طرح المحلل العسكرى الإسرائيلى رون بن يشاي، سؤالين متعلقين بالعملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة؛ حول المدة الزمنية التى ستستغرقها تلك العملية، وما إذا كان من الضرورى توجيه غزو برى إلى القطاع الذى تديره حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وبدأ بن يشاى - فى سياق مقال رأى له أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، على موقعها الإلكترونى اليوم الجمعة - فى رصد أهداف الجيش الإسرائيلى جراء هجماته على قطاع غزة، حيث قال "يحاول الجيش الإسرائيلى حاليا أن يلحق الضرر بأنظمة إطلاق الصواريخ فى غزة بحيث يقلل قدرتها إلى الحد الأدنى، كما يحاول تقليل دافع النشطاء هناك على مواصلة القتال".
واستبعد المحلل العسكرى أن ترفع "حماس" الراية البيضاء وتعلن استسلامها فى مواجهة الهجمات الإسرائيلية، بل توقع أن توقف الحركة إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتطلب من مصر التوسط من أجل حل الأزمة؛ وهو الأمر الذى من شأنه أن يسمح لإسرائيل أن تعلن تحقيق ما شرعت فى القيام به.
وأوضح بن يشاى أن تحقيق تلك الأهداف لن يتم بسرعة، مشيرا إلى أن سكان غزة لديهم القدرة على تحمل المعاناة والدمار أكبر بكثير من صبر الإسرائيليين على قبول تعطل الحياة اليومية لديهم.
وطالب بن يشاى بتطبيق طريقة قتالية أثبتت فعالية من قبل؛ ألا وهى "عمليات القتل المستهدف"، لافتا إلى أنه إذا تم تنفيذ تلك الطريقة بشكل مكثف وناجح فى مدى زمنى قصير، سيكون لها تأثير سلبى للغاية على المقاتلين فى قطاع غزة..حيث تم تطبيق هذه الطريقة خلال الانتفاضة الثانية وقبلها، وفى هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار على تنظيم القاعدة.
وأعرب عن صعوبة استهداف العناصر البارزة فى "حماس"، نظرا لأن كبار مسئولى حركتى "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، يتواجدون فى مخابيء تحت الأرض، ومن غير المرجح أن تطالهم الهجمات بنسبة كبيرة، وهو ما لا يساهم فى إنهاء الحرب بشكل سريع، على حد قوله.
ودعا المحلل العسكرى الإسرائيلى إلى ضرورة توجيه غزو برى إلى قطاع غزة، الأمر الذى من شأنه أن يقلق مسئولى حماس خلال تواجدهم فى الأماكن التى يختبؤن بها، كما أنه من خلال الغزو البري، يمكن الوصول إلى أنظمة إطلاق الصواريخ بطريقة أكثر انتظاما.
وأشار إلى ضرورة أن تكون الفرق القتالية المرسلة إلى غزة، مدرعة بشكل كامل، ويكون لكل فرقة مهمة محددة.. لافتا إلى أنه إذ لم يتم توفير ذلك، فلا ينبغى إرسال قوات برية إلى غزة.
وأكد بن يشاى ضرورة أن لا تطول مدة عملية الغزو البرى أو تستمر أسابيع كثيرة، لأن ذلك، من وجهة نظره، سيعطى الجانب الآخر (غزة) الفرصة للتعافى وإلحاق الضرر بالجنود الإسرائيليين.
صورة أرشيفية
