نجد أمامنا فى كل يوم أطفالا فى عمر الزهور، ولن أقول أبرياء فقد فقدوا براءتهم فى لحظة من الزمن لم يلتفت إليها آباؤهم من أنجبوهم فى هذه الحياة.. وقد حرموا منهم وحرموا هم أيضا العطف والحنان منهم فكان هذا طريقهم الوحيد الذى أمامهم كى يسلكوه وهو طريق الشر.. أطفال يعرفون معنى التخطيط للشر من قتل وسرقة وسفك للدماء واغتصاب وشرب مخدرات وبيعها أيضا والتباهى بشربها أمام أقرانهم من أطفال الشوارع.. لكى يستطيعوا مواجهة الحياة القاسية التى يعيشونها ومهما أوضحت الصعوبات التى يرونها ويقابلونها فلن أستطيع أن أصفها لكم ولكن الكثير منا يعرف معنى المبيت بالشارع دون سقف يحميهم من الشتاء البارد ولا المطر المخيف برعده المرعب أو الشمس الحارقة التى تلسعهم وتلسع أقدامهم الحافية... ويمنع عنهم المتحرشون والمغتصبون لبراءتهم.. ولا يجدون حتى ما يأكلوه كى يقويهم ويستطيعوا أن يعيشوا بهمة ونشاط بيننا.
فتجد خطواتهم ضعيفة متثاقلة إلا إذا كان هناك خطر محدق بهم فيعدون بسرعة فائقة حتى يجدوا الأمان والحماية، فهل ندوس عليهم بأقدامنا ونقتلهم؟ أم نحاول جميعا أن نساعدهم ونحميهم من برد الشتاء أو من الجوع القاسى الذى يعتصرهم ولو أن هذا هو دور الدولة فهم أبناء مصر وأطفالها المحرومون.
آن الأوان أن نجمع زهورنا من الشارع ونعلمهم ونهذبهم ونقدم لهم يد المساعدة بتعليمهم حرفة مثلا نافعة لهم أو مهنة شريفة يتكسبون بالحلال منها وأن نرى ميول كل فرد منهم ونقدم لهم ما يتناسب مع ميولهم من عمل يحبونه وينبغون فيه، ويا ليت جيشنا يتسع لهم ليكونوا من أبنائه الشرفاء وبدلا من أن يكونوا أعداء له يكونوا ممن يعملون له وعلى حماية وطنهم من أى يد معادية تقترب منه وبدلا من أن نرى أطفالا شبوا على كره المجتمع والانتقام منه ومن كل أفراده ويتعاونون مع أعداء مصر لدمار وخراب وحرق مصر، نجدهم يوما ما يردون الجميل لمصر ويخلصون لها ويعملون من أجل بنائها والحفاظ عليها، وقد ذكرنى ذلك بأيام صلاح الدين وقطز وأيام محمد على وعصر المماليك وغيرهم عندما كانوا ينتقون من الأطفال أبناء أقوياء لمصر يخدمون الوطن ويكونون من حماة مصر.
فأرجوا أن تهتم مصر كدولة كبرى ناهضة بأمر الله بأطفالها من هم فى سن العاشرة أو أكثر فهم لا ذنب لهم فى هذه الصراعات القائمة التى تحدث بين أناس لا يحبون مصر وطنهم وإرهابيون لا يعملون من أجل إصلاحها.
وأرى الوقت قد حان لننقذ أطفالنا من الشارع ومن براثن الجهل والفقر والجوع والتخلف والحرمان وخصوصا وأن معنا الآن قائدا لمصر مخلصا لله ومحبا له ويعمل من أجل مصر وصلاح مصر وشعبها ولك الله يا مصر يعينك الله ويعين قائدك على الصلاح والفلاح والنجاح إن شاء الله.
وفاء التلاوى تكتب: "آن الأوان أن نجمع زهورنا من الشارع"
الثلاثاء، 01 يوليو 2014 02:15 ص