نعرف أن نظام الحكم فى إثيوبيا يعتبر سد النهضة مشروع العمر، ليس فقط من أجل الطاقة والتنمية، ولكنه بات عنواناً للكرامة الوطنية، وتقديم أى تنازلات يهدد هذا النظام الذى يعانى من مشكلات داخلية صعبة، ونعرف أيضاً أن القيادة المصرية لا تستطيع أن تفرط أو تتهاون فى حق مصر من المياه التى صرفها الله لها منذ فجر التاريخ، الطرفان يعرفان هذا، ومصر تتمنى الخير لإثيوبيا بالطبع، ولكنها فى الوقت نفسه لا تتمنى أن تعطش أراضيها ومن عليها، لقاء السيسى وديسالين فى مالابو والبيان الذى أعقب البيان ببنوده السبعة، فتحا الطريق أمام حل محتمل، لأنه ينبغى أن تحل الأمور بين الطرفين وإخماد نار الكراهية والإطاحة بالقوى الغريبة التى تلعب فى الموضوع.
إثيوبيا لمست الصدق فى نبرة القيادة الجديدة، وتفهمت القاهرة حاجة أديس أبابا التى تأكدت أن التحكيم الدولى لن يكون فى صالحها ـ إلى التسوية، حجم السد بوضعه الحالى 74 مليار متر مكعب، وهذا الحجم وبأى طريقة تشغيل له أضرار مفزعة على مصر، التى تريد تخفيض سعته بما لا يزيد على عشرين ملياراً، أساسات السد قاربت على الانتهاء، ولا نعرف هل سيتم هدمها إذا أثبت الخبراء المتفق عليهم أنه لا يجوز؟، لقاء مالابو كان تدشينا لحسن النوايا، ولكنه لن ينهى المشكلة فى يوم وليلة، نريد جدولاً زمنياً لا يزيد عن ستة أشهر يجمد فيها العمل بالسد للانتهاء من دراسة الآثار السلبية، وأن تقر إثيوبيا بحصتنا الحالية، المبادئ التى اتفق عليها الطرفان طيبة ولكنها فضفاضة وتحتمل التأويل.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
dagem
uu
ويحق لكم لحلمك