نشرت "الجارديان" تقريرا حول تنامى ظاهرة التحاق مراهقين وشباب من أوروبا بالحركات الإسلامية المتطرفة فى سوريا والعراق، محاولة سبر أغوار الأسباب التى جعلت هؤلاء المراهقين يفضلون العيش بين جنبات أكثر الحركات تطرفا وشراسة.
ويرى التقرير أن الأصولية والتشدد فى الشرق الأوسط كانا محجمين ومطاردين بالقيادات الديكتاتورية التى أدارت المنطقة خلال الست عقود الماضية، ولكنها وجدت متنفس فى ثورات الربيع العربى التى أطاحت بمعظم هذه القيادات مفسحة لها مجالا كبيرا فى التحرك والتأثير البعيد المدى.
يتناول التقرير أيضا الدور السلبى للدول الغربية فى تدخلها فى الشرق الأوسط الذى يسهم فى تأجيج الصراعات، ضاربا المثل بالغزو الذى قادته كل من أمريكا وبريطانيا على العراق، مما جعل الكثيرين من ذوى الأصول الشرق أوسطية فى الدول الغربية يشعرون بالغبن المفروض على أبناء جلدتهم فى بلدانهم الأصلية.
ورصد التقرير أيضا التقاعس الواضح من الدول الغربية إزاء المساجد والمدارس الدينية فى الدول الغربية التى وجهت للمراهقين والمسلمين فى الدول الغربية خطابا منافيا للتسامح، مستشهدا بإيواء بريطانيا لمتطرفين مثل "أبو قتادة" و"أبو حمزة المصرى".
ويقول التقرير إن الحرب البعيدة دائما ما جذبت الشباب على غرار ما فعلت الحرب الإسبانية فى ثلاثينيات القرن الماضى، عندما انضم إليها الكثير من الشباب من شتى أصقاع الأرض، مثل الروائى الأمريكى الشاب آنذاك "هيمنغواى"، لكنه يلفت إلى أن الصراع الذى يدور حاليا بين السنة والشيعة فى الشرق الأوسط قد يبدو غير جاذب لمن نشأ بالبيئة الأوروبية.
وينتهى التقرير بذكر الدور السلبى الذى تمارسه الدول الغربية فى الشرق الأوسط نتيجة لقصور فى فهم حقيقة الوضع والأطماع، مما جعل الكثير من الشباب الأوروبى المراهق الذى وقع فريسة للتنظير الدينى المتشدد يسارع بالانضمام إلى تلك الجهات التى تجاهر بعدائها للغرب والقيادات العلمانية فى المنطقة.
"الجارديان":الأصولية والتشدد بالشرق الأوسط وجدا متنفسا فى ثورات الربيع
الجمعة، 11 يوليو 2014 02:16 م