قد تفاجئنى عزيزى القارئ المحترم بقولك وهل هذا وقت أمثال وشعارات؟.. بالتأكيد عزيزى القارئ نحن شعب نجيد الأمثال بل ندعى أننا أول من اخترعها وعمل بها بل واعتقدنا فى أمثالنا والدليل قولنا (اسأل مجرب ولا تسأل طبيب).
فهل يا ترى بإمكاننا الاستفادة من كم الأمثال التى اخترعناها؟.. فالأمثال يا عزيزى هى نتاج خبرات متراكمة مر بها هذا الشعب عبر تاريخه بحلوها ومرها، إذن هو من عايشها وجربها قبل أن تستقر فى ضميره وسلوكه.
ما أطرحه عليك اليوم هو أحد تلك الأمثلة الهامة وهو (لا يحك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك).. يا له من مثل فى غاية الروعة فى مغزاه ومعناه ورائع أيضا عندما نعمل به ونوظفه التوظيف المناسب، فما أحوجنا فى هذه المرحلة الحساسة من عمر الوطن أن نستدعى مثل هذا المثل الرائع ونحاول جاهدين تطبيقه فى حياتنا ولو فى المرحلة الراهنة التى يجب أن نستفيد فيها من كل ما يدفعنا للأمام.
فمن المعروف وبلا مزايدات كلامية أن وطننا مصر يخرج الآن من شرنقة فترة عصيبة من تاريخه، فتلك الفترة كادت تقضى على الأخضر واليابس، مما أدى لترنح الاقتصاد.
بالتأكيد يا عزيزى القارئ لا أنكر ولا ينكر أى منصف هذا الموقف المشرف الذى قام به الأشقاء والأصدقاء فى الوقوف بجوار مصر فى محنتها فقد قدموا ويقدموا الكثير (والرجال تعرف فى الشدائد).
لكن هل فكرت يا عزيزى فى دورك أنت؟ وهل فكرت فيما يجب عليك تجاه وطن أقلتك أرضه وأظلتك سماؤه وأحياك هواؤه؟
هل من المفروض أن نجلس جميعا نندب حظنا العاثر وننتظر معونات الأشقاء والأصدقاء؟
بالتأكيد أن الشقيق والصديق عنده من الهموم والمسئوليات والالتزامات التى يسعى لتحقيقها فى وطنه، فهو صاحب مسئوليات أيضا تجاه بنى وطنه.
إذن علينا نحن أن نتحرك، علينا نحن فقط أن نعمل من أجل رفعة وطننا، علينا أن نسابق الزمن من أجل أن نتدارك ما فات لنعيد مصر لوضعها الطبيعى والريادى بين الأشقاء والأصدقاء بل وأمام الأعداء.
علينا أن نمعن النظر فى معنى ذاك المثل فلن يحك جلدك مثل ظفرك ولو جربت على نفسك سوف تتأكد من حقيقة هذا المثل، وأما المغزى من ورائه أن تنظر بعين الفاحص لهذا المثل سوف تجد إجابات أسئلتك التى تدور حول هبتك من مرقدك وكيفية أن تتولى أنت جميع أمرك فمهما ساعدك الغير لن يكون البديل بأى حال من الأحول عن جهدك أنت وعن إنجازك أنت فهل حان الوقت لتصحوا من ثباتك وتبدأ فى بناء عهد ومستقبل مشرق جديد.
