تشهد محافظة الغربية حالة من الجفاف بشكل عام فى مياه الترع والمساقى الزراعية، وانعدمت المياه من الوصول إلى الفلاحين حتى لجأوا لمياه المصارف والمياه الجوفية, مما يهدد بكارثة صحية, ووباء للمواطنين.
وأكد الفلاحون أن هناك حالة جفاف مستمرة لا نعلم متى تنتهى وتعود المياه للترع، وفى الماضى كانت المياه تنقطع، ولكن الجميع يعرف موعد "الدور"، وهى الأيام التى تعود فيها المياه للترع حسب الجدول المنعقد من قبل وزارة الرى لكل قطاع قروى، وكنا نصبر حتى وصول المياه فى موعدها الطبيعى على حد وصف الفلاحين، ولكن منذ شهرين تقريبا ومع بداية موسم الأرز، انعدم وصول المياه، وقطعت عنا تماما، ولم نعد نعرف موعد مجيئها، حتى وصل الأمر إلى أن محصول الأرز سيتعرض للتلف والهلاك, وكذا الذرة, مؤكدين أن الأرز يشهد حالة من الجفاف المستمر.
وقال "محمد عبد الخالق" فلاح من مركز طنطا، إن هناك كارثة وهى لجوء الفلاحين لمياه المصارف، خصوصا مصرف شبين ومصرف محلة روح ومصرف سمنود، والجميع يعلم أن تلك المصارف بها كيماويات المصانع والشركات ومياه الصرف الصحى من القرى التى تمر عليها، وهو ما يعنى أن المحصول أصبح موبوءا بالأمراض الكيماوية التى لا نعلم عنها شيئا، كما اضطر الكثير لاستخدام المياه الجوفية، وهو ما يعنى زيادة التكلفة فى الرى ومعظم الناس لا يستطيع تحمل ذلك ماديا، بالإضافة إلى انعدام الوقود والسولار الذى تقوم عليه ماكينات الرى.
وضرب أحد الفلاحين مثالا لمصرف محلة روح والذى ترمى فيه كيماويات مصانع طنطا للزيوت والصابون, ومصانع غزل طنطا, والكتان, بالإضافة لصرف مصانع البلاط والرخام, وهو ما يعنى أن المياه موبوءة صحيا وتهدد حياة الفلاح قبل المحصول.
الغريب أن القيادات التنفيذية بالغربية اعترفت سابقا أن هناك أزمات منها أزمة مياه الرى وعدم وصولها لنهايات الترع, لذلك تم تنفيذ حملات إزالة لجميع العشوائيات والمخالفات على طرح نهر النيل فرع رشيد ببسيون وكفر الزيات وفرع دمياط فى زفتى, كما تم التشديد على الجمعيات الزراعية بتنفيذ عمليات التطهير المستمرة ومكافحة ظاهرة ورد النيل والعمل على عودة نظام "التحويض"، وهو الدورة الزراعية الموحدة حتى يتم التنسيق الكامل بين الفلاحين والجمعيات الزراعية ووزارتى الرى والزراعة, وتوفير الكيماوى المخصص لكل حيازة زراعية فى الجمعيات, وهو ما لم يتم على حد وصف الفلاحين.
وقال باكر الخولى مزارع، إن له 3 أيام يبيت فى الحقل، منتظرا زيادة منسوب المياه، لكن الدفع بطىء جدا يكفى لتشغيل ماكينة واحدة وفى انتظار دوره منذ ثلاثة أيام.
وحدد الفلاحون مطالبهم فى تطهير الترع والمساقى من بدايتها حتى نهايتها وعودة نظام الدور للرى وتحديد أيام لكل قرية، كما كان معهودا ونزول المسئولين لمشاهدة الواقع الذى يعيش فيه الفلاحون على أرض الواقع.
ومن جانبه أكد المهندس محمد صبحى وكيل وزارة الزراعة بالغربية فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع" أن مناوبات المياه تعمل فى مواعيدها، طبقا للخطة المعتمدة, رسميا, كما أن كروكيات التحويض يتم اعتمادها رسميا, مع بداية موسم الأرز طبقا لقرارات وزارة الرى والموارد المائية, فى جميع قطاعات المحافظة.
وأضاف وكيل الوزارة أن الأزمة الحقيقة هى فى الزراعات المخالفة، خاصة للأرز الذى يستوعب كميات كبيرة جدا من المياه، وبالتالى كانت الأزمة, وأكد أن المديرية تطبق المخالفات على المخالفين من خلال محاضر رسمية, كما يتم حرمانهم من الأسمدة الكيماوية.
جانب من جفاف الترع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة