إن يوم انتقال السلطة من رئيس سابق إلى رئيس منتخب هو يوم مشهود فى تاريخ «مصر» ربما لأنها أول مرة يجرى فيها هذا التقليد الديمقراطى فى تاريخ البلاد، ولقد وقف الخلق ينظرون جميعا كيف حدث هذا على أرض الفراعنة بعد آلاف السنين من وراثة الحكم أحيانا أو غلبة القوة أحيانا أخرى، لذلك جاء تنصيب «عبدالفتاح السيسى» رئيسا منتخبا للدولة المصرية بمثابة علامة فارقة بالنسبة للبلاد والعباد معا، وإذا كان لنا أن ننظر إلى المستقبل بروح التفاؤل فلقد قالوا قديما (تفاءلوا بالخير تجدوه) إذ ليس أمامنا الآن إلا أن نستشرف المستقبل ببعض التوقعات ربما يكون من أهمها إعادة التوازن فى علاقات «مصر» الخارجية على الصعيدين الإقليمى والدولى.
إن الرئيس الجديد يبدو مؤمناً بحقيقة أضحت معروفة وهى أن «التحديث» لا يعنى «التغريب» بالضروة إذ إن هناك تجارب كبرى خارج المنظومة الغربية وتوجد تحديدا فى القارة الآسيوية ــ مستودع الجغرافيا ومخزون التاريخ ــ ولعل القوميات الكبرى الثلاث فى تلك القارة العجوز يمكن أن تشد الرئيس الأفريقى العربى الجديد إلى طريق يختلف عن أسلافه ضمانا للاستقلال الوطنى وحرية الإرادة المصرية، إن «مصر» تقف فى مفترق طرق فإما أن تواصل تبعيتها الثقافية والاجتماعية للنمط الغربى، وإما أن تختار طريقا يبرز الهوية الذاتية ويدفع بالكنانة نحو آفاق العصر وفقا لأسس التعليم الحديث والفكر المفتوح على كل التيارات دون تخصيص أو انحياز، إننى أظن أن «السيسى» يجب أن يقلب بين مفاتيح المستقبل ويختار منها أكثرها استجابة للعقل المصرى الذى لم يأخذ حظه فى مجالات العلم والعمل والإبداع، فلا يمكن أن تظل «مصر» رهينة دعم الأشقاء مهما كان كرمهم ولا معونة الأصدقاء مهما ظهر قربهم، فلن يبنى «مصر» إلا سواعد المصريين وحدهم!
د. مصطفى الفقى يكتب: انتقال السلطة من رئيس سابق لآخر منتخب يوم مشهود فى تاريخ مصر.. تنصيب السيسى علامة فارقة فى تاريخ البلاد.. والرئيس الجديد مؤمن بإعادة التوازن لعلاقات مصر الخارجية
الإثنين، 09 يونيو 2014 08:23 ص
د. مصطفى الفقى