شريف عصام البدالى يكتب: رشيد.. زهرة النيل الحائرة

الجمعة، 11 يوليو 2014 08:07 م
شريف عصام البدالى يكتب: رشيد.. زهرة النيل الحائرة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازلت أذكر جدى وهو يصطحبنى فى زيارته السنوية لمسقط رأسه المكان الذى تعلق به قلبه ودفن فيه هو كل ذكرياته وترك لى فيه حنيناً وشوقاً لا ينتهى.
فتشت فى كتب التاريخ العامرة بذكرها.. وجدت كل من ذكرها مفتون بها وبعظمة فرع النيل الذى سمى باسمها.. إنها روزيتا – رشيد (زهرة النيل ).

النيل أطول أنهار الكون حيث يبلغ طوله 5560 كم ينساب فى هدوء من أحراش أفريقيا ويمر بعشر دول حتى يستلقى فى مدينة مصبه.. مدينتى الساحرة.. رشيد
تدور فى مخيلتى دائما رحلة النيل الطويلة وأنا فى قارب ينساب على صفحته الهادئة الخالدة العامرة بالراحة والسكينة الروحية.. وأتذكر أغنية لمحمد منير يصف فيها حال هذا النهر الخالد :
ولا بيوصل ولا بيتوه ولا بيرجع ولا بيغيب
النيل سؤال ومازال مجاش عليه الرد
من أد إيه ولفين مقالش عمره لحد
ولا بيوصل
تفوت أيام تموت أحلام تعدى شهور
تدور الأرض والدنيا وهو يدور
ولسه بيجرى ويعافر
ولسه عيونه بتسافر
ولسه قلبه لم يتعب من المشاوير
ولابيوصل

ياه.. تنتابنى نشوة روحية عميقة عندما أستمع لهذه الأغنية، وأنا أنظر إليه وهو يعانق أشجار النخيل على شواطئ رشيد.. وتنساب فى أعماقه مراكب زرقاء بلونه تبحث عما فى جوفه من الأرزاق.

نقاء النيل فى رشيد وصفاؤه طبع على شخصية الإنسان هناك.. وجوه ضاحكة متفائلة، فأين لهم باليأس وأمامهم هذا العامر بالجمال المسافر بلا انقطاع وبلا يأس..
رشيد .. صمدت بصمود النيل أمام كل محاولات الانتزاع والاحتلال، فبحكم الموقع .. باتت رشيد هى بوابة شمالية لمصر ولكنها هيهات أن تكون سهلة المنال..
حملات وحملات مرت وحاولت ولكنها فشلت أشهرهم بالطبع فريزر وحملته الإنجليزية وهزيمتهم الساحقة على أيدى هؤلاء المتفائلين من تربية هذا النهر المتفائل .. العامر .. الخالد.

بالرغم من جلال المشهد وبهاؤه فى بوغاز رشيد ونقطة تعانق النيل مع شاطئ المتوسط فى مشهد خالد من الأزل متجدد كلما تنظرإليه.. إلا أن هذا الجمال لم يستغل نهائيا حتى الآن، إلا من بعض المحاولات الصغيرة على مدار سنوات وسنوات لم تدم طويلا.. فشاطئ النيل قبل نهاية رحلته والتقاؤه بالبحر يمتلك شاطئ ساحر (شاطئ السمان)، حيث كان يستريح فيه السمان المسافر من برودة أوروبا إلى دفء أفريقيا.. هذا الشاطئ وبما يطل عليه يصلح لأن يكون أسطورة سياحية لا تقل عن مثيلاتها فى العالم بل تسابقهم جميعا فى صفاء المنظر ونقاؤه..
فلتستغل مصر رشيد ونيلها وأهلها ..





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد جمال

عاشقك يا زهرة النيل(رشيد)

عدد الردود 0

بواسطة:

شريف عصام البدالى

آن الأوان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة