السلطات البريطانية تندد بـ"حملة منظمة" لفرض الإسلام فى المدارس

الإثنين، 09 يونيو 2014 10:12 م
السلطات البريطانية تندد بـ"حملة منظمة" لفرض الإسلام فى المدارس ديفيد كاميرون رئيس الحكومة البريطانية
لندن (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال وزير التعليم البريطانى مايكل غوف اليوم الاثنين أن أعضاء مسلمين متشددين فى مجالس إدارة مدارس فى مدينة برمنغهام التى تعتبر ثانى اكبر المدن البريطانية، قاموا ب"حملة منظمة" لفرض ايديولوجية اسلامية على طلاب تلك المدارس.

وأضاف الوزير أن خلافات بين مسئولين مسلمين وموظفين كبار غير مسلمين فى تلك المدارس تسبب فى نشر "ثقافة من الخوف والترهيب" أجبرت عددا من كبار المدرسين على ترك وظائفهم.

وجاءت تصريحات غوف خلال استعراضه لنتائج تحقيقين رسميين فى مزاعم بوجود مؤامرة من إسلاميين للهيمنة على ادارة مدارس تمولها الحكومة فى برمنغهام بهدف فرض اجندة دينية.

واثارت هذه المزاعم مجددا مخاوف من تعرض الشباب فى بريطانيا إلى الاسلام المتطرف، وكشف عن انقسام فى الحكومة حول كيفية معالجة التطرف الدينى.

الا ان بعض قادة المجتمعات فى برمنغهام التى كانت المركز الصناعى السابق لبريطانيا وتضم اكبر مجموعة من المسلمين فى البلاد، قالوا ان هذه المزاعم لا اساس لها وان سببها هو الخوف من الاسلام.

وخلصت التحقيقات التى اجرتها منظمة "اوفستيد" التى تراقب المدارس إلى ان خمس مدارس تقدم مستوى "غير كاف" من التعليم بسبب اخفاقات وصفها المفتش العام للمدارس مايكل ويلشو بانها "مقلقة للغاية".

وقال الوزير غوف امام مجلس العموم (البرلمان) البريطانى ان "اوفستيد خلصت إلى ان حكام المدارس يحاولون فرض ونشر ايديولوجية ضيقة تقوم على الديانة فى مدارس لم تؤسس على الديانات، والتلاعب بتعيينات الموظفين واستخدام تمويل المدارس بشكل غير مناسب".

وكشف تقرير منفصل اجرته وكالة تمويل التعليم المتفرعة من وزارة التعليم، إلى انه يتم بث الأذان للصلاة فى ساحة إحدى المدارس.

وقال انه فى مدرسة اخرى هى "اولدنو اكاديمي" فى منطقة هيث الصغيرة التى تسكنها غالبية من المسلمين، فقد تم استخدام الاموال المخصصة للمدرسة لتنظيم رحلة سنوية إلى السعودية للطلاب المسلمين فقط.

وكشفت الوكالة عن ان المدرسة حاولت كذلك التغطية على نشاطاتها بالتظاهر بتنظيم تجمع خاص بعيد الفصح المسيحى واعطاء درس عن الديانة المسيحية عندما زار المفتشون المدرسة.

الا ان المجلس التعليمى الذى يدير ثلاثا من المدارس الخمس المذكورة فى التحقيقات - باستثناء اولدنو-- رفض تلك النتائج ورد بغضب على التلميحات من احتمال تعرض التلاميذ لخطر التطرف.

وقال ديفيد هيوز نائب رئيس مجلس إدارة مجلس بارك فيو التعليمى ان "مفتشى اوفستد ياتون إلى مدارسنا للبحث عن التطرف وعن الفصل بين الجنسين وعن دليل بان اطفالنا يجبرون على تعلم الدين كجزء من مخطط اسلامي".

واضاف "هذا لا يحدث فى مدارسنا مطلقا. فمدارسنا لا تتسامح مع اى شكل من اشكال التطرف او تنشره".وأجريت التحقيقات بعد تسريب رسالة من مجهول إلى الاعلام فى وقت سابق من هذا العام عن مؤامرة للاستيلاء على مدارس برمنغهام.

وردت الحكومة بإصدار أمر بإجراء عمليات تفتيش فى 21 مدرسة فى برمنغهام حيث يشكل المسلمون 22% من عدد السكان، طبقا لاحصاءات عام 2011.ورغم انه لم يتم الكشف عن اسم مرسل الرسالة، الا ان مدراء مدارس من المدينة قالوا انهم لم يفاجأوا بما جاء فيها.

ودانت اوفستد السلطة المحلية المتمثلة فى مجلس مدينة برمنغهام على اخفاقها فى الاستجابة لمخاوف الموظفين المتكررة حول التغييرات التى تحدث فى مدارسهم.

وعقد رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون جلسة خاصة لفريق مكافحة التطرف فى الحكومة البريطانية الاثنين ووعد ب "رد حازم" على المسائل التى جاءت فى تقارير المدارس.

ووعد الوزير غوف بدراسة عمليات التفتيش المباغتة التى يقوم بها اوفستيد وقال انه سيجرى مشاورات حول وضع قوانين جديدة تطلب من جميع المدارس نشر "القيم البريطانية" بشكل نشط رغم انه لم يحدد ماهية تلك القيم.

الا ان استجابة الحكومة لتلك المزاعم قوضها خلاف علنى بين غوف ووزيرة الداخلية ثيريسا ماى التى دخلت الاسبوع الماضى فى حرب اعلامية حول الجهة المسؤولة عن التطرف فى المدارس.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة