بالصور.. العقيد أحمد على.. فن التحدث وحكمة القائد.. من مسيرة عسكرية مشرفة فى سلاح المشاة إلى الفريق الرئاسى بـ"الاتحادية".. اختاره السيسى للتحدث باسم الجيش وكلفه بترميم العلاقة مع "الرأى العام"

الثلاثاء، 01 يوليو 2014 12:05 م
بالصور.. العقيد أحمد على.. فن التحدث وحكمة القائد.. من مسيرة عسكرية مشرفة فى سلاح المشاة إلى الفريق الرئاسى بـ"الاتحادية".. اختاره السيسى للتحدث باسم الجيش وكلفه بترميم العلاقة مع "الرأى العام" العقيد أحمد محمد على المتحدث العسكرى السابق
كتب محمد أحمد طنطاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
النجاح دائما يقوده إلى نجاح أكبر، ويحفزه نحو التميز والإبداع، ويجعله محل ثقة الجميع، وحافظا أمينا لأسرارهم، انطلاقا من قدرته على العطاء، وخبراته المهنية المتراكمة، وتاريخه العسكرى العريق، وملف خدمته المضىء بالأنواط والنياشين... جميعها صفات دفعت المسئول الأول فى الدولة، المشير عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، لاختيار العقيد أركان حرب أحمد محمد على ضمن الهيئة الاستشارية المعاونة له فى فريقه الرئاسى الجديد.



نجاحه لم يأت مصادفة، فمنذ التحاقه بالدفعة 85 حربية، وهو فى مقدمة الصفوف تميزا وانضابطا، حتى حصل على المركز الأول بين الطلبة الدارسين، واستكمل تأهيله العلمى بالأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية "ساند هيرست"، ليتخرج ضابطا فى سلاح المشاة، ويبدأ مسيرة عسكرية مشرفة، مصحوبة بدراسات استراتيجية على مستوى عال من الدقة والتخصص، فقد التحق بكلية القادة والأركان ليحصل منها على ماجستير فى العلوم العسكرية بترتيب الأول، وهو برتبة "النقيب"، ثم سافر فى بعثة عسكرية للضباط المتميزين، للدراسة فى كلية القادة والأركان البرية بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم دورة كبار القادة من كلية دفاع حلف الناتو فى العاصمة الإيطالية روما، ثم كلل مسيرته العسكرية بالحصول على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر، التى تعادل درجة الدكتوراة، وتعد أعلى تأهيل علمى يحصل عليه القادة والضباط فى القوات المسلحة المصرية.



علاقة متميزة جمعتنى بالعقيد أركان حرب أحمد محمد على طوال عامين ماضيين، تولى خلالهما الرجل مسئولية التحدث باسم القوات المسلحة، والعمل كحلقة وصل بينها وبين الرأى العام المصرى، فى مرحلة كانت الأصعب فى تاريخ الجيش، الذى عاد إلى ثكناته جريحا وقد ساءت علاقته بالشعب وتعرضت رموزه وقياداته لموجات من النقد الحاد وصلت إلى درجة أحبطت معنويات الضباط والصف والأفراد.

وأدركت معها القيادة الجديدة للجيش "الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى تلك اللحظة" ضرورة ترميم العلاقة بين الشعب وجيشه الوطنى، وتجديد دماء القوات المسلحة بقيادات شابة، على درجة كبيرة من التأهيل العلمى، وقادرة على التواصل مع القطاع المدنى، وتعى جيدا مكونات الشارع المصرى، وتعرف كيف تؤثر فيه وتحقق التوازن المطلوب، وتستعيد مكانة المؤسسة العسكرية فى قلب كل مصرى ومصرية.



اختيار شخص المتحدث العسكرى، لم يكن أمرا هينا، بل كان بالغ الصعوبة، بعدما توجهت أنظار الداخل والخارج نحو القوات المسلحة المصرية، عقب تسليم السلطة لنظام الإخوان فى 30 يونيو 2012 وعودة الجيش لثكناته، فقد كان الاختيار مسئولية الفريق أول عبد الفتاح السيسى نفسه، الرجل الأول داخل المؤسسة العسكرية حينها، حيث كان يعرف العقيد أحمد على جيدا منذ نحو 8 سنوات، عمل خلالها العقيد تحت قيادته بإحدى تشكيلات المنطقة المركزية العسكرية، والتقيا ثانية فى إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، التى تولى المشير إدارتها، وكان المتحدث العسكرى يعمل فى أحد أهم قطاعاتها المعنية بتحليل المعلومات، وصياغة التقديرات الاستراتيجية.



كان الظهور الأول للمتحدث العسكرى فى يوم 8 سبتمبر 2012 من خلال مؤتمر صحفى عالمى حضرته أكثر من 45 قناة فضائية وممثلين عن صحف مصرية وعربية ودولية، من أجل التعليق على سير العمليات العسكرية التى يقودها الجيش فى سيناء، بعد حادث استشهاد 16 من أبناء قوات حرس الحدود فى حادث إرهابى غادر دبرته جماعات مسلحة من حركة حماس بمعاونة الإخوان، وعلى الرغم من أن الرجل لم يسبق له الظهور فى أحاديث عبر وسائل الإعلام، إلا أنه أبهر الجميع، بأسلوبه ومظهره اللائق وترتيبه للأفكار والمعلومات التى عرضها خلال اللقاء بأسلوب معاصر يعتمد على التكنولوجيا الحديثة، فقد جذب الأنظار، كونه شابا فى الأربعين من عمره، يتحدث باسم أكبر مؤسسة فى مصر، ولم يكن سهلا أن تعين ناطقا باسمها، حيث تحكم هذا الأمر إجراءات بروتوكولية ومراسميه معقدة جدا، بالإضافة إلى أن من كانوا يظهرون على الرأى العام من العسكريين طوال فترة حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة للبلاد، التى دامت نحو 18 شهرا، لا يجيدون التحدث إلى الرأى العام والقطاع المدنى، كما ينبغى، إلا أننى عرفت وقتها أن العقيد الشاب كان يلقى دعما معنويا مباشرا من القائد العام للقوات المسلحة، الذى حادثه فى الهاتف قبل خروجه للرأى العام على الهواء، بدقائق معدودة، وأخبره بأن يقدم لأبناء الشعب المصرى نموذجا حقيقيا لرجال القوات المسلحة، ومدى التطور والتحضر، والصدق الذى يتمتعون به... وبالفعل قد كانت تلك الكلمات خير حافز للمتحدث الجديد على الانطلاق والتميز.




تعيين متحدث عسكرى باسم القوات المسلحة، كان بمثابة طوق النجاة لكافة الزملاء الصحفيين المعنيين بتغطية أخبار المؤسسة العسكرية، نظرا لندرة المعلومات، والنظام الروتينى المعقد، الذى يتم فرضه على الأخبار الخاصة بالجيش، وعدم الإدراك الجيد لقيمة التواصل مع المؤسسات الصحفية ووسائل الإعلام على اختلاف توجهاتها، إلا أننى لم يسعفنى القدر فى الحصول على رقم الهاتف المحمول للمتحدث العسكرى الجديد، خلال مؤتمره الصحفى الأول، فكنت أجلس فى الصفوف الأخيرة من القاعة، نظرا للزحام الشديد، واستأذن الرجل فى الانصراف، دون أن أتمكن من تحقيق تواصل مباشر معه.




بالصدفة حصلت على رقم هاتفه من خلال أحد أصدقائى وحققت إتصالا معه دام لأكثر من 10 دقائق، استمع خلاله للكثير من الشكاوى من منظومة الإعلام العسكرى التى كانت قائمة فى تلك الفترة، ووعدنى بأن يكون هناك تواصل حقيقى مع الرأى العام ووسائل الإعلام خلال المرحلة المقبلة، حتى يتمكن من تغيير الصورة الذهنية السلبية التى كونها البعض عن المؤسسة العسكرية، ومواجهة عمليات التشويه الممنهجة التى تعرض لها الجيش على مدار عام ونصف فى الحكم بعد ثورة 25 يناير، وقد كان الحديث راقيا مثمرا أحسست معه أنى أعرف الرجل منذ وقت طويل، نتيجة دبلوماسيته الشعبية، وأسلوبه المتطور الذى يختلف كثيرا عن ما كنت أتصوره فى القيادات العسكرية... وانتهى الاتصال بدعوتى لزيارته بقصر القيادة المشتركة فى مصر الجديدة، والاستماع لأبرز المشكلات التى تواجه عمل المحررين العسكريين وسبل التغلب عليها.




وفى أول لقاء جمعنى بالمتحدث العسكرى، وجدت خلاله قائدا حريصا على الاستماع لكافة القضايا التى تشغل الشارع المصرى، يمسك فى يده بـ"مفكرة " صغيرة يدون فيها أبرز النقاط والملاحظات، ويتبادل معى أطراف الحديث دون تعصب لرأى، أو ادعاء لخبرة سابقة لديه فى العمل مع الإعلام والصحفيين، وكان متواضعا بسيطا.




فهمت فى نهاية اللقاء أنه مازالت هناك ترتيبات واستعدادات يتم التجهيز لها، لتأسيس مكتب للمتحدث العسكرى، حتى يتمكن من ممارسة عمله بشكل أكثر فاعلية، وهو ما حدث خلال فترة وجيزة، فقد كوّن الرجل مكتبه الجديد، بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وبدأ يتواصل مع مختلف وسائل الإعلام، ويرد على كل الاستفسارات التى تتعلق بالقوات المسلحة، وأسس صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" ظل ينميها ويطورها، لدرجة أنه كان يتابع استفسارات الزوار بنفسه ويرد عليهم، وهذا أمر لا يفعله مسئول بحجم الناطق باسم أكبر قوات مسلحة فى منطقة الشرق الأوسط، ولكنه كان يعتبر أن مهمته الأساسية، التى كلفه بها القائد العام للقوات المسلحة، هى ترميم العلاقة بين الشعب والجيش، وكان يرى أن وسائل التواصل الاجتماعى أحد أهم وسائله، لدرجة أنه أخبرنى يوما أن صفحته الرسمية على "فيس بوك " ينظر إليها وهى تنمو كأحد أبنائه، فقد كان يتابعها بشكل يومى ويلاحظ تزايد أعداد زوارها يوما بعد الآخر، وتمكن بفضل نشاطه ودأبه وحرصه على تنميتها من مضاعفة زوارها، حتى وصل زوارها إلى نحو 2.5 مليون مشترك.




جمعتنى علاقة طيبة مع العقيد أركان حرب أحمد على طوال فترة عمله متحدثا باسم القوات المسلحة، وكان بيننا تواصل دائم حول كافة القضايا والموضوعات الهامة، التى شغلت الرأى العام المصرى طوال عامى 2012 و2013، تلك الأعوام الصعبة، التى تولى الإخوان خلالهما حكم مصر، واستنتجت حينها أن الرجل مكلف من قبل الفريق أول عبد الفتاح السيسى بالتواصل مع وسائل الإعلام والرأى العام لكشف المخطط الذى تنتوى الجماعة القيام به فى أخونة مختلف مؤسسات الدولة، ومحاولة السيطرة على القوات المسلحة، وتصفية قادتها، على رأسهم "السيسى" بعدما تأكد "مرسى" أن وجود هذا الرجل على رأس المؤسسة العسكرية يقف حائلا دون السيطرة على مفاصلها، وتفكيكها لخدمة أهداف الجماعة.



الكثير من اللقاءات أجراها المتحدث العسكرى مع مختلف وسائل الإعلام لتوضيح الصورة الحقيقية للقوات المسلحة لدى الشعب المصرى، بل أسهم مع رجاله الذين عاونوه " 3 من الضباط الشباب"، فى التأسيس لأفكار لم تعهدها المؤسسة العسكرية من قبل، مثل دعوة الفنانين والرياضيين إلى تفتيش حرب إحدى تشكيلات المنطقة المركزية العسكرية، وكذلك دعوتهم لحضور حفلات فى مناسبات عسكرية بمسرح الجلاء، وتمكن بتوجيهات ورعاية مباشرة من قائده العام من تغيير الفكر الإعلامى للمؤسسة العسكرية بأكلمها، وخلق رأى عام يوحد أبناء الشعب المصرى مع قواتهم المسلحة، التى تدخلت فى الوقت المناسب لحماية المصريين من بطش الإخوان، وحررت السلطة من قبضتهم، بعدما حاولوا العبث بأمن الوطن ومقدرات البلاد.




المتحدث العسكرى ابتعد عن الأساليب النمطية والبيانات الصامتة التى كانت تصدرها القوات المسلحة دون تغيير أو تطوير ربما منذ نحو 20 عام مضت، حيث كان يتم الاحتفاظ بالبيانات كما هى، ثم تحدث سنويا بإضافة أرقام جديدة، لدرجة أن كلمات القائد العام وكبار القادة لم تتغير فى مختلف المواقف وصارت قوالب جامدة دون روح أو معنى مناسب يعبر عن طبيعة الأحداث والمواقف، حتى ثار الرجل على تلك الأساليب البالية، وانتهج نهج قائده ومثله الأعلى الفريق أول السيسى بضرورة تجديد خطاب المؤسسة العسكرية والتحدث إلى الشعب بقلب مفتوح، والتخلى عن بيانات "الاسطمبات" التى أضرت بسمعة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد ثورة 25 يناير، وأثبتت أن الجهاز الإعلامى للجيش يحتاج إلى تطوير وتحديث مستمر.



ربما لم يكن الطريق ممهدا للمتحدث العسكرى فى ثورته على تقاليد الإعلام العسكرى البدائية، فقد واجه صراعات خفية كثيرة، وكان يحارب من أجل حضور وسائل الإعلام فى كافة اللقاءات التى يشهدها وزير الدفاع، لنقل كلماته وعباراته للشعب كما يقولها، وليس عبر البيانات الصامتة، التى لا تقدم سوى عبارات إنشائية لا يتذوقها المصريون، ولا يهتمون بقراءتها، وقد نجح فى ذلك.



تشرفت بأن شاركت بالحضور فى أغلب المناورات التى شهدها المشير السيسى عندما كان وزيرا للدفاع، ما بين مشاريع قدمتها التشكيلات التعبوية البرية ومناورات بحرية، ومشاريع استراتيجية لرمايات جوية، ورمايات دفاع جوى، وتعرفت خلالها على القدرة الحقيقية للجيش المصرى، وحجم إمكانياته فى مواجهة الصعاب والتحديات، التى يمكن أن تواجه الوطن.



العقيد أحمد محمد على كان من أوائل الذين استشعروا خطر حروب الجيل الرابع، وفوضى المعلومات التى تقودها الكثير من القوى الداخلية والخارجية لتفكيك المجتمع، وإثارة الفتن فى مصر، وحرصه الدائم على مصلحة الوطن دفعه إلى التواصل الدائم مع الاجيال الجديدة من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية وأكاديمية الشرطة وضباط الأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة، بل تجاوز ذلك للتواصل مع نوادى الروتارى والإينرويل والليونز، مدركا أن التحدى الحقيقى أمام مؤسسات الدولة، يكمن فى القدرة على التواصل مع الرأى العام ومعرفة توجهاته، وتحليل رغباته وتطلعاته، وصياغة استراتيجيات وتقديرات مواقف للمستقبل القادم، وطرح سيناريوهات متنوعة للتعامل مع الأزمات المتوقعة.



المتحدث العسكرى أعطى للقوات المسلحة عطاء بقدر روحه الشابه، وعرّض نفسه وأسرته للخطر، بعدما صار هدفا صريحا للمجموعات الإرهابية والعناصر المسلحة، التى انتشرت بعد ثورة 30 يونيو، بدعم من جماعة الإخوان الإرهابية، لدرجة أن الرجل ترك شقته الموجودة فى أحد المناطق الراقية بالقاهرة، وسكن فى أحد فنادق التابعة للقوات المسلحة لفترة طويلة، بعدما رصدت أجهزة الأمن محاولات لاستهدافه وتعليمات بتصفيته والتخلص منه، لدرجة أن الرجل لم يعد بمقدوره التنقل والحركة كما كان قبل توليه مسئولية الحديث باسم الجيش، فأخبرنى يوما أنه لا يستطيع التجول فى الشارع مع أسرته مثل أى فرد عادى يحلم بالتجول حراً فى نزهة خارج المنزل إذا توفر له الوقت لذلك، فقد آثر "على" طوال الفترة الماضية المصلحة الوطنية على حساب حياته الخاصة وأمنه الشخصى، وتحمل نقدا حادا وهجوما غير مبرر من اللجان الإلكترونية، الممولة من جماعة الإخوان الإرهابية ومجموعات المصالح، التى تستغل المشهد السياسى فى مصر دائما لخدمة أغراضها الشخصية.



حقا تحمل المتحدث العسكرى طوال عامين كاملين أعباء وتحديات ومسئوليات لم يعهدها من قبل، واستطاع أن ينتزع نجاحا كبيرا، ويحرز تقدما ملموسا، بعدما أسهم فى استعادة العلاقة بين الجيش والشعب مرة أخرى، وخلق روحا جديدة داخل المؤسسة العسكرية، تعتمد على تصعيد قيادات شابة قادرة على العمل والعطاء.. تحية إعزاز وتقدير لشخص العقيد أركان حرب أحمد محمد محمد على وتمنيات مخلصة له بالتوفيق والنجاح فى مستقبله القادم.
















موضوعات متعلقة:


رسميا.. وزير الدفاع يصدق على تعيين العميد محمد سمير متحدثا عسكريا

ننشر السيرة الذاتية للمتحدث العسكرى الجديد العميد محمد سمير

مسيرة المتحدث العسكرى السابق أحمد محمد على







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة