءا من حركتنا، وسيليكا الحقيقية تعاونت سياسيا وعسكريا مع الحكومة الانتقالية ومع المجتمع الدولى.

وردا على سؤال عما إذا كان منظمته تجرى أيضا محادثات مع حركة " أنتى بالاكا " المسيحية المتمردة والذى يعنى اسمها باللغة المحلية " ضد السيف "، أقر ياسين بأن منظمته تجرى مباحثات مع هذه الحركة، وقال إنها لا تجرى مفاوضات وإنما تقدم مطالب.

وعما إذا كان يشعر بالرضا إزاء الرئيسة المؤقتة كاثرين سامبا بانزا، أعرب عن عدم رضا منظمته عن أداء سامبا بانزا لأنه لم يسفر عن نتائج، وقال إنها لم تتخذ أية قرارات وليس لديها حكومة تؤدى مهامها، كما أعرب عن عدم ثقته فى الرئيسة المؤقتة حيث وصفها بأنها غير شرعية، موضحا أنه عندما تم انتخابها لم يكن هناك فى العاصمة سوى بضع مئات من الناخبين، أما جميع السكان الآخرين فقد نزحوا بسبب أعمال العنف، وأكد أنه لا يمكن استناد الانتخابات إلى وضع كهذا، وطالب بأن يحل محلها رئيس آخر.

وردا على سؤال حول احتمال الالتزام بموعد إجراء الانتخابات المبدئى فى فبراير المقبل، أعرب ياسين عن اعتقاده بأنه لن يكون من الممكن إجراء الانتخابات فى هذا الموعد، وقال إننا نحتاج أولا إلى تحقيق الأمن وإعادة بناء البلاد، وهناك حاجة إلى عودة مئات الآلاف من اللاجئين ومعظمهم من المسلمين إلى ديارهم، أما الانتخابات فلا تحتل الأولوية بالنسبة لنا.

وأكد ياسين فى رده على سؤال عما إذا كان يعتمد على مساعدة المجتمع الدولى لحل الأزمة أنه يجب أن يأتى الحل من شعبنا وليس من الخارج، وقال إن المجتمع الدولى يتسم بالأنانية، وهو يحب الأفراد الذين يمكن أن يتلاعب بهم حتى يمكن أن يحقق مصالحه، والشيء الوحيد الذى أحرص عليه هو حياة أبناء أفريقيا الوسطى، وأنا أعمل لصالح بلدى ولتحقيق مصالح شعبي، ولا ألقى بالا على الإطلاق لأى شيء آخر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة