حكاوى أيام زمان.. صالح سليم رئيس جمهورية الأهلى يثور على نظام مبارك .. المايسترو ينتصر على حاشية الرئيس الأسبق فى موقعة الشباب السعودى بنهائى البطولة العربية 1995

الثلاثاء، 01 يوليو 2014 11:25 ص
حكاوى أيام زمان.. صالح سليم رئيس جمهورية الأهلى يثور على نظام مبارك .. المايسترو ينتصر على حاشية الرئيس الأسبق فى موقعة الشباب السعودى بنهائى البطولة العربية 1995 صالح سليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن اليومى..

«المايسترو» صالح سليم عرف عنه مدى عشقه وحبه للنادى الأهلى، فعلى مدى أكثر من
نصف قرن قضاها بين جدران «البيت الأحمر» ما بين لاعب وإدارى ورئيس للنادى منذ انضمامه إلى الناشئين عام 1944 وحتى وفاته فى 6 مايو 2002، نجح فى الحفاظ على كيان «القلعة الحمراء» مرفوعا عاليا أمام طوفان المنافسين ومحاولات زعزعة استقرار ناديه، قد يكون أخطأ فى بعض قراراته - لأنه لا يوجد شخص معصوم من الأخطاء - لكن الحقيقة المعروفة للجميع أنه أحد أبرز من قادوا النادى الأهلى كرئيس له وسيظل علامة بارزة فى تاريخه عبر كل العصور.

شهادات لاعبى الكرة سواء من زملاء صالح سليم فى الملاعب أو الأجيال التالية أو النقاد الرياضيين يؤكدون دوما أنه أرسى معانى المبادئ والإخلاص والعطاء والقدرة على مواجهة المواقف الصعبة واتخاذ القرارات الحاسمة، كما وقف كثيرا ضد التيار بحثا عن حقوق ناديه بعد أن تولى رئاسته، حيث إنه دخل الكثير من المعارك سواء مع أطراف خارج حدود النادى وداخله، وكان فى النهاية ينتصر لفكرته التى رسخها للأجيال التالية تحت اسم «الأهلى فوق الجميع»، حتى أطلق البعض عليه أنه مؤسس جمهورية الأهلى الجديدة، فالقلعة الحمراء التى عاشت على ذكريات الزمن الجميل فى عهد مختار التتش استمرت على نفس المنوال فى الأجيال المتعاقبة، وهو ما جعلها تنتقل من نجاح إلى نجاح حتى تربعت على عرش الكرة المصرية والعربية والأفريقية.

مواقف «المايسترو» فى رفعة هيبة الأهلى كثيرة، ومن الصعب حصرها فى حلقة واحدة، فهو لم يدخر جهدا أو وقتا فى الحفاظ على مصلحة وحقوق «القلعة الحمراء» حتى لو كلفه ذلك الصدام مع أقرب الناس إليه، أو حتى لو صل الأمر إلى الاستغناء عن أبرز النجوم إذا وجد هناك مساومات حول الماديات أو التهديد بالرحيل أو التمرد، والنماذج فى هذا الاتجاه كثيرة، لعل أبرزها على الإطلاق واقعة التوأم حسام وإبراهيم حسن اللذين خرجا من القلعة الحمراء فى عهده وانضما لنادى الزمالك الغريم التقليدى، رغم أن النادى الأهلى كان بحاجة إليهما، لكن الخلافات قبل التجديد جعلت صالح سليم يتخذ قرارا صادما للجميع وقتها بعدم التعاقد معهما مجددا.

مقصد الحديث هنا، ليس عن واقعة التوأم أو وقائع شبيهة، فظهرت سياسة «المايسترو» بإعداد مدرسة خاصة به فى المجال الإدارى، حينما كان عضوا بمجلس إدارة النادى الذى كان يرأسه الفريق مرتجى، وتجلت هذه الفكرة ووصلت للتوهج بعد أن أصبح على عرش القلعة الحمراء، والواقعة التى نتحدث عليها اليوم كانت حينما أصدر د. عبدالمنعم عمارة وزير الرياضة فى عهد نظام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فرمانا بعدم دخول السيارات الخاصة برؤوساء الأندية من دخول استاد القاهرة خلال المباريات، فى الوقت الذى يُسمح فيه بدخول سيارات الوزراء، ووقتها رضخ رؤوساء الأندية للأمر، فيما كان رد فعل «المايسترو» مفاجئا للجميع، حيث رد باتخاذ قرار بعدم حضور مباراة فى استاد القاهرة يحضرها وزير الرياضة نفسه، ووقتها كان غريبا ونادر الحدوث أن يخرج أى شخص عن النص ضد النظام الحاكم، وبعد علم وزارة الرياضة بهذا القرار حاولت الاستعلام عنه، فكان رد صالح سليم أكثر قوة وحنكة، حيث أرسل برقية يقول فيها: «الوزير هو ضيف للنادى صاحب المباراة، فكيف يمنع الضيف صاحب البيت مما يسمح به لنفسه».

المشهد ذاته تكرر بحذافيره، لكن هذه المرة لم يكن مع وزير، بل كان فى حضرة مبارك نفسه، حيث إنه فى عام 1995، قرر الرئيس الأسبق حضور مباراة الفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى أمام نظيره نادى الشباب السعودى على استاد القاهرة فى نهائى كأس الأندية العربية، وذهب صالح سليم مبكرا يومها إلى الاستاد حتى يكون فى استقبال مبارك، وكانت المفاجأة التى استقبلته بأن الجهات الأمنية خصصت لرئيس «القلعة الحمراء» مقعدا فى الصفوف الأخيرة بالمقصورة الرئيسية التى ستشهد جلوس مبارك والمقاعد الأمامية مخصصة للوزراء والضيوف الأشقاء من أمراء السعودية، فانتابت صالح سليم ثورة غضب عارمة من جراء هذا الموقف، وقرر الانصراف وعدم متابعة المباراة أو العودة إلى الملعب مرة أخرى قبل رد كرامة النادى الأهلى صاحب الحفل ومستضيف الحدث، حيث كان يرى أنه يفعل ذلك من أجل مكانة وجماهيرية ناديه وليس من أجل مصلحته الشخصية، وهو ما أثار حالة من القلق قبل وصول رئيس الجمهورية الأسبق، وحاول مسؤولو مؤسسة الرئاسة إقناعه بأن ترتيب المقاعد بهذا الشكل نتيجة لقواعد البروتوكول، إلا أنه أصر على موقفه وقال لهم: «المبارة سيلعبها الأهلى واستاد القاهرة فى هذا اليوم هو بيت الأهلى والرئيس مبارك هو ضيف الأهلى فكيف يجلس رئيس الأهلى الذى هو صاحب البيت فى آخر الصف؟».. وعلى الفور جرت اتصالات وضغوط على المايسترو الغاضب لكنه أصر على موقفه مرة أخرى، وانتهى الأمر برضوخ رجال النظام وجلس المايسترو بجوار مبارك الذى علم بكواليس ما حدث، وطلب مصالحة رئيس الأهلى والجلوس بجواره، فى الوقت الذى جلس فيه رئيس الوزراء بعيدا عن الرئيس، لينتصر «المايسترو» للأهلى وليُثبت أنه الأقوى من حاشية رئيس الجمهورية نفسها، وانتهت المباراة بفوز «الكتيبة الحمراء» بهدف دون رد أحرزه الغانى أحمد فيلكيس مهاجم الأهلى الأسبق لينتزع اللقب لمصلحة فريقه.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة