جمال المراغى يكتب: ألمانيا تهين تاريخ البرازيل بسباعية

الجمعة، 11 يوليو 2014 12:00 ص
جمال المراغى يكتب:  ألمانيا تهين تاريخ البرازيل بسباعية جانب من مباراة ألمانيا و البرازيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم عشقى للكرة البرازيلية كواحدة من أهم مدارس فنون الكرة فى العالم وتأثرى بدموع جماهير السيليساو المسكين.. ولكنى شعرت بالرضا لأنى شخصيا ووسط تبارى جميع خبراء الكرة الذين جاملوا المنتخب البرازيلى.. أكدت ثلاث مرات أنه ضعيف للغاية.. الأولى قبل لقاء الافتتاح وكانت النتيجة الطبيعية فوز كرواتيا الأفضل فنيا والأكثر جاهزية، ولكن التحكيم الموالى تدخل وظل يساندهم سواء أمام تشيلى فى ثمن النهائى أو حتى أمام كولومبيا فى ربع النهائى.. ولهذا كان الحساب المتأخر عسيرا.

خسرت البرازيل نصف النهائى أمام الألمان.. بل وربما كانت تستحق الخروج من الدور الأول منذ أعلن مدربهم الكبير سكولارى تشكيلته التى تفتقد لكل عوامل التفوق تقريبا.. ويشبه إلى حد كبير برازيل 90، وكما سبق وذكرت فليس لديهم قائد عام فى الملعب مثل دونجا أو ديدا.. وكذلك فى بقية الخطوط ولاعبين مؤثرين يمكن أن يصنعوا الفارق إن فشلت المنظومة الجماعية أمثال زينهو وراى وبيبيتو وكافو وريفالدو، كما فى برازيل 94 أو 2002.. إلى جانب هداف من طراز فريد مثل روماريو أو الظاهرة رونالدو.

اعتمدت البرازيل على ثلاثى خط الظهر سيلفا ولويز والجناح الطائر مارسيلو فاستهلكوا تماما خلال المواجهات السابقة.. وخرت قواهم أمام الألمان خاصة فى ظل غياب الأول "كابتن الفريق" بينما البقية كانوا خارج الخدمة بما فيهم نيمار الغائب عن هذه المبارة بعد إصابته فى المباراة السابقة، ولم يكن لأى من لويز أو مارسيلو أن يتحملا سد فجوات خطى الوسط والمقدمة دفاعيا وهجوميا.

وكان هذا متوقعا.. فالواقع يقول أن المهاجمين هالك وفريد سيئين للغاية خلال المواسم السابقة وليس الحالى فقط.. وكذلك الجناح الأيمن ألفيش البعيد تماما عن مستواه، وإن حاول مايكون أن يشغل مكانه فى المباراتين الأخيرتين قدر استطاعته، وهو الوحيد الذى صرح قبل إنطلاق فاعليات المونديال أن اختياره كان مفاجأة له.. بينما ثلاثى الوسط جوستافو ودوس ساتوس وبولينهو فلم يكن بينهم أى تجانس ولم تكفيهم محاولات استغلال قدراتهم الفردية وكذلك البديل برنارد.

هواجس التلاعب بالتحكيم الذى ساند البرازيل وقادها للوصول لنصف النهائى حفز الألمان بشدة للضغط على البرازيل منذ البداية ومحاولة قتل المباراة مبكرا..ولم يكن لمدربهم لوف أن يشرع فى ذلك إلا من خلال مغامرة محسوبة وثقة فى جنوده والبناء الذى بدأته المنظومة الإدارية الألمانية منذ ستة عشر عاما بعد أن ذلتها كرواتيا بثلاثية نظيفة فى ربع نهائى مونديال فرنسا 1998.

وتجسد ذلك فى تشكيلة المنتخب الألمانى التى ضمت عناصر من مختلف الأجيال الخبرة المتمثلة فى لام وميرتيساكر وشفاينشتايجر وهداف كأس العالم التاريخى كلوزه وجيل الوسط مثل نوير وخضيرة وكروس والشباب كالهداف الأفضل فى العالم حاليا مولر ومعه جوتزة والبديل شورليه.. الذين ترفقوا بالجمهور البرازيلى الذى حياهم فاكتفوا بخماسية قبل أن تمر نصف ساعة من بداية المباراة وهدفين فى الساعة المتبقية أمام فريق قليل الحيلة ومنتهى معنويا.. ليكتبوا لبلادهم تاريخا فريدا.. ويهينون تاريخ البرازيل بوصمة عار يصعب محوها.. ويصبح الألمانى كلوزة هداف المونديال تاريخيا بعد تسجيله لهدفه السادس عشر.

لا يمكن أن نلوم هؤلاء اللاعبين فتلك قدراتهم.. فماذا بيدهم أن يفعلوا.. ولكن الملام بحق اتحاد الكرة البرازيلى الذى فشل فى إعداد منتخب قوى خلال ثمانى سنوات لم يتمكن خلالها فريقهم من بلوغ نصف النهائى فى البطولتين الأخيرتين بألمانيا 2006 وجنوب أفريقيا عام 2010.. وكذلك الاتحاد الدولى لكرة القدم الذى ترك لجنة حكامه تتلاعب لسنوات حتى تمادت لتزيد من شدة روائح الفساد النابعة من الفيفا.. والتى لم تعد تطاق.









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة