مشروع مصر القومى

حقا هذا الشعب لم يجد من "يحنو" عليه، لأنه لم يجد المشروع القومى الذى يلتف حوله فيحقق له ما يربو إليه. لذلك كان لزاما علينا أن نطرح الأفكار والرؤى التى تمكنه من تحقيق آماله وأحلام أبنائه نحو غد أفضل. وهذا لن يتم إلا عن طريق مشروع قومى كبير يلتف حوله الشعب المصرى بأكمله حتى يكون بمثابة الشرارة الأولى للتحرك إلى الأمام نحو تحقيق أهدافه فى التنمية والتقدم والنهضة.

هذا المشروع القومى يكون راسخا فى وجدان الشعب المصرى بكافة فئاته فتتولد لديهم رغبة فى التحمل والتضحية وبذل الغالى والنفيس من أجل تحقيقه وجنى ثماره ويجعلهم لا يقفون عند صغار الأمور اليومية _كما يحدث الآن _لأن الهدف أغلى وأثمن .كما كان السد العالى راسخا فى وجدان كل المصريين فحققوا ما تمنوا وتركوا للأجيال التالية لهم ما أصبح مصدر فخر وعز لهم.
والمشروعات التى يمكن أن تكون مشروعا قوميا كثيرة منها مشروع تنمية سيناء وإن كنا نقترح أن يكون مشروع تنمية قناة السويس هو المشروع القومى الذى يلتف حوله الشعب المصرى، ويتم التحرك من قبل الدولة بكافة أجهزتها لجعل قناة السويس منطقة خدمات لكافة السفن وأن تمتد كذلك إلى ميناء سفاجا حتى تصبح مصدر تنمية لكافة المحافظات وبالتحديد بعد التعديل الذى سوف يتم على الحدود الجغرافية للمحافظات فيجعل لكل محافظة جزء على البحر الأحمر هذا من ناحية أولى .ومن ناحية أخرى يتم بناء المشروعات الضخمة الخاصة بإصلاح أو بناء أو تجديد السفن وغيرها من الخدمات الأخرى. وأنا لست بصدد ذكر للخدمات المقدمة بقدر ما تهمنى الفكرة وبعد ذلك يحدد المختص الخدمات التى يمكن أن تقدم.

لا شك أن محور قناة السويس لو أحسنا فعلا استخدامه وأصبح مشروع مصر القومى الذى يلتف حوله المصريون، يمكن أن يرفع الدخل النتاتج من قناة السويس من حوالى (6 مليارات دولار) الآن الى ما يقرب من (100 مليار دولار ) نتيجة الخدمات والمشروعات العملاقة المقدمة للسفن. وهذا بخلاف العمالة المستخدمة فى المشروعات بمئات آلاف من الشباب المصرى العاطل الذى لا يجد من يحنو عليه.

لا أخفى عليكم أن الشعب المصرى الآن فى أشد الحاجة إلى مشروع قومى يلتف حوله يجنى ثماره فى وقت قريب بدلا من الإنفاق فى مجالات شتى تؤدى إلى تبخر الميزانية كل عام دون جدوى.

الفرصة متاحة الآن أمام السادة المسئولين فى الدولة ليضعوا أنفسهم فى المقدمة _ فقط لأنهم متخذو القرار_ والشعب المصرى كله معهم فى خندق التنمية والعمل والابتعاد عن مجال الشعارات والسفاهات، ولن يكون ذلك إلا من خلال مشروع قومى يلتف حوله كل المصريين.. لتكن البداية بمشروع قناة السويس.. حمى الله مصر وشعبها.