قال الباحث البريطانى إتش إيه هيلر، إن السؤال الذى يتعلق بمصر الآن ليس هل يرغب المصريون فى التغيير أم لا، لكنه يتعلق بقدر التغيير الذى يرغبون فيه، وما هم على استعداد للتخلى عنه من أجله.
فى مقال بموقع العربية اإ نجليزى، قال "هيلر" وهو باحث غير مقيم بمعهد بروكينجز الأمريكى، إن الاستقرار هو ما يريده أغلب المصريين، وقد أدى غياب الاستقرار على مدار السنوات الأخيرة إلى جعل الكثير منهم يقبل بأى شىء يعد بإعادته، وعندما ينظر المرء لهؤلاء الذين اختيروا لحضور الاحتفال بتنصيب السيسى رئيسًا، وينظر إلى بيانات حكوماتهم، سيرى بوضوح نوعًا من السعادة، فمصر فى طريقها للاستقرار الذى ميز فترة ما قبل ثورة يناير.
لكن هناك مشكلتين بالطبع، كما يقول هيلر، الأولى أنه نادرا ما تعد أى حكومة أو سلطة باستمرار ما جاء قبلها، بل على العكس، أى سلطة، ومصر ليست استثناء فى ذلك تعد بالتغيير، والأمر لا يتعلق بما إذا كان المصريون يرغبون فى التغيير أم لا، بل بمقدار التغيير ومدى وتيرته وما هم على استعداد للتخلى عنه من أجله.
المشكلة الثانية تتعلق بما إذا كان الشعب مستعدًا للاعتراف بأن عام 2010 قد انتهى، ففترة ما قبل 25 يناير قد ولت، وقد يخرج البعض اليوم ليقول إن عهد مبارك قد عاد، لكنه لم يعد، وهذا ليس لأن مبارك كان يقبع بالمستشفى فى الوقت الذى كان فيه الرئيس السيسى يؤدى اليمين الدستورية، ولكن لأن مصر نفسها قد تغيرت.
ومرة أخرى يشدد "هيلر" على ضرورة عدم التعامل مع فكرة التغيير على أنها انتصار كبير، فهى تعبير أكثر من كونها حتمية، فاندلاع المظاهرات فى 25 يناير على الرغم من نظريات المؤامرة المنتشرة بين أنصار مبارك وغيرهم لم تكن مخططًا أو مؤامرة، بل حدثت لأن الظروف فى مصر فى هذه المرحلة لم تجعل النظام قادرًا على البقاء.
المدهش، كما يقول الباحث البريطانى، لا ينبغى أن يكون حدوث ثورة يناير، ولكن أنها لم تكن أكثر فوضوية عندما وقعت.
ويؤكد "هيلر" على أن الظروف التى وقعت فيها ثورة يناير لم تختف الآن، بل ظلت موجودة ولم يتم حلها على مدار السنوات الثلاثة الماضية.
والآن بعد مرور ثلاث سنوات، يأتى رئيس جديد ليواجه نفس المشكلات، بل يواجه ما هو أسوأ.
كما أن السيسى يواجه أمرًا لم يواجهه رئيس من قبله، ففى السنوات الثلاثة الأخيرة، فقد شباب مصر الثقة فى أى قوى سياسية، فحزب الإخوان خسر شعبيته بسبب مسار مرسى فى الحكم، وكذلك الأحزاب السياسية الأخرى أصبحت منفصلة وهو ما جعل قطاعات معينة من الشعب تريد التدخل العسكرى المباشر لعزل مرسى.
وهناك من يقول إنه يجب الحديث إلى الشباب، لكن هؤلاء يقللون من تقدير خطورة الوضع، فالشباب ليس بحاجة للحديث إليه، بل إن الجيل الحالى من القادة السياسيين هم من فى حاجة ماسة إلى إنقاذ أنفسهم من غضب الجيل القادم، وهو ما يجب أن تتعامل معه السلطة القادمة فى مصر.
خبير بمركز بروكينجز: مصر تغيرت وعهد مبارك لن يعود.. السيسى يواجه مشكلات لم يواجهها أحد من قبله.. التحديات الأمنية أبرزها.. والقيادة الجديدة فى حاجة ماسة إلى التواصل مع الشباب
الإثنين، 09 يونيو 2014 03:18 م
الرئيس عبد الفتاح السيسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة