فى كل ليلة.. عندما يعم الكون السكون, تزورنى امرأة , تقتحم مخيلتى, تقضى معى ليلتى, ثم تتلاشى وترحل, لتترك بقاياها فى قعر ذاكرتى.
سألت نفسى كثيرًا! من تلك المرأة التى تأتينى فى هجيع الليل عندما يحل الظلام؟ ولأى عالم تنتمى؟ لا أدرى؟ فهى تأتى من عالم لا أعرفه, ممتطية جواد الحب والعشق والجمال, سحرها يفوق الخيال! عيناها أجمل من كحل الليل، تصوب رموشها المسننة إلى قلبى فتصيبنى فى مقتل! نعم إنها تقتلنى كل ليلة بسهام العشق المجنون المعجون بكل ألوان السحر والفتون!
صارت كل حياتى ليل, لم يعد النهار فى الحسبان، أتمنى أن يكون اليوم كله ليل دون نهار! فنهارى مجرد ساعات أقضيها فى إنتظار أن يأتى الليل ويغفل النهار, لتأتى تلك المرأة لزيارتى، فتطل على ليلى بصخبها وصمتها وضحكاتها وحتى فضولها حين تسألنى أسئلة حمقاء! فقد اعتدت عشق كل ما فيها.
فهى منظومة مرسومة على جدار قلبى الذى يهواها كآلهة العشق والجمال.
لا عجب أن صرت أسيرها، ففى زيارتها لى كل ليلة، أعيش قصة عشق متجددة الأوصال, وأعاود لأسأل نفسى مجددًا, من تلك المرأة البيضاء الشقراء السمراء؟ من تلك الناعمة الرقيقة التى تنير عتمة الليل والسماء؟ فيجيب قلبى وعقلى بإنها جامعة النساء! لها فى كل ليلة طعم ولون يشبع نفسى التى تهوى كل ألوان النساء ! ويح قلبى ! ما هذا الذى يحدث لى فى عتمة الليل مع تلك الساحرة التى أرى فيها نبض الحياة؟
مازلت لا أعرف زائرة الليل التى تأتينى دون إنذار! وكل ما أعرفها إنها معشقوتى التى حولت حياتى إلى ليل دون نهار!
