غزة تئن ونحن نحلل التوافه

الجمعة، 11 يوليو 2014 07:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس لدى شك فى أن حركة حماس مازالت تسىء إدارة قطاع غزة، وأنها السبب فى الكثير من المشاكل التى يواجهها الفلسطينيون الذين دفعهم قدرهم المحتوم ليتواجدوا تحت حكم هذه الحركة الإخوانية، لكن فى المقابل علينا أن نعترف بأن فلسطين ليست حماس، حتى وإن كانت حماس هى المسيطرة على القطاع، وعلينا أن نتعامل بمنطق الحيدة ونصرة المظلومين. وهذا المنطق يؤكد من وجهة نظرى المتواضعة، أن تحفظنا على الحركة يجب ألا يدعونا أبدًا لكى نخذل هذا الشعب الأبىّ فى الدفاع عن مطالبه المشروعة فى وجه الاحتلال الإسرائيلى الغاشم.

أخطأت حماس لكنه خطأ حركة لا يجب أن نعممه على الشعب.. نعم اختار قياداتها النضال من داخل فنادق الدوحة الفخمة، لكن ينبغى ألا ننسى أن هناك آلاف الفلسطينيين الذين يئنون من العذاب كل يوم دون أن يجدوا آذانًا صاغية لهم ولمعاناتهم، فهذا الشعب ليس ذنبه أن حركتى فتح وحماس مازالتا تنظران إلى مصالحهما الضيقة دون مراعاة لحقوق شعبهما.

أقول ذلك بسبب ما أراه من تقاعس عربى تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القطاع منذ بداية الأسبوع الماضى، وكأننا ارتضينا أن نعاقب فلسطينيى القطاع لذنب لم يقترفوه، وهو أن حماس تسيطر عليهم، نعاقبهم بصمتها على ما تفعله إسرائيل من عربدة مستمرة أمام أعيننا، وللأسف كانت أعيننا معلقة فى اتجاه آخر.. كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف القطاع ونحن حائرون فى أسباب الهزيمة الثقيلة التى مُنى بها المنتخب البرازيلى أمام ألمانيا بسبعة أهداف مقابل هدف فى قبل نهائى كأس العالم.. حللنا المباراة ونتيجتها وتركنا إسرائيل تستبيح الفلسطينيين.

فقبل عدة أيام كتبت مقالًا دعوت فيه إلى تكفين هذا الجسد العربى المترهل المسمى بجامعة الدول العربية، ورغم اعتراض الكثيرين على ما كتبته، فإن ما يحدث فى غزة أكد ما قلته، فالجامعة وأمينها العام وكأنهم يعيشون فى جزر منعزلة عن عالمنا العربى، فلم يكلفوا أنفسهم حتى إلى الدعوة لعقد اجتماع طارئ للجامعة، وكل ما استطاع الأمين العام للجامعة أن يفعله هو إصدار بيان صحفى يطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته، دون أن يوضح «العربى» هل قام هو وجامعته العربية بمسؤوليته أم لا قبل أن يطلب المجتمع الدولى بالتحرك.

ولن أجد أفضل مما قاله وزير الخارجية‪،‬ سامح شكرى، أمس، أمام الاجتماع الاستثنائى للجنة التنفيذية لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى، لبحث الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة المنعقد بجدة، حينما طالب بالبحث عن «الآفاق الممكنة لتقديم يد العون لأشقائنا فى فلسطين فى مواجهة التصعيد الإسرائيلى، والذى بلغ مستويات شديدة الخطورة أسفرت عن استشهاد وإصابة واعتقال المئات من أبناء فلسطين حتى الآن فى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية».

إن التصعيد الإسرائيلى العسكرى الراهن فى غزة، وما ترتب عليه من إزهاق لأرواح المدنيين من الأطفال والنساء والرجال، إنما يمثل استمرارًا للسياسات القمعية والعقاب الجماعى التى تهدف إلى إخضاع الشعب الفلسطينى لإرادة سلطة الاحتلال، ولن تتراجع هذه السياسة القمعية إلا حينما يفيق العرب من غفلتهم، لأننا لن نستطيع أن نقنع المجتمع الدولى بأن يقف لنصرة قضايانا طالما نحن عنها غافلون.

نحن أمام وضع عربى للأسف مهترئ، فمؤسسته التى من المفترض أن تدافع عنه وصلت من العمر عتيا، ولم تفلح معها المنشطات أو حبوب التقوية، حتى نحن كشعوب عربية فشلنا فى تحديد هدفنا، فصرنا نتعلق بتوافه الأمور وتركنا الجد منها.. تركنا قضايانا الاستراتيجية وارتبطنا بكأس العالم والمسلسلات المليئة بالعرى، وأصبح كل حديثنا منصبًا على الإعلانات الجديدة، دون أن نراعى مشاعر إخواننا الذين لم يشعروا حتى الآن بلذة شهر رمضان الكريم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة