اهتمت صحف السعودية الصادرة صباح اليوم الاثنين، بتنصيب عبدالفتاح السيسى رئيسا لمصر، وقالت صحيفة "الرياض" إن "الاحتفال بتنصيب الرئيس السيسى يؤكد مدى قيمة مصر ودورها القادم على المستوى المحلى والعربى والخارجى"، مضيفة أن "المملكة ومعها بعض دول الخليج العربى، ستكون مركز الثقل فى التعاون المفتوح والانتقال السلس، فى دعمها باعتبارها ركيزة الأمن والقوة فى منطقتها"، ورأت أن المرحلة الدقيقة لا تحتاج إلى بلاغة الكلمات، وإنما إلى العمل باعتباره الأساس فى توجه كل الأطراف.
وأكدت "الرياض"- فى افتتاحيتها اليوم بعنوان "مصر المستقبل"، أن مصر غنية برجالها ومواردها، وعندما تستقر، فإن طاقاتها الحيوية سوف تذهب إلى ما هو أهم وأجدى، مشيرة إلى أن دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد مؤتمر دولى لأشقاء وأصدقاء مصر، تأتى لإخراجها من أزمتها الاقتصادية، كذلك تصريحات ولى العهد وزير الدفاع الأمير سلمان بعد وصوله القاهرة أمس لحضور حفل تنصيب الرئيس، وتأكيده على وقوف المملكة إلى جانب مصر.
ورأت أن الرئيس السيسى لا يجب أن يطالب الآن بمنجز عاجل وسريع، وهو الوارث لتركة من التعقيدات القديمة، وما خلفته سنوات الثورة، لكن حين يأتى اختيار فريق عمل يتحمل عبء المرحلة القادمة، ليقف على نواقص السياسات العاجزة، ويبدأ بالنقلة الأولى نحو أهداف محددة، فإن الرئيس وشعبه قادران على السير فى الاتجاه الإيجابى.
واختتمت تعليقها قائلة إن "التضامن العربى نريده أن يخرج من الوعود والكلمات واللقاءات إلى التفعيل الكامل، لأننا فى ظرف نحتاج إلى تأكيد الدور العربى، وإيقاف نزيف دمائه وإفلاسه المادى والسياسى، ومصر مع دول الخليج والمملكة، سوف يضعون خط البداية فى هذا التضامن الجديد، والذى بالفعل نحتاجه أمام شراسة الواقع وانحداره، وهى المهمة الكبيرة التى تجعلنا جميعا فى الخندق الواحد".
من جانبها، قالت صحيفة "عكاظ" إن "أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى العديد من الأولويات الداخلية والخارجية بالغة الأهمية فى المرحلة المقبلة، والتى تعتبر بكل المعايير مرحلة مفصلية فى تاريخ مصر بعد سنوات من عدم الاستقرار بسبب حكم الإخوان، والذى أدى إلى تراجع وضع مصر اقتصاديا وأمنيا، وتدهور علاقة مصر مع محيطها بسبب السياسات الخاطئة التى انتهجها حكم الإخوان".
وأضافت الصحيفة - فى افتتاحيتها اليوم بعنوان "أولويات الرئيس السيسى" - أنه "من المؤكد أن أولويات الرئيس الجديد الداخلية ستتمحور فى القضاء على منظومة الفساد وتحقيق العدالة، والقضاء على البيروقراطية ودعم تطلعات فئة الشباب، وليس هناك رأيان فى أن الملف الأمنى سيحظى فى مقدمة الأولويات للرئيس السيسى، والسعى لإرساء الأمن الداخلى والقضاء على البؤر الإجرامية والإرهابية التى حاولت فى السابق اختطاف مصر لكنها فشلت، وتعزيز دور رجال الأمن لتحقيق إعادة الأمن واستعادة هيبة الدولة، واحترام وإرساء دولة القانون، وتطبيقه والتخلص من كل مظاهر الفوضى بالشارع المصرى التى شهدتها مصر فى مرحلة حكم الإخوان".
ورأت أنه على الصعيد الاقتصادى، تأتى الأولوية فى العمل المنهجى للقضاء على البطالة، وتقديم خارطة طريق لدعم عودة شركات ومصانع القطاع العام المتعثرة والمتوقفة، وتهيئة المناخ الملائم للاستثمار الجاذب للمزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وأكدت أن المرحلة المقبلة بحاجة لعمل شاق يهدف فى إطاره الشامل إلى إعادة بناء الجبهات الداخلية والخارجية لمصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وعلى جميع الأصعدة والمستويات، لاستعادة أدوار مصر التاريخية إقليميا وعربيا وعالميا.
واختتمت تعليقها قائلة "فمصر المستقبل يجب أن تعود إلى ممارسة دورها كدولة محورية مهمة لا يمكن تجاهلها، أو السماح باستغلال ظروف عدم استقرارها، ونحن على يقين أن مصر دخلت مرحلة الاستقرار بفضل إرادة شعبها وحرص رئيسها السيسى على تحقيق تطلعات الشعب الذى أعطاه صوته لنقل مصر إلى الآفاق العالمية".