سبق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، جميع رؤساء الدول الغربية، بتهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسى، برئاسة مصر، حيث تحدث بوتين يوم الجمعة قبل الماضية مع الرئيس هاتفيا ليهنئه برئاسة مصر قبيل صدور النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التى أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات الثلاثاء الماضى.
وسلطت وسائل الإعلام الروسية الضوء على حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس الأحد، بحضور عدد كبير من أمراء وملوك ورؤساء الدول العربية، وممثلى رؤساء الدول الغربية، وخاصة رئيس المجلس الاتحادى الروسى، سيرجى ناريشكين، والذى جاء على رأس وفد روسى دبلوماسى رفيع المستوى، للمشاركة فى الحفل، حاملا معه رسالة من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى السيسى.
وأكدت وسائل الإعلام الروسية أن الرسالة التى حملها رئيس مجلس الدوما الروسى إلى الرئيس السيسى، يؤكد فيها بوتين على العلاقات المصرية الروسية، وحرصه مجددًا على دعوة الرئيس المصرى المنتخب لزيارة موسكو لتوطيد العلاقات، على أن يصبح اللقاء بين رئيس الدولة المصرية والروسية.
وأعرب بوتين فى رسالته لـ"السيسى" عن تصميمه على مواصلة العمل المشترك مع الرئيس المصرى من أجل تعزيز العلاقات الروسية المصرية ذات التاريخ الغنى والآفاق الرائعة.
وأشار بوتين إلى أنه يقدر تقديرا رفيعا الحوار البناء بين القيادتين الروسية والمصرية الذى يتسم بمستوى عال من الثقة والتفاهم، مشيرًا إلى أنه من الممكن الاتفاق على موعد زيارة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى إلى روسيا عبر القنوات الدبلوماسية.
من جانبه قال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط والخبير الروسى أندريه فيدرتشينكو، إن الفوز المقنع للرئيس عبد الفتاح السيسى، فى الانتخابات الرئاسية فى مصر، يعنى بداية جديدة فى الحياة، بالإضافة إلى الاستقرار السياسى والقيادة الجديدة والإصلاح المتوازن للاقتصاد الذى ضعف كثيرًا خلال "الربيع العربى".
وأوضح الخبير الروسى أن الإصلاحات القادمة صعبة للغاية ومصر، مع أكثر من 80 مليون شخص لا يمكن أن تصبح دولة قائمة على القروض والمنح من المنظمات الاقتصادية الدولية، والخليج والولايات المتحدة الأمريكية، حيث إنه قبل الأزمة المالية والاقتصادية العالمية على الدول العربية ذات الاقتصادات المتنوعة - ومنها مصر - ظهر ارتفاع معدلات نمو الناتج المحلى الإجمالى، وتحسين الحالة المالية العامة، وزيادة تسارع إمكانات التصدير، وكان نمو الناتج المحلى الإجمالى فى 2005-2008 فى مصر حوالى 7٪ سنويا (4.5٪ للفرد الواحد)، وزيادة حجم الصادرات المصرية فى 2000-2008 بنسبة 7.4، وفى السنة المالية 2007 2008 بلغ الاستثمار الأجنبى المباشر إلى مصر 10 مليارات دولار، وتم تخفيض الإنفاق الحكومى وعجز الموازنة إلى 3.3٪ من الناتج المحلى الإجمالى.
وأوضح الخبير الروسى أن الرئيس المصرى الجديد، على ما يبدو، لديه فرص واقعية لتحقيق الأهداف الاقتصادية، بصرف النظر عن الكمية الكبيرة من المشاكل المتراكمة والمصالح المتضاربة فى المجال الاقتصادى، وأوضح الرئيس المصرى علنا أن هناك الكثير من العمل لتحقيق الاستقرار على المدى القصير، والحد من نقص الكهرباء، ورفع مستوى البنية التحتية، وتحسين تحصيل الضرائب.
وأشار الخبير الروسى إلى أنه متفائل باعتدال باستمرار الإصلاحات الاقتصادية التى بدأت فى ظل حكم مبارك (الخصخصة، وتحرير أسواق رأس المال والعمل، ونظام العلاقات الاقتصادية الخارجية، وتحديث المؤسسات المالية)، وتعزيز دور الدولة فى تحفيز التحولات الهيكلية التدريجية، وتعزيز الصناعات وخدمات التصدير؛ والإصلاح الاجتماعى و"إعادة توجيه نظم التعليم الوطنية لتلبية الطلب وارتفاع المستوى التكنولوجى، وتحسين الخدمات الصحية، ونظام الرعاية الاجتماعية وتشجيع المشاركة فى الأنشطة الإنتاجية، وزيادة النشاط الاقتصادى للمرأة".
ونوه الخبير الروسى بأن روسيا مهتمة مباشرة فى نجاح الإصلاحات الاقتصادية فى مصر – التى تعد واحدة من دول الشرق الأوسط الرائدة، حيث بين موسكو ومصر خبرة طويلة من التعاون الاقتصادى، وعلى ما يبدو، أن الدولتين لديهم مصلحة مشتركة فى التقارب الجديد، وهذا ما أثبته الرئيس الفعلى والشرعى لمصر السيسى عندما زار موسكو.
وسائل الإعلام الروسية: بوتين دعا السيسى لزيارة موسكو وتوطيد العلاقات.. هناك فرص كبيرة للنهوض بالقاهرة اقتصاديًا.. وموسكو مهتمة بنجاح الإصلاحات الاقتصادية.. خبير روسى: الإصلاحات القادمة صعبة للغاية
الإثنين، 09 يونيو 2014 01:32 م
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة