القضاء الإدارى: لا يجوز للحركات السياسية التدخل فى شئون الوظائف العامة

السبت، 12 يوليو 2014 11:31 ص
القضاء الإدارى: لا يجوز للحركات السياسية التدخل فى شئون الوظائف العامة صورة ارشيفية
كفر الشيخ – محمد سليمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قضت محكمة القضاء الإدارى بكفر الشيخ برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، ورئيس المحكمة بوقف تنفيذ قرار وكيل أول الوزارة السكرتير العام لمحافظة كفر الشيخ فيما تضمنه من إقالة الدكتور أحمد ضياء الدين أبو خوات من منصب مدير الإدارة الصحية بسيدى سالم والإعلان عن شغل تلك الوظيفة .

كما قضت المحكمة بوقف تنفيذ قرار وكيلة وزارة الصحة بتعيين دكتور آخر غير المدعى وما يترتب على القرارين من آثار أخصها تمكين الجهة الإدارية للمدعى باستلام عمله مديرا لتلك الإدارة وأمرت بتنفيذ الحكم بمسودته بغير إعلان وألزمت الإدارة بالمصروفات.

وقالت المحكمة إن لجنة القيادات قد اختارت المدعى مديرا للإدارة الصحية بسيدى سالم باعتباره أفضل العناصر وبعد أن استلم عمله بساعتين فوجئ بإقالته بسبب اعتراض إحدى الحركات السياسية ونقابة الفلاحين عليه ثم أصدرت المحكمة حكما لصالح المدعى بوقف تنفيذ قرار وكيلة وزارة الصحة بكفر الشيخ بتعيين شخص آخر غيره باعتبار أنه ما كان يجب على وكيلة الوزارة أن تنصاع لتدخل حركة سياسية فى الشأن الوظيفى، ثم ما لبث أن تسلم عمله تنفيذا للحكم وبعد أقل من شهرين تمت إقالته مرة أخرى بقرارين من كل من السكرتير العام للمحافظة بتفويض من المحافظ ومن وكيلة الوزارة بتفويض من المحافظ أيضا، بحجة أنه أخفى فى بيان حالته الوظيفية توقيع جزاء يوم من راتبه وبسبب انصرافه من عمله قبل الموعد المقرر.

وأكدت المحكمة فى حكمها التاريخى أن للحركات السياسية ومنظمات المجتمع المدنى دور لتمكين المواطنين من المشاركة والانخراط فى تحسين مستواهم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا باعتبارهم شركاء فى عملية التنمية وأن دور الحركات السياسية ومنظمات المجتمع المدنى فى هذا الشأن فى الكفاح مع الشعوب لتكوين رأى عام مستنير ليكون الضمان الفعال لحقوق الإنسان لحمل الحكومات على احترام الحريات والحقوق وهو ما يؤدى إلى التلاحم بين الشعب والقيادة فى المشاركة الإيجابية لتحقيق التقدم والرخاء, إلا أن دور الحركات السياسية ومنظمات المجتمع المدنى يقف فى كل الأحوال على حدود القانون وعدم التغول عليه أو الانتقاص منه مما لا يجوز معه على تلك الحركات التدخل فى شئون الوظائف العامة أو التأثير على سير المرافق العامة على وجه معين أو النيل من انتظامها باضطراد أو الوساطة فى تعيين البعض دون الآخر، فحينئذ تكون قد خرجت عن دورها المرسوم لها قانونا ويمثل تدخلها افتئاتا على حقوق الآخرين وتغولا على ممارسة سلطات الدولة لاختصاصاتها الدستورية والقانونية.

وذكرت المحكمة أن الجهة الإدارية هى التى تستخرج بيانات الحالة الوظيفية للعاملين من واقع ملفات خدمتهم باعتبارها الوعاء الطبيعى للحياة الوظيفية وهى المسئولة عن ذلك ولا يجوز للسكرتير العام للمحافظة أن يلغى من تلقاء نفسه كافة الإجراءات التى اختير على أساسها المدعى نيلا من حجية الحكم الصادر لصالحه ولا أن يحل نفسه محل القضاء بل كان يجب عليه اتباع الإجراءات السليمة, فالوظيفة العامة ليست محلا للعبث .







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة